البث المباشر

الخداع الامريكي في اليمن بين السقوط الأخلاقي والغباء السياسي!!!

الخميس 8 نوفمبر 2018 - 21:05 بتوقيت طهران
الخداع الامريكي في اليمن بين السقوط الأخلاقي والغباء السياسي!!!

لقد استبشر جميع من يحب السلام خيرا عندما صدرت دعوة البنتاغون الامريكي لوقف اطلاق النار في اليمن، وحل الأزمة من خلال طاولة التفاوض.

إلا ان الفرحة لم تدوم كثيرا عندما شهدت جبهات القتال في اليمن تصعيدا قل نظيرة منذ بدء العدوان السعودي الامريكي على اليمن قبل اربع سنوات ولحد الان.


أطراف يمنية واخرى مهتمة بقضية اليمن كشفت لنا اللغز واعني به الدعوة الأمريكية من أعلى المستويات العسكرية وهو وزير الدفاع الامريكي  جيم ماتيس والتي طلب فيها وقف القتال بكل اشكاله في اليمن وفي نفس الوقت يبدء تصعيدا للعدوان في عدة محاور من جبهات القتال في هذا البلد.


الناطق الرسمي لأنصار الله محمد عبد السلام قالها بالحرف الواحد عندما طرح تسائلاته التي تحمل إجاباتها، عندما قال : لو كانت هذه الدعوة حقيقية فأمريكا تدعوا من؟ ألا يعني انها تدعو نفسها لوقف القتال؟ فلماذا لا توقف القتال؟ ولماذا هذه الدعوة؟ تسائلات في محلها، بل وتكشف لنا ما وراء هذه الدعوة الامريكية!!!


تكشف لنا ان هناك خداع عسكري وسياسي يمارس من قبل المسؤول الامريكي الغرض منه خلق حالة من الاسترخاء لدى المقاتل اليمني وتمويه وإستغفال للرأي العام... إلا ان مثل هذه الألاعيب لن تنطلي على شعب لديه خبرة عملية على الواقع الميداني مثل الشعب اليمني.


فالقوات اليمنية اتخذت الحيطة والحذر ووضعت الأصبع على الزناد وأتخذت الاجراءات اللازمة لكل الاحتمالات وأحدها أن هذه الدعوة الامريكية لعلها خدعة ارادها العدو لاسترخاء المقاتل اليمني، ومن ثم المباغته.


وبالفعل حصل ما كان متوقعا حيث فتح العدوان عدة جبهات الغرض منها تشتيت طاقات القوات اليمنية، إلا الجيش واللجان الشعبية كانوا لهذه الخطة (الخدعة) بالمرصاد حيث تصدوا ببسالة لحشود مرتزقة العدوان ليمزقوها أيما تمزيق ويهزمونها شر هزيمة.


من هنا يحق لنا طرح هذه الأسئلة على اصحاب الضمائر الحية... ماذا يعني هذا السلوك الامريكي؟ وبماذا يمكن تفسيره؟ ألا يعني الخداع و المراوغة والسقوط الاخلاقي؟ وإلا ماذا تعني الدعوة لوقف القتال يعقبها تصعيد شرس من قبل قوات العدوان السعودي الامريكي على اليمن وفي عدة جبهات؟

وماذا يعني التوبيخ الذي وجهه الرئيس الامريكي دونالد ترامب لعملاءه بعد ان فشلو في تحقيق اي انجاز عسكري بعد هذا التصعيد المباغت في جبهات القتال حيث قال عنهم بأنهم لا يجيدون استخدام السلاح الامريكي؟!

وهذا التصريح بحد ذاته هو اعتراف صلف من رأس الهرم في الادارة الامريكية بأنها شريك مباشر بالعدوان على اليمن، وإنها المسؤولة عن كل جريمة وقعت في هذا البلد الذي يتعرض لعدوان غاشم منذ اربع سنوات ويمارس المعتدين ضده عمليات تدمير للبنى التحتية وقصف شمل المنازل والمدارس والمستشفيات.

وفي نفس الوقت يفرض العدوان على هذا البلد حصار خانق عرضة لأسوء مجاعة في العالم بشهادة المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة، هذه المجاعة التي ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الاطفال والنساء والشيوخ الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يعيشون في بلد يدافع عن حريته وإستقلالة.

فمتى يصل البنتاغون الى قناعة تامة بأنه غير قادر ان يحقق للإدارة الامريكية أغراضها في اليمن مهما جلب من عملاء أقل ما يقال عنهم بأنهم لايجيدون أستخدام السلاح الامريكي بشهادة سيدهم ترامب؟؟

الايام القادمة ستجيبنا على هذا السؤال؟ وتبقى الشعوب الحرة هي سيدة الموقف رغم كل الصعاب.

 

جابر كرعاوي / لموقع اذاعة طهران العربية

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة