البث المباشر

أبيات من المنظومة المهدوية لكاشف الغطاء

السبت 7 ديسمبر 2019 - 09:58 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 200

بسم الله وله الحمد والمجد رب العالمين والصلاة والسلام علي مطالع نوره المبين محمد وآله الطيبين.
من النصوص المهمة التي تقوي إرتباط مؤمني عصر الغيبة بأمامهم المهدي الموعود (عجل الله فرجه) هو ما يُعرف بدعاء الندبة الذي ذكر الفقهاء إستحباب تلاوته وزيارة الامام المنتظر في الاعياد الأربعة أي الفطر والأضحي والغدير والجمعة.
وقد نظم شطراً من مضامينه بألفاظ رقيقة العالم الجليل الشيخ هادي كاشف الغطاء من أعلام علماء الامامية في القرن الهجري الرابع وصاحب عدة من المؤلفات القيمة والقصائد الولائية، نخصص هذا اللقاء من برنامج مدائح الأنوار لمجموعة من أبيات منظومته الندبية المهدوية.
قال (رحمه الله) مخاطباً مولانا صاحب الزمان (عليه السلام):

يا ابنَ الهداة المهتدينَ النجبا

وابنَ الأُولي سنّوا المعالي والإبا

يا ابنَ العلومِ الكاملاتِ والسُنن

يا ابنَ عليّ والحُسينِ والحسن

أينَ استقرّت سيدي بك النوي

بغيرِ رضوي أم بها أم ذيّ طوي

عزّ عليّ ما جري وقـٌدّرا

إني أري الخلقَ وأنت لا تري

بي أنتَ من مغيّبٍ عن ناظري

وحاضرٍ في فكرتي وخاطري

بي أنتَ من مُغيبٍ يرعانا

لم نرَهُ لكنّهُ يرانا

 

إلي متي هذا النَوي إلي متي

شملُ اصطباري عنك قد تشتـّتا

يومٌ نراك فيه يومُ عيد

يُفذي بعُمرِ الزمنِ المديدِ

تملأُ فيه الأرضَ عدلاً مثلما

قد مُلِئت بالجورِ ممن ظَلَما

إلي متي الغيبةُ والسرارُ

إلي متي الصَبرُ والانتظارُ

تلاعبوا بالدينِ والآياتِ

تلاعبَ الصبيان بالكراتِ

 

أين مضّي ناشرُ راياتِ الهُدي

وصاحبُ النصرِ علي من اعتدي

أينَ الإمامُ الغائبُ المنتظَرُ

ومن يُقيمُ الحقّ حينَ يظهرُ

أينَ الذي يطلبُ بالذحولِ

وبالدم المطهّرِ المطلولِ

نفسي لك الفداءُ والوقاءُ

إن الأعادي صنعوا ما شاؤوا

وكم دم لكم أسالوا هدرا

وحُرّة قد هتكوها سترا

قد أخلوا المنبرَ والمحرابا

ومزّقوا السنةَ والكتابا

 

أينَ الحُسينُ السبطُ أينَ وُلدهُ

أينَ بنو أخيهِ أينَ جُندهُ

وأينَ أنصارُ الحسينِ الصُلَحا

أينَ الشموسُ الطالعاتُ في الضُحي

لمثلهم فليحزنِ المقامُ

ومكةٌ والمشعرُ الحَرامُ

ولتحزنِ القبلةُ والمشاعرُ

والبيتُ والأركانُ والمنابرُ

وقد بكتهمُ السماواتُ دَما

والكونُ ماجَ والهواءُ أظلما

فانهضَ فديناك وخُذ بالثار

وأعطِ حقَّ الأبيضَ البتارِ

أذهبِ به غيظَ قلوبِ الشيعه

واشفِ به صدورُها الوجيعه

ويتوجه الشيخ هادي كاشف الغطاء الي الله عزوجل بأبيات دعائية يقول فيها:

يا خيرَ مسؤولٍ وخيرَ مُفضلِ

صَلّ على المنتظر المُؤمّل

على الإمام خاتم الأئمة

القائم العدل إمام الأمّة

أيـَّدهُ يا رَبِّ بروح القـُدس

وحفـّهُ بالملإ المقدّسِ

أبدِلهُ بعدَ خوفهِ أمانا

ومن لدُنك اجعَلَ لَهُ سلطانا

واجعَلهُ داعياً إلي الكتابِ

وقائماً بدينك الصوابِ

 

إحي بهِ الحقّ وفـُك أسرَنا

وأعطنا السؤلَ ويسّر عُسرنا

والمُم بهِ الحقّ وفك أسرَنا

واعزز به الإسلامَ بعد الذلّه

يا ربّ واكحُل ناظري بالنظر

إلي إمام غائبٍ منتظَرِ

وأرني طلعتهُ الرشيده

والغرّةَ الباهرة َ الحميده

 

واجعلني اللهمّ من أشياعهِ

ومن مواليهِ ومن أتباعه

جدّد لهُ كلّ يومِ عَهدا

وبيعةً في عنقي وعَقدا

وإن تُحل ما بيننا الأيامُ

وصدّ عن لقائه الحمامُ

فأحيني في ذلك الأوانِ

من جدثي مؤتزراً أكفاني

معتقلاً للسيف والقَناة

ملّبياً لدعوةٍ الهداةِ

ممتثلاً لأمره مسارعاً

مستشهداً بين يديه طائعاً

 

إليك نشكو من تظاهُرِ الزمن

وكثرة العدا وشدّةِ المحن

وغيبة الوليّ والأميرِ

وقلةِ العُدةِ والنصير

فيا إلهنا إليك نرغَب

في دولةٍ كريمةٍ تُنتجبُ

تجعلُنا فيها منَ الدُعاةِ

إلي سبيل الحقِ والنجاةِ

كانت هذه أبياتاً من المنظومة المهديّة للعالم والأديب الولائي التقي الشيخ هادي كاشف الغطاء (رضوان الله عليه).

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة