البث المباشر

تفسير موجز للآيات 149 الى 160 من سورة الصافات

الثلاثاء 14 إبريل 2020 - 14:53 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 831

بسم الله الرحمن الرحيم و صلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين .. السلام عليكم احبائنا القرانيين الذين تجعلون تعاليم القران منهجا لحياتكم. أهلا بكم إلى هذه الوقفة المتأنية عند آيات أخرى من سورة الصافات المباركة هي بدء من الاية 149 حتى الاية 160 .. نشرع بالحديث ايها الاكارم بعد الاستماع إلى تلاوة الايات 149 حتى 152 من هذه السورة المباركة سورة الصافات:

فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ﴿١٤٩﴾ 

أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ ﴿١٥٠﴾ 

أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ ﴿١٥١﴾ 

وَلَدَ اللَّـهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿١٥٢﴾

بعد إستعراض الايات الماضية لستّ قصص من قصص الأنبياء السابقين، وإستخلاص الدروس التربوية منها، يغيّر القرآن موضوع الحديث، ويتناول موضوعاً آخر يرتبط بمشركي مكّة آنذاك، ويستعرض لنا أنماطاً مختلفة من شركهم ويحاكمهم بشدّة، ثمّ يدحض بالأدلّة القاطعة أفكارهم الخرافية. والقضيّة هي أنّ مجموعة من المشركين العرب وبسبب جهلهم و سذاجة تفكيرهم كانوا يقيسون الله عزّوجلّ بأنفسهم، ويقولون: إنّ لله عزّوجلّ أولاداً، وأحياناً يقولون: إنّ له زوجة.

فالقرآن الكريم يردّ على الذين يتصوّرون أنّ الملائكة هي بنات الله بثلاث طرق، أحدها تجريبي، والآخر عقلي، والثالث نقلي . وفي البداية يقول، اسألهم يا رسول الله هل أنّ الله تعالى خصّ نفسه بالبنات، وخصّهم بالبنين،فكيف ينسبون ما لا يقبلون به لأنفسهم إلى الله، حيث أنّهم و طبقا لعقائدهم الباطلة كانوا يكرهون البنات بشدّة ويحبّون الأولاد كثيرا. ثمّ ينتقل الحديث إلى عرض دليل حسّي على المسألة هذه، وبشكل إستفهام إستنكاري،هل أنهم كانوا شهودا على خلقهم و مرّة اُخرى يطرح القرآن الدليل العقلي المقتبس من مسلّماتهم الذهنية ويقول: (ألا إنّهم من إفكهم ليقولون. ولد الله وإنّهم لكاذبون.

ترشدنا الايات إلى تعاليم منها:

  • للرد على بطلان عقائد المشركين يمكن إثارة الأسألة عليهم ودعوتهم إلى التفكير والـتأمل .
  • خلافا لما يشاع له في مختلف الألواح الفنية والرسوم الجدارية التي تصور الملائكة إناثا فإن هذا الأمر يعارض الفكرة والإطارالقراني .

 

و الان نستمع إلى تلاوة الايات 153 إلى 157 من سورة الصافات:

 

أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ ﴿١٥٣﴾

مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴿١٥٤﴾ 

أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿١٥٥﴾

 أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ ﴿١٥٦﴾ 

فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٥٧﴾ 

 

 

تتسائل هذه الايات وتستنكر على المشركين بأسلوب السؤال كيف أنهم يعتبرون الملائكة إناثا و بناتا لله تعالى ؟ هل تظنون أن الله فضل الذكور على الإناث و اختار الذكور لنفسه ولدا.

ألم يحن الوقت لنفض الدماغ عن مثل هكذا خرافات ما أنزل الله بها من سلطان.

نتعلم من وحي هذه الايات أنه ينبغي أن تكون جميع المعتقدات على الأسس العقلية أو النقلية ولا يجوز نسبة أشياء سلبية حتى من وجهة نظر العوام إلى الله عزوجل ذكره.

فاصل

اما الان نستمع إلى تلاوة الايات 158 تا 160 من سورة الصافات :

وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ۚ وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ﴿١٥٨﴾

 سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٥٩﴾

 إِلَّا عِبَادَ اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ ﴿١٦٠﴾ 

و أخيرا فالقرآن المجيد ينفي هذه المعتقدات الخرافية بشدّة، ويشير إلى أن الجنّ الذين كان المشركون يعبدونها ويقولون بوجود نسبة بينها وبين الله، يعلمون جيّداً أنّ المشركين سيحضرون في محكمة العدل الإلهي وسيحاسبون ويجزون بحسب أعمالهم وبالتالي فقد نزّه الله تعالى نفسه عمّا قاله اُولئك الضالّون في صفاته تعالى، قائلا: (سبحان الله عمّا يصفون). وإستثنى وصف عباده المخلصين (الذين وصفوه عن علم ومعرفة ودراية) حيث وصفوه بما يليق بذاته المقدّسة، قال تعالى: (إلاّ عباد الله المخلصين).

ونتعلم من الايات دروسا منها :

  • إن خروج الانسان من الإطار العقلي والنقلي و الاعتماد الكلي على الأحاديث الواهية والساذجة يستتبع انحرافا عن الطريق المستقيم .
  • إن الجن له حضور حقيقي كما أنه يتمتع بالعقل وعليه واجبات وتكاليف .

بهذا وصلنا إلى ختام حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة ..

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة