البث المباشر

نهج الحياة.. مكانة سورة الحمد المباركة و آية بسملة

السبت 18 يناير 2020 - 14:36 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 1 تعريب لدروس سماحة الشيخ محسن قرائتي في تفسير كتاب الله

بسم الله الرحمن الرحيم، مستمعينا الأفاضل في كل مكان طابت أوقاتكم و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أهلا بكم الى الحلقة الأولى من برنامج نهج الحياة.

يسرنا أن نلتقيكم مستمعينا الأفاضل في طريق الى النور وأملنا أن يبعثكم على السرور؛ نعلم أن ما ينتج اليوم في دنيا التقدم والصناعة يشفعه المنتج بدفتر يبين لمشتريه خصائصه المادية والفنية وطرق استعماله الصحيح وما يضر هذا الجهاز وما يكون خطرا عليه لينتفع المشتري بهذا الجهاز ولا يفعل ما يخرب به سريعا.

 

أنا وأنت مستمعينا الأفاضل وكلنا نحن الناس جهاز متقدم خلقنا بيد الخالق الوجود القادرة ولضعفنا وما في أجسامنا وأنفسنا من التعقيد بقينا عاجزين عن معرفة حقيقتنا معرفة كاملة والفوز بطريق السعادة؛ وهل نحن أقل من ثلاجة أو تلفاز يقدم منتجهما دفتر تعليمات، وخالقنا لا يقدم لنا دفترا! فهل نحن البشر غير محتاجين لدفتر هداية يوضح لنا خصائصنا الجسمية والروحية والإمكانات والإستعدادات الكامنة فينا أو يذكر لنا طريق الاستفادة الصحيح من كل قدرة واستعداد؟ وأهم من كل ذلك أن الأخطار التي تهدد جسم الإنسان وروحه وهي مبعث هلاكه وشقائه موضحة توضيحا مفصلا في ذلك الدفتر فيقبل أن يكلنا الله الذي خلقنا بعمله ورحمته ومحبته الى أنفسنا ولا يضيء لنا طريق الوصول الى السعادة والطمأنينة.

القرآن هو آخر كتاب أنزله الله لنا ليبين لنا طريق السعادة وطريق الشقاء.

أجل مستمعينا الأفاضل بين لنا القرآن صحيح العلاقات الأسرية والإجتماعية والحقوقية والأخلاقية والحاجات الجسمية والروحية والواجبات الفردية والإجتماعية والسنن الصحيحة وغرض المجتمعات.

لقد قص القرآن الكريم كثيرا من قصص الأمم السالفة وأخبارها ولكنه لابد من القول أنه ليس بكتاب قصصي، إنه كتاب سماوي فيه عبر ودروس لنبي الإنسان وإسم هذا الكتاب الكريم هو القرآن، أي الكتاب الذي يقرأ بيد أنه لابد من قراءته بتفكر وتلاوة آياته بتدبر كما دعا الله سبحانه عباده ذلك.

أصدقاءنا الأعزاء في حلقات هذا البرنامج نسعى معا الى التدبر في آيات القرآن المجيد فهي خير مدرسة للحياة يأخذ بأيدينا الى السعادة الحقة.

 

في القرآن الكريم مستمعينا الأفاضل مئة وأربعة عشر سورة، وكل سورة من هذه السور تتكون من عديد من الآيات، وبهذه المقدمة نفتح قلوبنا للقرآن ونتدبر في أول سورة فيه:

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿١﴾ 

الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٢﴾ 

الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿٣﴾ 

مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿٥﴾

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿٦﴾ 

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿٧﴾

ولأن القرآن الكريم إفتتح بهذه السورة الشريفة من هنا عرفت بسورة الفاتحة أو فاتحة الكتاب وتعرف أيضا بسورة الحمد؛ فاتحة الكتاب لا تتجاوز آياتها السبعة، بيد أنها ذات أهمية بالغة كيف لا؟ وقد أوجب علينا الشرع المقدس قراءتها عشر مرات في اليوم والليلة في الصلوات التي نؤديها والصلوات بدونها باطلة.

تبدأ هذه السورة بآية إذا ما افتتحت عملا كانت عاقبته حسنة، ولنسمع معا أول آية من هذه السورة الكريمة، الآية الأولى؛ (بسم الله الرحمن الرحيم) لقد جاءت العادة منذ القدم مستمعينا الأفاضل أن يبدأ الناس أعمالهم بذكر أسماء يقدسونها تبركا بها، واليوم تفتتح بعض الأعمال بأسماء رؤساء الجمهوريات أو ملوك أو بحضورهم.

الأكبر من كل كبير هو الله تعالى الذي خلق الوجود بإرادته وهو منشأ كل خير، ولذلك فإن كتاب الشريعة، أي القرآن، وسائر الكتب السماوية تفتتح باسمه جل جلاله.

 

لقد أوصانا الإسلام مستمعينا الأفاضل أن نفتتح أعمالنا صغيرها وكبيرها مثل الأكل والشرب والنهوض والنوم والسفر والتجوال والكتابة والأقوال باسم الله ودلنا الشرع المنور على حرمة أكل الذبيحة التي يسمى عليها حين ذبحها.

إن (بسم الله) ليست عبارة يختص بها المسلمون، خذ مثلا؛ سفينة نوح (ع) لقد تحركت بسم الله كما أن النبي سليمان (ع) قد بدأ رسالته الى بلقيس ملكة سبأ باسم الله.

في إعتقادنا مستمعينا الكرام أن البسملة آية كاملة وجزء من سورة الفاتحة أو فاتحة الكتاب، ذلك أن اهل بيت النبوة (صلوات الله عليهم) كانوا يقرأونها في كل صلواتهم. وكانوا يستاءون من أولئك الذين لا يقرأون هذه الآية في الصلاة أو لا يجهرون بها في الفرائض اليومية. إذن عزيزي المستمع لنستعرض الدروس التي نستلهمها من هذه الآية.

أجل إن بسم الله مدعاة للبركة وعلامة على التوكل على الله تعالى والإستعانة به، كما أن بسم الله تضفي الصفة الإلهية المباركة على الأعمال وتنجي أعمال الإنسان من آفات الشرك والرياء.

إن ذكر اسم الله يعني أننا لا ننسى الله وهو لا ينسانا كذلك.

نعم مستمعينا الأفاضل إن من يقول بسم الله الرحمن الرحيم، إنما يتصل بفيض القدرة الإلهية والرحمة الربانية التي لا حدود لها.

 

مستمعينا الكرام نأمل أن تكون هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة والتي قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران قد راقت لمسامعكم ونأمل أن نكون قد بينا خلالها جانبا من مفاهيم الذكر الحكيم والقرآن الكريم، حتى لقاء جديد نترككم في رعاية الله وحفظه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة