البث المباشر

تفسير موجز للآيات 41 الى 43 من سورة يوسف

الإثنين 24 فبراير 2020 - 11:53 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 380

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وآله الطاهرين.

السلام عليكم أيها الكرام وأهلا بكم في لقاء قرآني جديد، حيث نعيش أحداثا أخري في قصة سيدنا يوسف عليه السلام.

ونبدأ من الآية الحادية والأربعين من سورة يوسف إذ يقول تعالي شأنه:

يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا ۖ وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ ۚ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ﴿٤١﴾

في الحلقة الماضية من هذا البرنامج ذكرنا أن نبي الله يوسف عليه السلام، وقبل أن يفسر للسجينين رؤياهما دعاهما الي عقيدة التوحيد ونبذ الشرك والكفر.

وفي تفسير من رأي أنه يعصر الخمر قال يوسف (ع) إنك تخرج من السجن وتقوم بعمل سقاية الشراب لربه، أي سيده الملك، وقال يوسف (ع) للثاني إنك تعدم وتصلب وتبقي علي الخشبة زمنا طويلا حتي تأكل الطيور من رأسك.

ويتضح من كلام سيدنا يوسف عليه السلام إن الرؤيا الصادقة قد تكون عند غير الموحدين كما هي عند المؤمنين. أما الذي تفيده لنا هذه الآية فهو:

  •  إن بعض الأحلام تعكس حقائق تقع في المستقبل وإن من يفسر الأحلام يبين هذه الحقائق وإن كانت مرة ومؤلمة.
  • إن أولياء الله سلام الله عليهم لايقولون عن ظن وحدس بل إن مايخبرون به هو من أنباء الغيب التي لايعلمها إلا الله ومن إطلعه سبحانه وتعالي علي الغيب من خلص خلقه من الأنبياء والأوصياء عليهم أفضل الصلوات وأزكي التسليمات.

ويقول تعالي في الآية الثانية والأربعين من سورة يوسف:

وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ﴿٤٢﴾

ولما حان وقت الإفراج عن ذلك السجين تنبأ سيدنا يوسف عليه السلام خروجه من الحبس طلب النبي الصديق من ذلك الشخص أن يذكره عند عزيز مصر عسي أن يطلق سراحه خصوصا وأنه قد مرت مدة علي سجنه وهو بريء. لكن النسيان عند ذلك السجين جبل يوسف عليه السلام يبقي في السجن قرابة سبعة أعوام أخري والملفت للنظر هنا أن النسيان قد نسبته الآية الشريفة الي الشيطان.

اللهم أعذنا من وساوس الشيطان الرجيم وضلاله ووفقنا لسبيل الهداية يا رحمن يا رحيم.

والذي يستفاد من هذا النص الآتي:

  •  إن المطالبة بالحق من الآخرين أمر طبيعي وإن علي أولياء الله تعالي مع هذا التوكل علي الله جلت قدرته فهو قاضي الحاجات ومجيب الدعوات.
  •  إن زج الأخيار في السجن هو من عمل الشيطان ومن هم علي شاكلته من الناس. وإنه ليس من المناسب أن يلجأ الانسان الذي لحقه ظلم الي غير الله .

والي الآية الثالثة والأربعين من سورة يوسف عليه السلام:

وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَىٰ سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ ۖ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ﴿٤٣﴾

علي مدي أحداث قصة يوسف(ع) التي تابعناها الي الآن مر علينا أن ثلاثة أشخاص قد رأوا في المنام ما رأوا.

الرؤيا الأولي كانت لسيدنا يوسف عليه السلام وقد قصها علي أبيه يعقوب عليه السلام. والرؤيتان الثانية والثالثة كانتا لصاحبي يوسف في السجن وقد تحققنا كما أوضح نبي الله. ومن بعد ذلك جاءت الرؤيا الرابعة كما أوضحت الآية هذا وكان الذي رأي في المنام هو ملك مصر إذ رأي ذلك الملك سبع بقرات سمان الي جانبهن سبع سنابل خضراء وسبع بقرات عجاف يأكلن البقرات السمان والي جانبهن سبع سنابل يابسات.

لم يتمكن الملك ولا حاشية من رجال بلاطه من تفسير هذه الرؤيا بيد أنهم أيقنوا جميعا أن أمرا عظيما سيحدث وقد يهتز عرش الملك أويتهاوي.

وعلي أي حال لقد داخل القلق النفوس وحار الملك ورجاله في تفسير الرؤيا.

وما يمكن أن نستخلصه من هذا النص:

  •  في عالم الرؤيا فإن الأشياء والحيوانات تومن الي امور ذات معني وعلي سبيل المثال فإن البقرة السمينة هي مظهر للرخاء والرفاه أما البقرة الضعيفة فهي مظهر للقحط والبلاء.
  •  ليس كل أحد بقادر علي تفسير الأحلام ولابد في هذا الأمر من مراجعة ذوي الخبرة والإختصاص .

وسيأتي علينا لاحقا أن سيدنا يوسف عليه السلام هو من فسر للملك ما رأي في المنام وعلي إثر ذلك وقعت أحداث أخري سنوضحها إن شاء الله في تفسير قادم الآيات.

حضرات المستمعين الأفاضل لكم منا المني وأزكي التحيات وطبتم وطابت أوقاتكم بالخيرات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة