البث المباشر

تفسير موجز للآيات 49 الى 58 من سورة ص

الثلاثاء 14 إبريل 2020 - 17:58 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 843

بسم الله الرحمن الرحيم الرحيم الحمد لله وأزكى الصلاة والسلام على سيد الأنام محمد وآله الكرام أيها الاحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. معكم في حلقة أخرى من برنامج نهج الحياة و وقفة جديدة عند تكملة ايات أخرى من سورة صاد المباركة..آيات هذه الحلقة هي 49 حتى 58 فلنبدء بالاستماع إلى تلاوة مرتلة للايات 49 حتى 51 من سورة صاد المباركة:

هَـٰذَا ذِكْرٌ ۚ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ﴿٤٩﴾

 جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ ﴿٥٠﴾

 مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ ﴿٥١﴾

آيات هذه السورة تنتقل بنا إلى شكل آخر من الحديث، إذ أخذت تقارن بين المتّقين والعصاة المتجبّرين، وتشرح مصير كلّ منهما يوم القيامة، وهي بصورة عامّة تكمل بحوث الآيات السابقة والتي تناولت جانبا من حياة بعض الأنبياء (ع).

في البداية، وإشارة إلى حياة الأنبياء السابقين والنقاط المضيئة في حياتهم، تقول الآية: (هذا ذكر) لأن الهدف من سرد بعض القصص، إنّما هو الذكر والتذكّر و إيقاظ الأفكار ورفع المستوى العلمي، وزيادة قوّة المقاومة والصمود لدى المسلمين الذي نزلت إليهم هذه الآيات. ثمّ أخرجت الاُمور من طابعها الخاصّ وبيان أوضاع الأنبياء، إلى طابعها العامّ، لتشرح بصورة عامّة مصير المتّقين، إذ تقول: (وإنّ للمتّقين لحسن مآب).بعد ذلك يعمد القرآن مجدّداً إلى اتّباع اُسلوبه الخاص، وهو اُسلوب الإيجاز والتفصيل، ليشرح ما فاز به المتّقون من جنّات عدن مفتّحة لهم الأبواب في إشارة إلى أنّهم لا يتكلّفون حتّى بفتح أبواب الجنّة، إذ أنّها تنفتح بدون عناء لإستقبال أهل الجنّة ليتمتعوا بالهدوء والسكينة وأنواع الفاكهة والأشربة، وإنّهم متى ما طلبوها فإنّها تأتيهم في الحال.

وإلى بعض من تعاليم هذه الايات:

  • ينبغي أن لا يكون الهدف من ذكر التأريخ التسلية بل التذكير والتعلم وأخذ العبرة والدروس.
  • ليس من المهم طول العمر الذي يحظى به الانسان بل المهم عاقبة أمره .
  • إن المتقين هم الذين تكون عاقبتهم حسنة .
  • إن أبواب الجنان مفتحة أمام أهل الجنة و لهم ما يشتهون .

 

والان أيها الأكارم نستمع إلى تلاوة الايات 52 إلى 54 من سورة صاد المباركة..

 وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ﴿٥٢﴾

 هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿٥٣﴾

 إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ ﴿٥٤﴾

تواصل الايات الحديث عن نعم أهل الجنة لتتطرّق إلى أزواجهم في الجنّة، فأزواج أهل الجنة اقتصر نظرهن على أزواجهنّ فقط، و لا يفكرن بسواهم، وهذه من أفضل مزايا وحسنات زوجات أهل الجنة. و هم أتراب أي أقران و في نفس العمر. و كل هذه النعم وعدٌ إلهي لا يُخلَف، و هي لا تنفد ولا تزول كما في الحياة الدنيا.

وإلى بعض من تعاليم الايات:

  • من الصفات المهمة في المرأة الجيدة، عدم نظرها إلى غير زوجها.
  • أنعم الجنة على كثرتها خاضعة للحساب ولكن رزقها لا نفاد له .
  • ان المعاد جسماني ويدل على ذلك الحديث عن الإتكاء والشراب والفاكهة و الأزواج.

 

وأخيرا نستمع إلى تلاوة الايات55 إلى 58 من سورة صاد:

هَـٰذَا ۚ وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴿٥٥﴾

 جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٥٦﴾

 هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴿٥٧﴾ 

وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿٥٨﴾

لقد اتخذ القران أسلوب الحديث عن عاقبة المتقين و الطاغين معا ليقارن الإنسان بينهما ويختار طريقه في الدنيا..فتوضح الاية المصير المشؤوم والعقوبات المختلفة التي ستكون للطغاة والعاصين وهي جهنّم التي سيردونها، وإنّهم سيحترقون بنيرانها، فيا لها من فراش و مهاد سيء. و هناك نوع آخر من العذاب الإلهي، إذ تقول: (هذا فليذوقوه حميم وغسّاق). أي يجب عليهم أن يشربوا الحميم والغسّاق.

و هو القيح الذي يسيل من جلود أهل جهنّم ومن الجراحات الموجودة في أجسامهم.

وهناك أنواع أخرى من العذاب الأليم.

نستلهم من الايات بعضا من المعاني :

  • إن الاهتمام بعاقبة الأمور يجعل الانسان يختار طريق حياته بشكل ادق ووفقا لتعاليم خالق الكون .
  • إن العقاب الالهي متنوع كنعمه التي انعمها على أهل الجنة.
  • الحذر الحذر من بيع الآخرة ونعيم الجنة بثمن الدنيا ومتاعها الزائل .

 

إلى هنا وتنتهي حلقة أخرى من برنامج نهج الحياة شكرا على المتابعة و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة