البث المباشر

(الزهراء منارالولاء) للأديب مصطفى المهاجر

الأحد 15 ديسمبر 2019 - 08:32 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 481

بسم الله وله الحمد والمجد فاطر السموات والأرضين، أرحم الراحمين، وأزكى صلواته على انوار هدايته وكنوز حكمته وينابيع رحمته للعالمين، المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين... تحية مباركة طيبة نهديها لكم ونحن نلتقيكم_بتوفيق الله_ في حلقةٍ أخرى مع مدائح الأنوارالإلهية.
أيها الأعزاء، عندما نراجع الأحاديث الشريفة المروية عند مختلف المذاهب الإسلامية نلاحظ بوضوح كثرة ما قاله النبي الأكرم _صلى الله عليه وآله_ في بيان منزلة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء_عليها السلام_.
فهو_ صلى الله عليه وآله_ الصادق الأمين الذي لاينطق عن الهوى بل إن ما يقوله هو وحيٌ يوحى، وقد خصّ بضعته الزهراء بتعريفها لأجيال المسلمين بل والعالمين جميعاً بكونها_صلوات الله عليها_ معيار الفوز برضا الله عز وجل أو السقوط في مهاوي غضبه وسخطه جل جلاله، فقال(إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها).
وهذا الحديث الشريف كرر رسول الله_صلى الله عليه وآله_ مضمونه بعبارات متنوعة وفي مناسباتٍ كثيرة ليهدي الأمة الى معرفة قيم الولاء الحق لله عز وجل والبراءة من أعدائه من خلال الرجوع الى سيرة الصديقة الكبرى_عليها السلام_ كمنارٍ تستنير به لمعرفة أولياء الله والمؤمنين حقاً الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، فهم الذين نصروا الزهراء وأرضوه ففازوا برضا الله عز وجل.
وفي المقابل معرفة أعداء الله الذين غضب عز وجل عليهم وهم الذين آذوا الله ورسوله _صلى الله عليه وآله_ بأيذاء الصديقة الكبرى_سلام الله عليها_.
ومن هذا يتضح للناس تكليفهم الإلهي بموالاة الفريق الأول والبراءة من الفريق الثاني.
هذا المعنى الذي أكدته صحاح الأحاديث الشريفة المروية في مصادر الحديث النبوي عند مختلف المذاهب الإسلامية تجلى في عديد من قصائد شعراء الولاء، ومنها المديحة التي إخترناها لهذا اللقاء نختار لها عنوان(الزهراء منار البراءة والولاء) وهي من إنشاء الأديب الولائي المعاصر الأخ مصطفى المهاجر، نقرأها لكم بعد قليل، فتابعونا مشكورين.
قال أديبنا المبدع الأخ مصطفى المهاجر مخاطباً سيدة نساء العالمين_ صلوات الله عليها_:

أريج النبوة فيك ابتدى

وفيض الهداية منك اهتدى

وأنغام عزك في الخافقين

لها الدهر من ولهٍ انشدا

ونورك يا بضعة المصطفى

أضاء أضاء فغطى المدى

حنانيك أمّ النبي الكريم

وأمّ الأئمة نور الهدى

شربنا ولاءك منذ الرضاع

فأورق حباً غزير الندى

وحلّق في حزنك المستديم

حنين بأشواقه يقتدى

فحزنك يسكن أضلاعنا

لهيباً توقّد لن يخمدا

وصوتك رغم رنين الأسى

له في نفوس الهداة صدى

فصارت شعاعاً بما تحتوي

قلوبٌ لدى وجدها سجّدا

وصارت بذكراك أيامنا

معطرةً عزةً سؤددا

وصارت ليالي الاسى ثرةً

بذكراك نيرةً فرقدا

وصرنا إذا ضامنا حاقد

وطوّقنا بالهموم العدى

طلبناك نستكشف العاديات

ذكرناك نستنتج المقصدا

فذابت على عتبات الهوى

مغاليق أحكامه كالردى

وعادت لأنفسنا بسمة

تكاد من الحزن أن توأدا

حنانيك سيدة العالمين

حنانيك يا نسمة تفتدى

على شاطئيك ترفّ الحياة

وتزهرأفياؤها بالندا

وتشمخ ذكراك نحو السماء

تعانق في مجدها أحمدا

وتملأ دنيا الوفاء العظيم

بفيضٍ من الطهر لن ينفدا

وتوقد في الداجيات الشموس

لتكشف من ظلمةٍ ما بدا

فتزدان بالنورأيامنا

وتفتح درباً لنا موصدا

وتشعل أحلامنا بالرجاء

لنوصل بالأمس زهواً غدا

أسيدة الحزن والامنيات

شموعاً على الدرب لن توقدا

بغير ابتهالك انّ الطريق

إلى الله مفروشةٌ عسجدا

وغير ندائك ان الحياة

بلا طاعة الله لن تحمدا

وغير دعائك ان أبناءنا

لحمل العقيدة كي ترشدا

وغير وقوفك بين الصفوف

لتصحيح ما اعوجّ أو قدّدا

حنانيك سيدة العالمين

وعفوك من بضعة تقتدى

شربنا ولاءك منذ الرضاع

فأورق حباً غزير الندى

ونرجوا الشفاعة في حبكم

فمن رحمة الله لن نطردا


رزقنا الله وإياكم أيها الأخوة والأخوات مودة بضعة المصطفى_صلى الله عليه وآله_ وموالاة من أرضاها والبراءة ممن أغضبها ورزقنا شفاعتها في الدنيا والآخرة، إنه سميع مجيب. بهذا ينتهي اخوة الإيمان لقاء الإيمان من برنامجكم(مدائح الأنوار) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، وقد قرأنا لكم مديحة فاطمية غراء من إنشاء الأديب المبدع الإستاذ مصطفى المهاجر، تقبل الله منكم جميل الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة