البث المباشر

عاد الضيف بضيوف من اهل الدار -۲

الأربعاء 16 أكتوبر 2019 - 11:43 بتوقيت طهران

اذاعة طهران – قصص من الحياة : الحلقة : 47

 

التقينا في الحلقة السابقة بشاب يرتدي زي علماء الدين يزور عمة له تعيش مع زوجها في دار واسعة ليس فيها غيرهما فقد غادرها الاولاد كل لحياته الجديدة ونسوا الوالدين ولكن الولد كان يختزن كراهية بالغة لضيفه الشاب وقد عبر عنها مراراً بتعمد اظهار عدم اهتمامه بضيفه واعراضه عنه ولكن الشاب لم يسمح لهذا الاعراض بان يصده عن زيارة عمته وزوجها وتفقدهما باستمرار وفاء هذا الشاب اثار هذه المرة اسئلة في ذهن الرجل عن سر نفرته من ضيفه رغم شدة وفائه هل الامر يرتبط بالسابقة الشيوعية له؟ مثل هذه السابقة يمكن ان تشكل عاملاً معقولاً للنفرة من هذا الشاب وهو من علماء الدين ولكنه لم يقنع بهذا التفسير فقد اضمحلت الشيوعية من قلبه ولكن هذه الكراهية والنفرة بقيت على حالها فلماذا؟ نتابع هذه القصص من قصص الحياة!
عليه دون ان تعرفه باسرارها ارته صورة ناقصة مشوهة عن الدين فيها العذاب الاليم دون الرحمة الواسعة والطقوس الجامدة دون روحها الطيبة فنفر من الدين ورجاله وسقط في احضان الشيوعية، لا يختلف هذا السيد عن ابي بشيء سوى بهذه الشفقة التي يريد بها ان يظهر لي انه خير لي من اولادي ولو فتحت قلبي له عادت لحياتي تلك القيود المتزمتة التي كرهتها بعد ان عانيت منها طويلاً لا ساضع حداً للامر بحزم عند هذه الكلمات التي رددها في نفسه باصرار طرقت اسماعه كلمات توديع ودودة من هذا الشاب الذي خرج مع عمته مودعاً فاستوقفه الرجل ليقول له بغلظة، اسمع ايها السيد نحن في غنىً عن شفقتك وترحمك علينا بسبب اعراض اولادنا عنا وانت ترى عدم رغبتي في زيارتك لنا وعدم ردي ولا لزيارة واحدة منها فاقطع عنا ظلك متفضلاً كان يتوقع ان ينهي صبر الشاب فيرد عليه بغلظة مماثلة يثأر بها لكل ذاك الاعراض والتجريح وتقع بعد ذلك القطيعة الكاملة ولكن جواب السيد كان مفاجئاً بالكامل له قال بكلمات مفعمة بالمودة ومن قال لك: يا عم ان زيارتي لكم بدافع الشفقة لقد علمني ابي ان ربي دعاني لصلة الرحم واني حر في القيام ولكني احب ان يرضى عني ربي فلا يصدني عن زيارتكم اعراضك عن زيارتي فانت ايضاً حر في العمل بهذا الواجب ولا احب ان تزورني بدافع الالتزام بقيد مفروض عليك وان كنت احب زيارتكم وانصرف الشاب وبقيت كلماته ترن في قلب الرجل لم يقطع تامله فيه الا عتاب زوجته له وهي تخبره بانها لم تخبر السيد ابداً باعراض الاولاد وقلة وفائهم.
لم يكن من اليسير على الرجل ان يستذكر كيفية الصلاة بعد كل هذه السنين الطويلة التي اعرض فيها عنها لم يكن من اليسير عليه بعد هذا العمر ان يسأل احداً عن ذلك ولكن الذي سهل عليه الامر هو انه ذهب ليقيمها جماعة وباختياره الحر في المسجد الذي يصلي فيه ذلك السيد الشاب ودون ان يسمح له بان يراه مصلياً في مسجده كان قد قرر ان يذهب باختياره الحر مع زوجته لزيارته في منزله عن قريب ولكن سبقه لذلك السيد الشاب الذي جاء على سنته وليس على عادته لزيارته ولكنه هذه المرة لم يات وحده فقد اصطحب معه اولاد الرجل جميعاً في زيارة مشتركة سيكفر بها الاولاد عما سلف منهم تجاه والديهما.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة