البث المباشر

انقذته هذه المرة سنة صادقية -۱

الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 15:36 بتوقيت طهران

اذاعة طهران – قصص من الحياة : الحلقة : 48

 

وسع الله عز وجل عليه في رزقه، وكان هو ايضاً عبداً شكوراً، يشكر انعم الله بالانفاق مما اعطاه الكريم جلت قدرته على الآخرين، فلا يرد محتاجاً ولا سائلاً ما دام قادراً على تلبية حاجته.
وكان هذا الانفاق المحمود سبباً للمزيد من تواتر النعم الالهية عليه وازدياد رزقه المادي والمعنوي اجل، فقد كان بعض انفاقه من المال الفاني سبباً لاستنزال انماط من الرزق المعنوي الباقي فضلاً عن الرزق المادي، لقد شاهد الرجل الكثير الكثير من مظاهر صدق تلك المعادلة القرآنية التي قد يستغربها البعض: «لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ»، الكثيرون يرون ان المال ينقص بالانفاق منه، ولكن الرجل كان يرى انه يزيد بالانفاق، ولذلك لم يكن يتردد في الانفاق وقضاء حوائج الناس ولكنه تردد يوماً في ذلك ولم يكن تردده عن بخل!
تسألوني متى كان هذا التردد ولماذا؟ اخبركم جاءه يوماً صديق له اعتاد المساهمة في ايصال الخير والسعي في قضاء حوائج الناس قال له: ان ابن عمك عدنان في ضائقة شديدة، فزوجته مريضة في المستشفى تنتظر اجراء عملية جراحية لابد منها لكن تكاليفها باهضة لا يطيقها زوجها، انه في محنة ولا يدري ما يفعل!
ما كان التردد في مساعدة عدنان بقادر على النفوذ الى نفس الرجل لو لم يخبره صاحبه بهوية هذا المبتلى ولكن المبتلى عدنان فكيف يمكن ان يندفع لمساعدته!
سرح ذهنه في رحلة سريعة طوت عدة سنين تصرمت ليفتح ملف ذكريات ترتبط بما يزيد على عشرة اعوام، قفزت صورة عدنان وهو يبلغ ذروة الجشع والظلم لقد حرمه ميراث ابيه وهو في امس الحاجة اليه، يومها تكفل بادارة عائلة كبيرة ووالدة مريضة بعد وفاة ابيه، وكان من الممكن ان يكون نصيب والده من الارض التي تركه جده عوناً له في ادارة عائلته بل كان هو مصدره المالي الوحيد يومذاك!
ويحك يا عدنان كيف طاوعتك نفسك في ان تحرمنا ارث ابينا ونحن في هذه الحالة! لم تنفع المواعظ ولا التوسلات يومذاك في ردع عدنان عن ذاك الظلم الشنيع، لقد استقوى برشوة قدمها لمحاكم البلدة فاعانه على تزوير بعض الوثائق وبالتالي الاستحواذ على كل الارض وحده، وكانت ثروة كبيرة لكنها سلبت من عدنان بعد حين من قبل حاكم البلدة نفسه وبوثائق مزورة ايضاً!
الحمد لله تعالى فقد عوضنا ما سلب من حقوقنا بخير منه، واجتزنا المحنة ولكن كيف يمكن ان انسى ما فعله عدنان بنا، ان ظلمه لنا فظيع وجشعه شديد وذنبه لا يغتفر فلابد من العقاب.
تركه صاحبه عندنا وجده صامتاً قد غرق في بحر الذكريات تصور ان ثمة مانعاً يصد الرجل عن نجدة ابن عمه، فلم يرغب في احراجه ووجد له عذراً ثقة بسابقته فذهب عنه وترك الرجل في صمته.
لكن الرجل عاد بعد ساعات الى صاحبه وهو يحمل مبلغاً من المال اعطاه لصاحبه وقال له: خذ هذا المبلغ جزاك الله خيراً واحمله الى عدنان ولا تخبره بمصدره فهو هبة خالصة له!

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة