البث المباشر

(على ضفاف الغدير)الأستاذ ضياء البدران البصري

الأحد 15 ديسمبر 2019 - 10:33 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 500

بسم الله وله عظيم الحمد والثناء إذ جعلنا من أهل المودة والولاء لسيد الأنبياء وآله الأصفياء صلوات الله وبركاته وتحياته عليهم آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم مستمعينا الأطائب وأهلا بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج، نقرأ لكم فيها منتخبات – بما يتسع له وقت البرنامج – من مديحة من الأدب الولائي المعاصر لسيد الوصيين وأمير المؤمنين الإمام علي _عليه السلام_.
المديحة الأولى من إنشاء الأديب الولائي المعاصر الأستاذ ضياء البدران البصري وقد أنشأها سنة ۱٤۱۸ للهجرة وأهداها لسليل الإمام المرتضى الإمام علي الرضا _عليه السلام_ ؛ وجعل عنوانها(على ضفاف الغدير). ومما يميز هذه المديحة جميل الإستلهام لقيم التحرر والنهضة من سيرة مولى الموحدين _عليه السلام_، وكذلك لطيف بيانها لسبيل التحلي بالشخصية الإيمانية التي يحبها الله عز وجل من خلال الإقتداء والتأسي بعلم الهداية للصراط المستقيم أديب المصطفى ووصيه _صلوات الله وسلامه عليهما والهما الطيبين الطاهرين_ تابعونا على بركة الله.
قال الأديب الولائي الأخ ضياء البدران في مديحته العلوية مخاطبا مولاه أمير المؤمنين _عليه السلام_:

صرخت بأحزاني فأعطيتني فما

وأطربت أوجاعي وإن نطقت دما

فأضحيت مفتونا يرف جناحه

على ساعديك السمر تغبطه السما

وقد هدنا الدرب الطويل وكم دجت

علينا خطوب تجعل الصبح مظلما

وفي كبرياء الجرح لذنا لنحتمي

بمجد مداك الفذ أو نتوسما

وأبحرت الأدوار يدوي نشيدها

وأنت النشيد الغض تعشقه الحمي

وأجدبت الدنيا ودنياك غيمة

بها عرق البحر المحيط وسلما

تحديت بي كل القيود تمردا

وأطلقت كفا في الصراع ومعصما

ترامى على كفيك مجد صنعته

فكنت الفتى للمروءات معلما

ولولاك لم تبحر مراكب وعينا

لتقتحم الدنيا و تطلق أنجما

ورثناك مكدودا يعالج سيفه

ويحنو على أعدائه متألما

فيا فلكا يعلو على كل دارة

ويا ألقا قد شفه لحمد مفعما

ويا شاغل الدنيا بكل كريمة

ويا ترجمان الوحي يا هبة السما

ويا حسد المعروف روحك لم تزل

تفيض علينا من نوالك أنعما

ويا عضة الدنيا سجاياك مرفأ

به ألف جيل في هواك قد ارتمي

فلا غرو أن يرتاده الناس كلهم

وألف شراع فيه أن تتزاحما

فأنت ملاذ للمخاضات كلها

فما نضجت إلا وقد كنت ملهما

وغايتك الإنسان روحا وفكرة

وقد رويا مما نضحت كلاهما

فيا أفصح الدنيا وأوسعها حجى

و أكرمها كفا و أنطقها فما

ويا حاملا هم النبيين كلهم

ويا متحف الأيام حسنا مكرما

ويا شرف البيتين موتا ومولدا

ويا معمعان الحق سيفا ومقدما

ويا واهب المعروف من كل بلغة

وتطوي ثلاثا دون قرص ترحما

فإرثك في كف الملايين مشرعا

يؤانسها صبرا و يستل علقما


ويتابع الأديب البصري ضياء البدران مديحته العلوية مخاطبا محرر البشرية من أغلال العبوديات الزائفة وهاديها إلى رحاب الأنوار الإلهية، قائلا:

وقفت على أطوار ذكرك والمدى

تجلى على كل الجراحات بلسما

ترف على ماء الغدير جوانحي

وفي كل ذكر للفضيلة معلما

أيا مورد الدنيا مواطن وعيها

ويا موقظ الإحساس حتى تكلما

وعادلت في الأحزاب ما عبد الورى

مع الجن إذ أرديت عمرا محطما

تربيت في حجر الرسول وقد نما

بك العز من كفيه أن تتعلما

ورثناك في السبط الشهيد محاصرا

لترهب طاغوتا وتبني وتهدما

تمد لك الدنيا يدا قد رفضتها

وطلقتها جد الثلاث تكرما

زهدت بها حتى رأت أن مجدها

حقير وكان المجد فيك تجسما

وتحقرها حتى تهون أمرها

فداء لنعليك اللذين تخرما

وتسغب كي ترضي الإله تقربا

وهان عليك الجوع زهدا مع الظما

وتحتقر الملك احتقار مجرب

يرى الحكم دون العدل عيشا محرما

لذا ختم الذكر الحكيم بآية

أتمت بك الدين الحنيف لننعما

وأنت على عهد الرسول محمد

مقيم تحث الدرب حتى تضرما

ركبت مدى القاصي وقد كنت صائما

وكنت لفعل الخير أهلا ومنجما

ووافيت والأبعاد أقصى طموحها

تنوء به عيناك دمعا و مبسما

وكنت الشراع الحر يخفق حانيا

وينداح ما فوق الجراح مسلما

وبئت على حد المنى تستفزها

وتقصيك حتى غار نجمك في السما

وصبرك والقلب الكبير تناديا

وكانا على رغم الظلام هما هما

وحسبك ما أبديت صبرا على القذى

أضاء مدى في غربة الروح مغنما


كانت هذه مستمعينا الأطائب طائفة من أبيات قصيدة(على ضفاف الغدير) التي أنشأها في مدح سيد الوصيين وأمير المؤمنين _عليه السلام_ الأديب الولائي ضياء البدران البصري، قرأناها لكم في حلقة اليوم من برنامجكم(مدائح الأنوار)، وقد استمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران. تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة