البث المباشر

دعاء النبي محمد (ص) في تحميد الله ضمن خطبة الغدير

الثلاثاء 1 سبتمبر 2020 - 12:38 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- إشراقات من الصحيفة المحمدية

«بسم الله الرحمن الرحيم»


الحمد لله الذي علا فى توحده، ودنى في تفرده، وجل في سلطانه، وعظم في اركانه، واحاط بكل شيء علماً وهو في مكانه، وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه، مجيداً لم يزل، محموداً لا يزال باريء المسموكات، وداحي المدحوات، وجبار السماوات، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، متفضل على جميع من برأه، متطول على جميع من انشأه، يلحظ كل عين والعيون لا تراه، كريم حليم ذو اناة‌ قد وسع كل شيء رحمته، ومن عليهم بنعمته، لا يعجل بانتقامه ولا يبادر اليهم بما استحقوا من عذابه، قد فهم السرائر، وعلم الضمائر، ولم تخف عليه المكنونات، ولا اشتبهت عليه الخفيات له الاحاطة بكل شيء، والغلبة على كل شيء، والقوة في كل شيء والقدرة على كل شيء، ليس مثله شيء، وهو منشيء الشيء حين لا شيء، ذائم قائم بالقسط، لا اله الا هو العزيز الحكيم، جل عن ان تدركه الابصار، وهو يدرك الابصار، وهو اللطيف الخبير.
لا يلحق احد وصفه من معاينة، ولا يجد احد كيف هو من سر وعلانية الا بما دل عزوجل على نفسه، واشهد بأنه الذي لا اله الا هو ملا الدهر قدسه، هو الذي يغشي الابد نوره، والذي ينفذ امره بلا مشاورة مشير، ولامعه شريك في تقدير، ولا تفاوت في تدبير صور ما ابدع على غير مثال، وخلق ما خلق بلا معونة من احد ولا تكلف ولا احتيال، انشاها فكانت، وبرأها فبانت، فهو الله الذي لا اله الا هو المتقن الصنعة، الحسن الصنيعة، العدل الذي لا يجور الأكرم الذي ترجع اليه الامور.
واشهد انه الذي تواضع كل شيء لعظمته، وذل كل شيء لعزته واستسلم كل شيء لقدرته، وخشع كل شيء لهيبته.
مالك الاملاك ومفلك الأفلاك، ومسخر الشمس والقمر، كل يجري لأجل مسمى، يكور الليل على النهار، ويكور النهار على الليل، يطلبه حثيثاً، قاصم كل جبار عنيد. ومهلك كل شيطان مريد لم يكن معه ضد ولا ند، احد صمد لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً احد، اله واحد، ورب ماجد، يشاء فيمضي، ويريد فيقضي، ويعلم ويحصي، ويميت ويحيي، ويفقر ويغني، ويضحك ويبكي، ويدني ويقصي، ويمنع ويعطي، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير، يولج الليل في النهار، ويولج النهار في الليل.
الا هو العزيز الغفار، مجيب الدعاء، ومجزل العطاء، ومحصي الانفاس، ورب الجنة والناس، لا يشكل عليه شيء، ولا يضجره صراخ المستصرخين، ولا يبرمه الحاج الملحين، العاصم للصالحين والموفق للمفلحين، ومولى المؤمنين ورب العالمين.
الذي استحق من كل خلق ان يشكره ويحمده، احمده على السراء والضراء، والشدة والرخاء، واؤمن به وبملائكته وكتبه ورسله، اسمع امره واطيع، وابادر الى كل ما يرضاه، واستسلم لما قضاه، رغبة في طاعته وخوفاً من عقوبته، لانه الله الذي لا يؤمن مكره، ولا يخاف جوره، واقر له على نفسي بالعبودية.
واشهد له بالربوبية، واؤدي ما اوحى الي حذراً من ان لا افعل، فتحل بي قارعة‌ لا يدفعها عني احد وان عظمت حيلته، لا اله الا هو.
المصدر: الصحيفة النبوية الجامعة لادعية خاتم الانبياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة