البث المباشر

مديحة عبدالرزاق عبد الواحد للامام الحسين عليه السلام

السبت 14 ديسمبر 2019 - 13:03 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 476

بسم الله وله عظيم الحمد وخالص الثناء على أن حبانا بأعظم الآلاء والنعماء معرفة ومودة أنوار هدايته وينابيع رحمته وكنوز حكمته المصطفى الأمين وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين وأهلا بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأكرام، إن من خصائص أهل بيت النبوة المحمدية –عليهم السلام- إجماع الناس بمختلف مشاربهم وأديانهم على الإقرار بعلو مراتبهم ونزهاتهم، وهذا الإقرار الإجماعي بحد ذاته هو دليل وجداني متين على عصمتهم المطلقة وكمالاتهم وعظيم فضيلتهم.
وقد تجلى هذا الأمر في أوسع أبواب الرحمة الإلهية مولانا الإمام الحسين –صلوات الله عليه- فقد جذب نحوه كل القلوب وشملت بركاته الجميع، كما تشهد بذلك مدائحه الكثيرة التي صدرت شعراً ونثراً عن كثيرين من مختلف الأديان من المفكرين والمصلحين ومن الشعراء وغيرهم.
ومن الذين أجادوا في مدح سيد الشهداء عليه السلام الشاعر العراقي المبدع عبد الرزاق عبد الواحد وهو من صابئة جنوب العراق، فأنشأ قصيدته الحسينية الغراء التي نقرأ في هذا اللقاء شطراً منها، فتابعونا على بركة الله.
قال الأديب المبدع عبد الرزاق عبد الواحد مخاطباً الإمام الحسين –عليه السلام- وهو يرى أعظم أعلام التحرر والتحرير والحرية:

قدمت وعفوك عن مقدمي

أسيراً كسيراً حسيراً ضمي

قدمت لأحرم في رحبتيك

سلاما لمثواك من محرم

فمذ كنت طفلا رأيت الحسين

مناراً الى ضوئه أنتمي

ومذ كنت طفلا وجدت الحسين

ملاذا بأسواره أحتمي

سلام عليك فأنت السلام

وإن كنت مختضباً بالدم

وأنت الدليل الى الكبرياء

بما ديس من صدرك الأكرم

وإنك معتصم الخائفين

يا من من الذبح لم يعصم

لقد قلت للنفس هذا طريقك

لاقي به الموت كي تسلمي

فمسك من دون قصد فمات

وأبقاك نجماً منا الأنجم

سلام عليك حبيب النبي

وبرعمه طبت من برعم

حملت أعز صفات النبي

وفزت بمعياره الأقوم

دلالة أنهم خيروك

كما خيروه فلم تثلم

بل اخترت موتك صلت الجبين

ولم تتلفت ولم تندم

وما دارت الشمس إلا وأنت

للألاءها كالأخ التوأم

سلام على آلك الحوم

حواليك في ذلك المضرم

وهم يدفعون بعري الصدور

عن صدرك الطاهر إلأرحم

وفي مقطع لاحق يصور الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد ببلاغة دور العقيلة زينب وأسارى الملحمة الحسينية عليهم السلام في إيصال رسالة الشهداء وسيدهم للعالمين قائلاً:

سلام عليك على راحتين

كشمسين في فلك أقتم

تشع بطونهما بالضياء

وتجري الدماء من المعصم

سلام على هالة ترتقي

بلألاءها مرتقى مريم

طهور متوجه بالجلال

مخضبة بالدم العندم

تهاوت فصاحة كل الرجال

أمام تفجعها الملهم

فراحت تزعزع عرش الضلال

بصوت بأوجاعه مفعم

ولو كان للأرض بعض الحياء

لمادت بأحرفها اليتم

ويا سيدي يا أعز الرجال

ويا مشرعاً قط لم يعجم

ويابن الذي سيفه ما يزال

إذا قيل يا ذا الفقار احسم

يحس مرؤة مليون سيف

سرت بين كفك والمحزم

فأين سيوفك من ذوالفقار

وأينك من ذلك الضيغم

عليّ عليُ الهدى والجهاد

عظمت لدى الله من مسلم

فدى لخشوعك من ناطق

فداء لجوعك من أبكم

قدمت وعفوك عن مقدمي

مزيج من الدم والعلقم

كأنك أيقظت جرح العراق

فتياره كله في دمى

ألست الذي قال للباترات

خذيني وللنفس لا تهزمي

وطاف بأولاده والسيوف

عليهم سوار على معصم

فضجت بأضلعه الكبرياء

وصاح على موته أقدم

كذا نحن يا سيدي يا حسين

شداد على القهر لم نشكم

فيا سيدي يا سنا كربلاء

يلألئ في الحلك الأعتم

تشع منائره بالضياء

وتذخر بالوجع الملهم

ويا عطشا كل جدب العصور

سينهل من وردها الزمزم

سأطبع ثغري على موطئيك

سلام لأرضك من ملثم

إستمعتم أيها الاخوة والأخوات إلى طائفة من المديحة الغراء في مدح سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين واستلهام قسيم النهضة والتحرر منه ومن نهضته –صلوات الله عليه- والتي أنشأها الشاعر العراقي الصابئي المبدع الأديب المعاصر عبد الرزاق عبد الواحد.
وقد قرأناها لكم في لقاء حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار)، تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعايته سالمين، والحمد لله رب العالمين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة