البث المباشر

مديحة الأديب المعاصر علي حميد خضيرالسماوي للإمام الرضا عليه السلام

الأحد 15 ديسمبر 2019 - 15:06 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 522

بسم الله وله عظيم الحمد وخالص الثناء إذ رحمنا وحبانا بمعرفة وموالاة أهل بيت رحمته وأبواب طاعته ومعادن حكمته حبيبنا المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين صلواته الناميات وتحياته الكاملات وبركاته المترادفات عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله وبركاته، تحية مباركة طيبة نهديها لكم ونحن نلتقيكم على بركة الله في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأعزاء، إن من مظاهر رحمة الله عزّ وجل بعباده، أن جعل لهم في أرضه بيوتاً أذن تبارك وتعالى أن ترفع لكي يذكرفيها إسمه ويتعبد له فيها عباده ويدعونه فيها طلباً لما فيه صلاحهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة، وهذا ما أشارت إليه الآيات اللاحقة لآية النور المباركة في سورة النور.
ومن أفاضل هذه البيوت، كما أشار لذلك النبي الأكرم- صلى الله عليه وآله- في تفسيرهذه الآية كما هو المروي من طرق الفريقين، بيوت علي وفاطمة وأولادها – عليهم السلام-، ومراقدهم ومشاهدهم صلوات الله عليهم هي من ابرز المصاديق لهذه البيوت المباركة، مما يزيد في بركاتها، كونها تذكر زائريها بفضائل ومناقب أهل بيت الرحمة المحمدية -عليهم السلام- فيندفعون الى التعبد عزّ وجل بحرارة أقوى تأسياً بأصحاب هذه المراقد ويتوسلون بهم -عليهم السلام- في تقربهم الله عزّ وجل وقضاء حاجاتهم.
هذه الحقائق التوحيدية نلمحها في الأبيات التي إخترناها لهذا اللقاء من قصيدة للأديب الولائي المعاصر الأخ علي حميد خضير السماوي من العراق والتي يمدح فيها إمام الرأفة أنيس النفوس مولانا علي الرضا- صلوات الله عليه-.
تحت عنوان (( فدىً يا طوس )) يقول الأديب السماوي

فدىً يا طوس إذ نفح التّراب

تغازله المنائر والقباب

وتستجلي عيون الصّمت عينٌ

وتفتح من هدى البركات باب

ترى الصّدر الحزين بها بهيجاً

إذا ما ضاق سارعه الجواب

أتأسى والنّفوس هنا تداوى

بآل المصطفى وهم المآب

فكم يا روح قاستك الليالي

وكم حرق القلوب بها العتاب

وكم حاطتك أشراك المنايا

ولكن دونها ذاب المصاب

فإن عجز الطبيّب رأيت طبّاً

كردّ الطّرف يملؤه الإهاب

وهذا شأنكم يا آل طه

بكم للحقّ قد عرف الصّواب

فإن ذكرت مناقبكم تسامت

نفوسٌ إذ يقارعها الخطاب

ففي باب الرّضا زالت همومٌ

وفي الإيوان قد عذب الشّراب



أيها الأكارم إن زوال الهموم من الظواهر البارزة عند زيارة مشاهد اهل البيت ومزاراتهم –عليهم السلام- تتجلى بكل وضوح في المشهد الرضوي كما يشير لذلك أديبنا علي السماوي، فيما تقدم من قصيدته ثم يتابع إستجلاء دروس الحياة الطيبة، وهو يقف على واحدة من أوسع أبواب الرحمة الإلهية والعطاء الرباني قائلاً:

قصدت الباب باب أبي الجواد

وبالآمال قد شرع الخطاب

فكم نفسٌ بعين الله حيطت

وكم غاصت بأهليها الرّحاب

ترى الزّوار قد عقدت خطاهم

بآمالٍ وقد دانت رقاب

وكم رامَ المحبّ اليك وصلا

وفي الأنفاس شربٌ مستطاب

فأين ملوكها يبغون عزّاً

وأنت العزّ حاط به المثاب

ترى لعزيزها في الأرض ذلّاً

وأرضك إن سمت خجل الشّهاب

فأنت بقيعةٍ كانت سراباً

ومنذ حللتها عزّ التراب

ولا ريب الجنان هناك عدّت

لأهل الحقّ وانكشف النّقاب

وكم هوت القلوب اليك تحبو

فإن كلّت يعانقها السّحاب

فيا دنيا إليك فذاك عهدٌ

من المولى أحاط به الكتاب

توسّم آية الرّحمن واتلو

ترى الآمال يملوّها الثّواب

بآل المصطفى قد دين حقّاً

وغيرهم كذوبٌ مستراب

يرون حياتهم للحقّ أسمى

وعندهم الحياة هي السّراب

وللطاغين قد سفهت عقولٌ

وما يدرون ما يخفي الحساب

فأين رشيدها إذ كان سيفاً

على الهادين كم حزّت رقاب

وللمأمون ما ذكرت ديارٌ

ولا قصرٌ منيف ولا شعاب

ودور الجاريات غدت خراباً

على أعتابها نعب الغراب

ودور الحقّ بالآيات ترقى

فلا الذّهب النّفيس بل التراب

وما الدّنيا سوى تعبٌ وكدٌّ

وآخرها شقاءٌ بل حساب

لمن تبنى القصور ومن بناها

وفي إيوانها نطق الخراب


مستمعينا الأطائب، هذه العبرة التي يستلهمها الأديب الولائي المعاصر الأخ علي حميد خضير السماوي من زيارة مولانا الإمام الرؤوف علي بن موسى الرضا -عليه السلام- هي من العبر المهمة التي تقوي روح البراءة من الظالمين في قلب المؤمن وتحصّنه من اتباعهم في تلاهتهم على الدنيا وزخرفها الذي لم يجلب لهم إلاّ الخسران المبين. أعاذنا الله وإياكم منه ببركة التمسك بولاية أولياء الله الصادقين الحبيب المصطفى محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
نشكر لكم أيها الأكارم حسن الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم «مدائح الأنوار» قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران... شكراً لكم ودمتم في أمان الله طيبين سالمين، وأسألكم الدعاء.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة