البث المباشر

رحمة المصطفى بالمساكين والضعفاء وتواضعه

الثلاثاء 14 يناير 2020 - 10:26 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نبي الرحمة: الحلقة 3

بسم الله وله خالص الحمد وجميل الثناء إذ جعلنا من شيعة حبيبه وحبيبنا نبي الرحمة وسيد الأنبياء محمد وآله الأصفياء الرحماء عليه وعليهم أفضل الصلوات والبركات والتحيات.
السلام عليكم إخوة الإيمان، تحية من الله مباركة ومفعمة بالخير والرحمات، نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج؛ فأهلاً بكم ومرحباً.
إخترنا لكم – أعزاءنا – لهذا اللقاء رواية موثقة تنعش قلوب المؤمنين بذكر تجليات لطيفة لجميل رحمة صاحب الخلق العظيم بالضعفاء والمساكين وسعيه – صلى الله عليه وآله – في دفع الأذى عنهم، الى جانب بيان عمق تواضعه لله ولعباده، ومواساتهم لأضعفهم في ملبسه ومطعمه،وكل ذلك مما لم يتصف به بعده سوى وصيه المرتضى افمام علي أميرالمؤمنين – صلوات الله عليه – وهو الذي كان يؤكد الوصية لأصحابه وشيعته بالإقتداء برسول الرحمة – صلى الله عليه وآله – نظير قوله في الخطبتين ۱۱۰ و۹٤ من نهج البلاغة:
(إن أفضل ما توسل به المتوسلون الى الله سبحانه وتعالى الإيمان بالله ورسوله.. أفيضوا في ذكر الله فإنه أحسن الذكر، واقتدوا بهدي نبيكم فإنه أفضل الهدي واستنوا بسنته فإنها أهدى السنن.. فهو إمام من اتقى وبصيرة من اهتدى، سراج لمع ضوءه وشهاب سطع نوره.. سيرته القصد وسنته الرشد وكلامه الفصل وحكمه العدل صلى الله عليه وآله)
مستمعينا الأفاضل.. الرواية التالية رواها الشيخ الصدوق – رضوان الله عليه – في كتابه (الخصال) وكذلك في كتابه (الأمالي) بسنده عن الإمام جعفر الصادق، حيث كان عليه السلام يحدث أصحابه عن جميل أخلاق رسول الله ورأفته بالخق، قال – عليه السلام -:
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقد بلي ثوبه ، فحمل إليه اثنى عشر درهما – أي قدم له هذا المبلغ لكي يشتري به ثوباً فقبل – صلى الله عليه وآله الهداية - فقال : يا علي خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثوبا ألبسه، قال علي عليه السلام: فجئت إلى السوق فاشتريت له قميصا باثني عشر درهما، وجئت به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فنظر إليه فقال : يا علي غير هذا أحب إلي – أي أنه صلى الله عليه وآله طلب قميصاً أكثر تواضعاً – قال علي عليه السلام: أترى صاحبه يقيلنا؟ فقلت: لا أدري، فقال: انظر، فجئت إلى صاحبه فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد كره هذا يريد ثوبا دونه فأقلنا
فيه ، قال علي عليه السلام: فرد علي الدراهم ، وجئت بها. إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فمشى معي إلى السوق ليبتاع قميصا ، فنظر إلى جارية قاعدة على الطريق تبكي ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : ما شأنك ؟ قالت : يا رسول الله إن أهل بيتي أعطوني أربعة دراهم لأشتري لهم بها حاجة فضاعت فلا أجسر أن أرجع إليهم ، فأعطاها رسول الله صلى الله عليه وآله أربعة دراهم ، وقال : ارجعي إلى أهلك ، ومضى رسول الله صلى الله عليه وآله إلى السوق فاشترى قميصا بأربعة دراهم ، ولبسه وحمد الله ، وخرج فرأى رجلا عريانا يقول : من كساني كساه الله من ثياب الجنة ، فخلع رسول الله صلى الله عليه وآله قميصه الذي اشتراه وكساه السائل.
وهكذا – مستمعينا الأكارم – أنعم الله ببركة نبي رحمته على الجارية بالدراهم التي تدفع بها غضب أهل بيتها عليها، وأنعم على الرجل الفقير بقميص يستره ببركة تواضع رسول الله – صلى الله عليه وآله – وطلبه قميصاً أكثر تواضعاً من الذي اشتراه له الإمام علي – عليه السلام – في المرة الأولى، وتستمر تجليات رحمته – صلى الله عليه وآله – فيحدثنا الإمام جعفر الصادق – عليه السلام – في تتمة الرواية قائلاً:
ثم رجع – صلى الله عليه وآله - إلى السوق فاشترى بالأربعة التي بقيت قميصا آخر ، فلبسه وحمد الله ورجع إلى منزله ، وإذا الجارية قاعدة على الطريق ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : ما لك لا تأتين أهلك ؟ قالت : يا رسول الله إني قد أبطأت عليهم وأخاف أن يضربوني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : مري بين يدي ودليني على أهلك ، فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله حتى وقف على باب دارهم ، ثم قال : السلام عليكم يا أهل الدار ، فلم يجيبوه ، فأعاد السلام فلم يجيبوه ، فأعاد السلام فقالوا : عليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ، فقال لهم : ما لكم تركتم إجابتي في أول السلام والثاني ؟ قالوا : يا رسول الله سمعنا سلامك فأحببنا أن تستكثر منه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن هذه الجارية أبطأت عليكم فلا تؤاخذوها ، فقالوا : يا رسول الله هي حرة لممشاك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : الحمد لله ، ما رأيت اثنى عشر درهما أعظم بركة من هذه ، كسى الله بها عريانين – يعني الرجل الفقير ونفسه - ، وأعتق بها نسمة.
وبهذا نصل إلى ختام حلقة أخرى من برنامج نبي الرحمة قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله منكم جميل المتابعة ودمتم في أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة