البث المباشر

تفسير موجز للآيات 106 الى 113 من سورة الصافات

الثلاثاء 14 إبريل 2020 - 13:38 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 826

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين ؛السلام عليكم مستمعينا الكرام ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم إلى نهج الحياة مع وقفة أخرى عند أيات مباركات من سورة الصافات.

دعونا أيها الأحبة لنستمع إلى تلاوة آلايات 106 حتى 108 من سورة الصافات المباركة:

إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ﴿١٠٦﴾

 وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ﴿١٠٧﴾

 وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿١٠٨﴾

بلغ بنا الحديث في الحلقة الماضية إلى حيث النداء الإلهي: أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا و خرجت مرفوع الرأس من هذا الامتحان الالهي و قد علم الله أنك استسلمت لأمره حتى بتضحية ولدك إسماعيل في سبيله تعالى و لذلك فقد بعث الله لك كبشا لتقدمه قربانا إلى الله تعالى ، ليبقى هذا الأمر سنة إبراهيمية طوال التاريخ ترفع اسم هذا الانسان العظيم النبي إبراهيم الخليل .

و هكذا فإن حجاج بيت الله الحرام عند أداء مناسك الحج في صعيد منى يقومون بذح الأضاحي طاعة لأمر الله و إحياء لذكرى إبراهيم الخليل وابنه اسماعيل عليهما السلام.

ترشدنا الايات إلى تعاليم منها:

  • أن يضحي الانسان بولده من أجل طاعة أمر الله تعالى فهو من أكبر وأصعب الاختبارات الالهية والتي نجح فيها أبراهيم واسماعيل .
  • إن تقديم الأضاحي لله تعالى من السنن الابراهيمية التي تجرى سنويا في مكة المكرمة وسائر البلاد الإسلامية بشكل واسع .
  • النجاح الذي حقّقه إبراهيم (ع) في الإمتحان الصعب، لم يمدحه الله فقط ذلك اليوم، وإنّما جعله خالداً على مدى الأجيال .

 

أما الان أيها الاحبة نستمع إلى تلاوة الايات 109 حتى 111 من سورة الصافات:

سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ﴿١٠٩﴾

 كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿١١٠﴾

إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿١١١﴾

لقد أصبح إبراهيم الخليل (ع) "اُسوة حسنة" لكلّ الأجيال، و "قدوة" لكلّ الطاهرين، وأضحت أعماله سنّة في الحجّ، وستبقى خالدة حتّى تقوم القيامة، إنّه أبو الأنبياء و أبوهذه الاُمّة الإسلامية ورسولِها الأكرم محمّد بن عبدالله (ص).

ولما امتاز به إبراهيم (ع) من صفات حميدة، خصّه الباري عزّوجلّ بالسلام (سلام على إبراهيم). نعم، إنّا كذلك نجزي ونثيب المحسنين جزاء يعادل عظمة الدنيا، جزاء خالد على مدى الزمان، جزاء يجعل من إبراهيم أهلا لسلام الله عزّوجلّ عليه.

وعبارة (كذلك نجزي المحسنين) تثير الإنتباه، إذ أنّها أتت قبل عدّة آيات، وتكرّرت ثانية هنا، فثمة سبب لهذا التكرار.

نستلهم من الايات مواعظ نشير إلى بعض منها:

  • لقد بعث الله بسلامه على الانبياء في القران الكريم ولكن فيما يخص النبي محمدا (ص) يأمر ملائكته و كذلك المؤمنين بان يصلوا على النبي ويسلموا تسليما ( اللهم صل على محمد وآل محمد) .
  • إن الأعمال الصالحة يتبعها الأجر في الدارين .
  • بنيت المكافأة و العقوبة الإلهية على أساس نظام متقن و قوانين محددة لا مجال فيها لممارسة الأراء والأذواق الشخصية .

 

مستمعينا الكرام ننصت الان إلى تلاوة الايتين 112 و 113 من سورة الصافات المباركة:

وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿١١٢﴾

 وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ ﴿١١٣﴾ 

تتحدث هاتان الايتان حول ابن آخر للنبي إبراهيم (ع) و هو اسحاق و قد وعد الله إبراهيم بأن ولده هذا سيبعث نبيا.وقد شمله العناية الالهية ليكون من الصالحين و مصدر الخير والبركة في كل شيء في الحياة والنسل والذرية والفكر والمدرسة فالبركة بمعنى الخيرالدائم غير المنقطع. و من مصاديق تلك البركات هو أن أنبياء بني إسرائيل كانوا من ذرية اسحاق (ع).الاية تشير أنها ليس جميع ابناء اسحاق من الصالحين بل فيهم المذنب والظالم لنفسه ..الأمر الذي يدل على حالة الاختيار عند الانسان فمع وجود البئية الايمانية و السلالة الطاهرة يتمكن الانسان من اختيارطريق منحرف.

و إلى بعض من تعاليم هاتين الايتين:

  • إن انتساب الفرد الرحمي إلى الانبياء لا يعني بالضرورة طهارة الفرد و قداسته بل ربما يوجد من له قرابة مع الانبياء إلا أنه انسان غير سوي .
  • إن دعاء إبراهيم لذريته سبب لهم تلقي المزيد من الالطاف الالهية فلندعو نحن أيضا لصلاح أولادنا.

 

إلى هنا تنتهي حلقة أخرى من برنامج نهج الحياة نشكركم على حسن المتابعة والى اللقاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة