البث المباشر

قصيدة مهداة الى القائد عبد العلي مزاري

الجمعة 11 سبتمبر 2020 - 09:45 بتوقيت طهران
قصيدة مهداة  الى القائد عبد العلي مزاري

بمناسبة يوم الشهيد في افغانستان قصيدة مهداة الى راحة نفس الزعيم الاسلامي الشهيد العلامة الشيخ عبد العلي مزاري (طيَّب الله ثراه) في الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لاستشهاده عام 1995.

 والشهيد الاستاذ مزاري (رحمه الله تعالى) كان مؤسس حزب الوحدة الاسلامية في افغانستان، وقد تصدى دون هوادة  للغزو الاحمر حتى فترة دحره وطرده من البلاد. ولكنه راح ضحية الطائفية الرعناء التي جاءت بها جماعة "طالبان" بعدما بسطت سيطرتها على كابل بدعم من الاستخبارات الاميركية والباكستانية وجماعة "حكمتيار" :

سيِّديِ الشيخُ يا ذرى الإيمانِ

يا منارَ الكُماةِ والشُّجعانِ

جئتُكَ اليومَ أَذكرنَّكَ مَجْدَاً

يا مَزاريُّ بعد طُول الزمانِ

لم اكنْ قبلُ للقوافي ربيعاً

بيد أني عَشِقْتُ فيكَ التفاني

قائداً تُلهِمُ الجُمُوعَ بعزمٍ

وبتقوى الأنيسِ بالقُرآنِ

أنتَ (عَبْدَ العليِّ) سِرٌّ عجيبٌ

لَم تُبيِّنْهُ صادحاتُ البيانِ

ربَّما آنَ للقصيدِ آوانٌ

قد يُواري بهِ قُصُورَ التوانِي

فلعلَّ الحُرُوفَ تُعطيكَ حَقَّاً

أهمَلَتْهُ دوائرُ النسيانِ

إيهِ عبدَ العليِّ أنطِقْ ضميرِي

إنّهُ في الضميرِ سُؤْلُ اللِّسانِ

رُبَّ حَرَفٍ جلا غُباراً كئيباً

بانبلاجٍ يُسوقُ حُلْوَ المعاني

في زَمانٍ تعُجُّ فيه الحكايا

بشعاراتِ تُرَّهاتِ الجبانِ

يا مَزاريُّ إنّ ضَوءَكَ أبهى

مِنْ دُجَىً يعتدي على كلِّ حانِ

يستبيحُ البلدانَ طُولاً وعَرضاً

ويُعادي تعايُشَ الخِلّانِ

ويُنادي: العَفا لكُلِّ مَعينٍ

غيرُ كأْسٍ أَسقِيكُمُ بامتهانِ

فاحتَسُوا شِربَةً تفُورُ زُعَافاً

واقبلُوا طارِئاً طغَى بافتِتانِ

تلكَ "إسرالُ" سايِرُوها خُضُوعَاً

بِ"سَلامٍ" يقودُهُ الشرَّاني

أيُّها الشَيخُ يا شهيدَ بلادٍ

هِيَ في قلبِنا عظيمةُ شانِ

ذاقَتِ الغَزْوَ والدمارَ طويلاً

قبلَ أنْ يستطيلَ في البلدانِ

فتصَدَّيْتَ للجهادِ غَيوراً

يا عظيمَاً ضَحَّى بِكلِّ تفانِ

وتحَدَّيْتَ كي تصونَ دياراً

مِنْ خَصيمٍ يلوذُ بالعُدوانِ

هيَ واللهِ ذكرياتٌ أبانَتْ

أنَّ سُوحَ الجهادِ دِرْعُ الأذانِ

كنتْ ترجُو لِقا الإلهِ شهيداً

بيدِ العابثينَ بالأوطانِ

فأتاكَ الحِمامُ غَدْراً وبُغضاً

مِنْ فَصيلٍ عَدى على الإخوانِ

شوَّهَ الدينَ والجهادَ بِجَهْلٍ

يرتدي فيهِ "عِمَّةَ الغُفرانِ"

ثُمَّ أَفشى مُمارسَاتٍ أثارَتْ

جامعاتِ النُّهى وأهلَ العيانِ

ذاكَ تنظيمُ "طالِبانِ"مُرُوقاً

قاتِلُ الشيخِ باغتيالٍ جبانِ

وهو رمزُ الفداءِ في كلِّ شِبرٍ

مِنْ بلادِ الاسلامِ والأفغانِ

وهو شيخٌ وَعى بُنودَ تآخٍ

يستقي الخيرَ من هُدى القرآنِ

كانَ يحمى بنِي التديُّنِ رِدئاً

ودفاعاً عن عِزّةِ الانسانِ

سيدي القائدُ الوقورُ سلاماً

يا مَزاريُّ يا صَدَى الوُجدانِ

يا زَعيماً رامَ التضامُنَ عَوناً

لجهادٍ يأتي بخَيرِ الأماني

يا أميناً أرادَ وَحدَةَ شَعبٍ

ذاقَ بالفُرقَةِ صُنُوفَ الهَوانِ

أيها الطَّودُ في بلادٍ تشَظَّتْ

بأفاعِيلَ زُمرةِ العصيانِ

دُمْ مِثالاً لنا فإنّا عَطاشى

خالِداتٍ مِنَ الجهادِ الرَصانِ

__

حميد حلمي البغدادي

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة