البث المباشر

تفسير موجز للآيات 139 الى 141 من سورة الصافات

الثلاثاء 14 إبريل 2020 - 14:45 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 830

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معكم أيها الأحبة ضمن حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة لنواصل الحديث في الايات 139 حتى 148 من سورة الصافات المباركة .. بداية نصغي إلى تلاوة مرتلة للايات 139حتى 141 من هذه السورة المباركة:

وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٩﴾ 

إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ﴿١٤٠﴾ 

فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴿١٤١﴾

جرى الحديث في الحلقات الماضية عن حياة عدد من الانبياء عليهم السلام لتنتقل هذه الايات إلى قصة النبي يونس (ع) وقومه التائبين، و هي سادس وآخر قصّة تتناول قصص الأنبياء والاُمم السابقة و التي أكدت أنّ تلك الأقوام لم تصغ لنصائح الأنبياء الذين بعثوا إليها وبقيت غارقة في نومها، فعمّها العذاب الإلهي، فيما أنقذ الله سبحانه وتعالى الأنبياء العظام الذين أرسلهم إلى تلك الأقوام مع القلّة القليلة ممّن اتّبعهم.

لقد دعا النبي يونس قومه إلى توحيد الله أربعين عاماً- وفق ما ورد في بعض الروايات- ولكن كان من الأجدر به أن يبقى عدّة أيّام أو ساعات يواصل مهمته الرسالية، لذلك فعندما ترك قومه وهجرهم شبهه القرآن بالعبد الآبق.

ووفقا لما ورد في الرّوايات، فقد صعد يونس (ع) إلى سفينة ليهجر بها قومه،و في الطريق وقف حوت ضخم أمام السفينة، فاتحاً فمه وكأنّه يطلب الطعام، فقال ركاب السفينة أنّ هناك شخصاً مذنباً معنا يجب أن يكون طعام هذا الحوت، ولم يجدوا سبيلا سوى الإقتراع لتحديد الشخص الذي يرمى للحوت، وعندما اقترعوا ثلاث مرات خرج اسم يونس في كل مرة ، فأمسكوا بيونس وقذفوه في فم الحوت العظيم ..مما تحمله الايات من مواعظ هي:

  • ينبغي أن يتحلى الانبياء بسعة الصدر والصبر الجميل و إلا فهم سيواجهون برد قاس من قبل الله تعالى .
  • إن اللجوء إلى القرعة بين الأفراد أمر مشروع قد أقره الاسلام هذا فيما لو كانت ظروف المساهمين سوية .

 

والان احبتنا الاكارم نستمع إلى تلاوة الايات 142حتي 144 من سورة الصافات المباركة:

فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ﴿١٤٢﴾ 

فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ﴿١٤٣﴾

 لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٤٤﴾ 

مستمعينا الاحبة إنّ حوتاً عظيماً التقم النبي يونس (ع) وقد استحق اللوم والعتب بسبب استعجاله في ترك قومه وهجرانهم.

وبعد بلعه من قبل الحوت أعطى الله سبحانه وتعالى أمراً تكوينياً إلى الحوت بأن لا يلحق الأذى بيونس، إذ أنّ عليه أن يقضي فترة في السجن الذي لم يسبق له مثيل، كي يدرك تركه العمل بالأولى، ويسعى لإصلاحه. وورد في إحدى الرّوايات أنّ "أوحى الله إلى الحوت: لا تكسر منه عظماً ولا تقطع له وصلا".

يونس (ع) إنتبه بسرعة للحادث، وتوجّه على الفور إلى الله سبحانه وتعالى وتكامل وجوده مستغفراً الله على تركه العمل بالأولى، وطالباً العفو منه.

تعلمنا الايات:

  • أن الحيوانات أحيانا تحمل أوامر تبدو غريبة وعجيبة من الله تعالى .
  • عند مواجهة المشاكل والصعاب فإن الهروب من تحمل المسؤولية ليس هو الطريق الصحيح.
  • إن الإقبال على الله تعالى والاستغفار و التسبيح كل ذلك من طرق النجاة من تبعات المشاكل والمصاعب .

 

و الان أيها الأكارم نستمع إلى الايات 145 حتى 148 من سورة الصافات:

فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ﴿١٤٥﴾

 وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ ﴿١٤٦﴾ 

وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ﴿١٤٧﴾

فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿١٤٨﴾

يشير القران إلى أن الحوت الضخم لفظ يونس على ساحل خال من الزرع والنبات، والواضح أنّ ذلك السجن العجيب أثر على سلامة وصحّة جسم يونس.ولذلك فقد أنبت الله عليه شجرة قرع ليستظلّ بأوراقها العريضة والرطبة و ليستعيد عافيته ثم عاد إلى قومه فوجدهم أصبحوا موحدين و قد رفع عنهم العذاب.

نستلهم من الايات دروسا منها:

  • إن الدعاء والتسبيح يسببان العون والرحمة الالهية .
  • على الدعاة إلى الله أن لا ييأسوا من رجوع المذنبين إلى سواء السبيل.

أيها الأحبة ها نحن وصلنا إلى ختام هذه الحلقة من سلسلة حلقات برنامج نهج الحياة استمتعم له من طهران صوت ... نشكر لكم طيب المتابعة حتى الملتقى نستودعكم الله تعالى .

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة