البث المباشر

المديحة الكاظمية للشيخ الدكتور احمد الوائلي رضوان الله عليه

الأحد 15 ديسمبر 2019 - 07:56 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 478

بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وله خالص الحمد إذ جعلنا من اهل مودة رحمته العظمى للعالمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين
السلام عليكم إخوة الإيمان أهلاً بكم في حلقة اليوم من برنامجكم هذا نخصصها لمديحة كاظمية غراء أنشدها عميد المنبر الحسيني المرحوم العالم الجليل والأديب المبدع الشيخ الدكتور احمد الوائلي رحمة الله عليه وقد جاءت هذه المديحة الغراء إثر كرامة حصلت للشيخ الوائلي تفضل الله عزوجل بها عليه ببركة توسله اليه بوليه الإمام الكاظم سلام الله عليه وقبل أن نقرأ اليكم هذه المديحة ننقل اليكم أيها الأخوة والأخوات ما كتبه المرحوم بشأن هذه الكرام. قال رحمة الله عليه فيما يخص قضية إبنته فهي كما يلي بإيجاز: في نفس اليوم الذي تعرض فيه عبد الكريم قاسم للإغتيال كانت إبنتي الكبيرة وهي آنذاك في حدود الثانية العشرة تكنس ساحة البيت وهناك إستكان شاي مكسور وقد لصق بأرض البيت فحاولت قلعه فإنكسر ووقعت منه شظية بعينها ففركت عينها وهي لاتدري بالشظية فتمزق غشاء العين وعلى الفور إستحصلنا إذناً بالسفر الى بغداد وأدخلتها مستشفى للعيون في شارع الرشيد للدكتور وهرام أرثون وهو أرمني فعقد جلسة وأخرج الشظية من عينها ثم أخبروني إنهم لايستطيعون شيئاً سوى إجراء عملية لحفظ العين من التشويه الخارجي فأما الرؤية فلا تعود لأن العين تمزقت وأكدوا لي، كما يقول الدكتور احمد الوائلي رحمة الله عليه بأنه حتى في الخارج لايستطيعون فعل أكثر من ذلك فوقعت على إجراء العملية وأدخلوا البنت الى غرفة العملية وفي الأثناء خطر بذهني أننا نقول للناس أن آل محمد صلى الله عليهم لهم المعجزات وان لهم عند الله عزوجل جاهاً عظيماً فلم لاأقصد موسى بن جعفر عليه السلام حتى أعرف صدق دعوانا فتوضأت وقصدت الإمام وفي أثناء الطريق كنت أقول ماذنب هذه الطفلة من دون سائر البنات ثم إستغفرت الله تعالى ولعنت هذه الخطرات وقصدت فوراً ضريح الإمام الكاظم عليه السلام فصليت ركعتين ووقفت عند الرأس الشريف وقلت للإمام الكاظم عليه السلام: هذه صبية وأنا خادمكم ومحسوب عليكم. ثم خرجت وعدت للمستشفى وقد أخرجت البنت من العملية ومكثنا نراقبها سبعة أيام لأن لاتغير وضعية نومها وفي اليوم السابع جاء الطبيب ليفتح العين ويجدد الضماد ولما وقف ساكناً وقال: ماذا سمعت فظننت أنه يوبخنا لأننا أهملنا مراقبتها ولكنه قال إن العين فيها نور وسوف تعود لها وضعيتها الطبيعية فإنفجرت باكياً وقلت له: لقد طرقت باباً من أبواب الله فأكرمني وحكيت له القصة. فقال: آمنت بالله! وبعد أسبوع خرجت البنت من المستشفى وهي بعافية.
أعزائي الكرام القصيدة التي أنشأها الشيخ الوائلي إثر هذه الكرامة عنوانها عند باب الحوائج وهي منشورة في ديوانه الأول المطبوع تحت عنوان إيقاع الفكر وفيها يخاطب مولانا الإمام الكاظم عليه السلام بقوله رضوان الله عليه:

 

لقدسك يا بابَ الحوائج باب

جثت حوله للطالبين رغاب

 

على جانبيه من رؤاك جلالة

وكل فناء للمهاب مهاب

 

ومن حوله للظامئين موارد

تروِّي وباب الأكرمين عباب

 

إذا رُدَّ في باب لغيرك مطلب

ففي باب موسى لا يردُّ طِلاب

 

يرحِّب إن ضاقت رحابٌ لغيره

فتوسع منه الوافدين رحاب

 

وإن طاف فيه الذنب يغفر عنده

ويمحى سؤال عنده وعتاب

 

منابع ريّاً عند باب ابن جعفرٍ

تفيض عطاءً للذين أنابوا

 

لِتُهنِك عقبى الصابرين أبا الرضا

وإن طال حبسٌ واستطال عذاب

 

وعربد سوطٌ في أكفٍ لئيمة

وجُنَّ به للظالمينَ عقاب

 

تمرَّس منك الضرّ في كل مفصل

فما ناءَ عظم واهنٌ وإهاب

 

صبور وعقبى الصبر عند ذوي النُّهى

جلال وعند الله منه ثواب

 

فكوخٌ به عشت استطال إلى السماء

وقصرٌ به عاش الرشيدُ خراب

 

ومن خربة فيها أقمت تلألأت

تموج في أزهى النضار قباب

 

ومظلم سجن عشت في جنباته

أنيساك محرابٌ به وكتاب

 

تحوَّل صرحاً قد تكامل عنده

لأروع آيات الفنون نصاب

 

تخضبه الأضواء من كل موجة

ففي كل موج من سناه خضاب

 

سبوح بمطلول الطيوب صباحه

كأن فناه للطيوب وطاب

 

ومتَّشحٌ بالنور عند مسائه

كأنَّ له كلَّ الشُّموس ثياب

 

أباب ضريحٍ ضمَّ راهب هاشمٍ

وغطَّى الجوادَ الغمرَ منه تراب

 

تغطيه من شيب ابن جعفر هيبة

ويزهيه من غصن الجواد شباب

 

شهيدين من سمٍّ أصيب به الهدى

وقلب رسولِ الله منه مصاب

 

ستبقى الثُّريا دون أرضك رفعة

ويُفدى لكلٍّ من حصاك شهاب

 

فإنك بيت كرم الله أهله

وخَطَّ ذهاب الرجس عنه كتاب

 

وأخدمه الأملاك فهي ببابه

لها كل آن جيئة وذهاب

 

ويا بيت آلِ الله آلِ محمد

سقاك من الغيث الملثِّ سحاب

 

اتخذتك زاداً في المعاد وفي الدُّنا

غرامي لا وادي الغضا ورباب


كانت هذه أخوة الإيمان قصيدة عميد المنبر الحسيني الشيخ الدكتور أحمد الوائلي التي أنشأها رضوان الله عليه في مدح الإمام الكاظم عليه السلام إثر شفاء عين إبنته التي عجز الأطباء عن إعادة النور اليها وذلك بركة كرامة كاظمية حباها الله تعالى بها بعد التوسل اليه عزوجل بوليه باب الحوائج الإمام الكاظم عليه السلام وقد قرأناها لكم مسبوقة بما كتبه الشيخ الوائلي رحمة الله عليه بشأن هذه الكرامة الكاظمية ضمن حلقة اليوم من برنامجكم مدائح الأنوار وقد إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران. شكراً لكم وفي أمان الله وأسألكم الدعاء.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة