البث المباشر

نهج علي عليه السلام "طلاق الدنيا"

الجمعة 15 مايو 2020 - 10:42 بتوقيت طهران
نهج علي عليه السلام "طلاق الدنيا"

من يتأمل في حياة إمام المتقين وقائد الغر المحجلين يرى حياة ملؤها البركة والخير، بل تحفة الإنسانية برمتها منذ الولادة حتى الشهادة.

فالنطفة نور من نور الله هو والمصطفى الاكرم صلى الله عليه وآله والولادة بيت الله الحرام، والمهد صدر المصطفى صلى الله عليه وآله هذه هي بدايات الحياة وهي قمم.

وأما بقية حياته عليه السلام فقد كان رائدا في كل شئ بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإليك مارواه ابن صباغ المالكي في الفصول المهمة عن اصبغ بن نباتة، قال: دخل ضرار ابن ضمرة على معاوية بن ابي سفيان بعد شهادة أمير المؤمنين عليه السلام، فقال له: ياضرار صف لي عليا، فقال ضرار: اعفني من ذلك، فقال معاوية: أقسمت عليك لتصفنه لي، فقال ضرار: إن كان لابد من ذلك؛ فإنه كان والله بعيد المدى، شديد القوى،يقول فصلا ويحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من لسانه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس بالليل ووحشته، وكان غزير الدمعة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ماخشن ومن الطعام ماجشب، وكان فينا كأحدنا، يجيبنا اذا سالناه، ويأتينا إذا دعوناه، ونحن والله مع قربنا منه وقربه منا لانكاد نكلمه هيبة له.

يعظم أهل الدين، ويحب المساكين، لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعيف من عدله، واشهد بالله يا معاوية، لقد رأيته في بعض مواقفه وقد ارخى الليل سدوله وغارت نجومه، قابضا على لحيته الشريفة يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، وهو يقول: إليك عني يادنيا، غري غيري، إلي تعرضت، أم إلي تشوقت، هيهات، هيهات، فإني طلقتك ثلاثا لارجعة لي فيك.

فعمرك قصير، وخطرك كبير، وعيشك حقير، ثم قال: آه آه من قلة الزاد وبعد السفر وحشة الطريق.

ثم بكى ضرار وبكى معاوية، وقال: رحمك الله يا ابا الحسن، كان والله كذلك.

ثم قال: كيف حزنك عليه ياضرار، قال: حزن من ذبح واحدها في حجرها، فهي لا ترقى لها دمعة ولاتسكن لها زفرة.

من أراد أن يعرف عليا هذه صفاته من محبيه، وإقرار أعدائه.

سلام على وصي رسول الله صلى الله عليه وآله.

 

صلاح المندلاوي

ليلة 21 رمضان المبارك لعام 1441 للهجرة على صاحبها آلاف التحية والسلام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة