البث المباشر

انقذته هذه المرة سنة صادقية -۲

الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 15:40 بتوقيت طهران

اذاعة طهران – قصص من الحياة : الحلقة : 49

 

طفح البشر والسرور على وجه عدنان وهو يتسلم المال واضطربت الكلمات على لسانه وهو يحاول ان يشكر حامل المال على صنيعه، لا ادري كيف اشكرك على حسن صنيعك ولكني اعدك برده فور اجتيازي لهذه المحنة!
كان عدنان يتصور ان المال قرض لاجل لكن الرجل فاجأه بالقول: لا حاجة لشكري فلست الا واسطة لا اكثر ثم من قال لك انه قرض؟! انما هو هبة طابت بها لك نفس صاحب لي يحب الاحسان!
استولى العجب بل الدهشة على عدنان وهو يسمع هذا القول الح على الرجل ان يعرفه بهوية صاحب الاحسان ليشكره فابى باصرار تلبية لطلب صاحبه لكن موقفه تغير بعدما سمع عدنان يقول بكلمات شعر بالظلم يطفح منها: عجيب امر هذه الدنيا، اجد رجلاً غريباً لا اعرفه يشفق على حالي وينجدني بهذا المال الوفير، ولي ابن عم واسع الثروة يبخل علي بشيء منها ينقذني من هذه المحنة، كيف تطيب نفسه بذلك وهو يدعي التدين والصلاح! لا جزاه الله عني خيراً لا جزاه الله عني خيراً!!
علاه هذه المرة وجوم لا حد له بعدما اخبره محدثه بهوية المحسن الخفي وترددت في نفسه كلماته وهو يختم حديثه بالقول: كفاك ظلماً لابن عمك يا عدنان فوالله ما كنت لاخبرك بخبره لولا اني وجدت استمرارك في ظلمه افظع من نقض عهدي له! لم يكن عدنان صادقاً في عتابه بل وتهجمه على ابن عمه كان يعلم بانه غير مستحق لمعونته بعد ذلك الظلم الفظيع الذي الحقه به بل لم يكن يتوقع اصلاً مثل هذه المعونة السخية، وما كان هدفه مما قال سوى اخفاء الخجل الذي شعر به وهو يتسلم المال من محسن تصوره غريباً ولكن الامر تغير بعدما عرف هوية المحسن وما شعر به هذه المرة هو عمق الظلم الذي تمادى فيه تجاه ابن عمه!
ترك عدنان زوجته في غرفة العمليات الجراحية، ولم يطق صبراً على الانتظار ذهب الى ابن عمه المحسن معتذراً بكلمات فيها بعض العتاب ايضاً: لماذا اخفيت عني انك صاحب هذه العطية السخية يا بن عمي فدفعتني الى ظلم جديد لك اجابه الرجل بانه رغب في ان يكون عمله خالصاً وخشي ان يرفض عدنان المال لما كان بينهما في سالف الايام، عندها سأله عدنان وكيف طابت نفسك بنجدتي في محنتي وقد سبق مني ان ظلمتك في محنتك؟
قال الرجل: لا اخفيك يا بن العم انها لم تطاوعني بيسر، لكن الذي اعانني عليها سنة حسنة قرأتها في سيرة الامام الصادق عليه السلام فقد كان له ارحام في المدينة المنورة وكان يبعث اليهم الاموال في صرر ويوصي الرسول ان لا يخبرهم بمصدرها فكانوا يشكرون الرسول ويقولون: اما انت فجزاك الله خيراً بصلتك قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله واما جعفر بن محمد فحكم الله بيننا وبينه، فلما نقل الرسول قولهم للامام الصادق عليه السلام خر ساجداً لله شكراً وقال: الله اذلَّ رقبتي لولد ابي!

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة