البث المباشر

تفسير موجز للآيات 11 الى 16 من سورة الزمر

الثلاثاء 14 إبريل 2020 - 20:19 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 853

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة على أشرف المرسلين محمد وآله الطاهرين .. السلام عليكم احبتنا الأكارم ورحمة الله وبركاته واهلا بكم إلى نهج الحياة لنواصل الشرح الميسر لآيات أخرى من سورة الزمر المباركة و هي : 11إلى 16 منها. بداية نصغي إلى تلاوة الايات 11 حتى 13 من هذه السورة المباركة :

قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ﴿١١﴾

 وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴿١٢﴾

 قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٣﴾

تقدم الكلام في الحلقة الماضية عن أهمية التقوى والعمل الصالح والصبر والثبات وأن هذه الصفات هي من صفات أهل الإيمان بالله تعالى . تواصل آيات هذه الحلقة لتوجه الخطاب إلى النبي (ص) ليعلن بكل صراحة للمشركين أنه مكلف من عند الله تعالى ليطهر الدين من كل الشوائب والانحرافات المؤدية إلى الشرك و أن يدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد . و تصرح الايات أن الرسول (ص) هو أول من أسلم و آمن لأوامر الباريء عزّوجلّ و هو يخاف العذاب الإلهي لثقل مسؤوليته ورسالته . بعبارة أخرى فإن رسول الله (ص) لم يكن كالسلاطين المتجبرين على رقاب الناس الذين يكلفون الناس ببعض التكاليف ويعتبرون أنفسهم "فوق تلك التكاليف" ورسول الله (ص) لم يكن أوّل مسلم من حيث الزمان وحسب، وإنّما كان أوّل الناس إسلاماً من كلّ النواحي، من ناحية الإيمان والإخلاص، والعمل، والتضحية، والجهاد، والصمود، والمقاومة، وتأريخ حياة الرّسول الأكرم(ص) يؤيد هذه الحقيقة بصورة جيدة. نستلهم من الايات الدروس التالية:

  • إن الأنبياء يحملون رسالة إلهية من عند الله تعالى إلى الناس وما يقولونه و يدعون إليه ليس من تلقاء أنفسهم .
  • إن من أهم واجبات الأنبياء هو الدعوة إلى عبادة الله تعالى بإخلاص ومحاربة كل أنواع الشرك به عزوجل.
  • الأنبياء والناس كلاهما سواء أمام محكمة العدل الإلهي فالكل محاسب أمام الله يوم القيامة .

 

والان أيها الاحبة نستمع إلى تلاوة الايتين 14 و15 من سورة الزمر:

قُلِ اللَّـهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿١٤﴾ 

فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ ۗ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿١٥﴾

بعد استعراض سبع من الصفات الإيمانية التي ذكرت في الايات الماضية وهي التقوى، الإحسان، الهجرة، الصبر، الإخلاص، التسليم والخوف تشير الاية التالية إلى مسألة الاخلاص باعتبارها تحمل ميزات خاصة في مقابل العلل المختلفة للشرك، تعود الآيات لتؤّكد عليها مرّة اُخرى، إذ تقول وبنفس اللهجة السابقة: (قل الله أعبد مخلصأ له ديني) أما أنتم فاعبدوا ما شئتم من دون الله تقول الاية (فاعبدوا ما شئتم من دونه).ثمّ تضيف: (قل إنّ الخاسرين اللذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة). أي إنّهم لم يستثمروا طاقاتهم وعمرهم، ولا من عوائلهم وأولادهم لإنقاذهم، وهذا هو الخسران العظيم: (ألا ذلك هو الخسران المبين).

نتعلم من الايتين الدروس التالية:

  • إن الانبياء هم أول من يقومون بتنفيذ الأوامر الالهية التي يدعون الناس إليها. ولم يأمروا بشيء إلا وقد سبقوا الناس في الايمان والعمل به.
  • إن مواجهة البدع والخرافات والانحرافات من أهم واجبات الأنبياء لأنها تعد من أكبر الآفات التي تصيب الأديان .
  • بالرغم من علم الأنبياء أن قسما من الناس يرفضون دعوتهم التوحيدية إلا أنهم لم ييأسوا بل يواصلوا مهمتهم وأداء رسالتهم.
  • لا تقتصر مسؤولية الإنسان في تربية نفسه بل إنه مسؤول حتى على تربية أهله و أولاده.

 

و الان نستمع إلى تلاوة الاية 16 من سورة الزمر :

 لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ۚ ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّـهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴿١٦﴾

"ظلل" جمع ُظلّة وهي تعني الستر الذي ينصب في الجهة العليا. وطبقاً لهذا فإنّ إطلاق هذه الكلمة على ما يفرش تحت اهل النّار من باب الكناية و التوسع في معنى الكلمة. فالآية ترسم إحدى صور الخسران المبين، إذ تقول: (لهم من فوقهم ظلل من النّار ومن تحتهم ظلل). وبهذا الشكل فإنّ أعمدة النيران تحيط بهم من كلّ جانب، فهل هناك أعظم من هذا؟ وهل هناك عذاب أشدّ من هذا؟

إلى بعض من تعاليم الاية المباركة:

 

بهذا وصلنا إلى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة شكرا لحسن تواصلكم وإلى اللقاء .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة