البث المباشر

(نائحة) الدول العربية المستأجرة وغزو سوريا!

الإثنين 14 أكتوبر 2019 - 15:26 بتوقيت طهران
(نائحة) الدول العربية المستأجرة وغزو سوريا!

من المعروف لدى القاصي والداني أن سمة سياسة المملكة السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة تجاه القضايا العربية تمتاز بالإزدواجية المفضوحة، وهذا مابرهن عليه الكاتب الدكتور أحمد راسم النفيس في مقال تحت عنوان... (نائحة) الدول العربية المستأجرة... وغزو سوريا!!... جاء فيه:

للوهلة الأولى عندما تستمع إلى المناحة التي نصبتها الميديا العربية أسفا وغضبا بسبب إقدام تركيا السلجوقية على غزو الشمال السوري وسعيها للقضاء على حركة سوريا الديموقراطية "قسد" يمكنك أن تصدق أو تتخيل أن الضمير العربي قد استفاق من كبوته بل ويمكن أن يحلق بك الوهم بعيدا لتتصور أن قرارا (عربيا) وشيكا باستعادة سوريا إلى الحظيرة العربية بات قاب قوسين أو أدنى!

من زمن ونحن نكرر أن الأتراك العثمانيين يطمحون لالتهام أجزاء واسعة من الشمال السوري والعراقي قبيل عام 2023 موعد إعادة النظر في معاهدة لوزان المبرمة عام 1923 حيث يعتبر هؤلاء أن (استعادة) هذه الأراضي حق مشروع لهم.

أما إن كان الحديث عن غزو أجنبي لأرض عربية!!، فلماذا سكت هؤلاء الأشاوس عن الغزو الأمريكي لسوريا وعن تواجد قوات أوروبية فرنسية وجنسيات أخرى على الأراضي السورية لا أحد يتحدث عنها أو يطالب برحيلها؟!.

ماذا عن الغارات الصهيونية المتكررة على سوريا والتي لم توقظ ضمير النائحة العربية المستأجرة وتدفعها لإصدار بيان استنكار واحد لهذه العربدة التي لم تتوقف؟!.

إما أن تستنكروا كل أنواع الغزو أو فلتبلعوا ألسنتكم وكفاكم تضليلا للرأي العام العربي!!.

قبل أكثر من عام وعندما بدا أن دونالد ترامب على وشك سحب جنوده من سوريا. خصصت الرياض ما لا يقل عن مائة مليون دولار لـ "التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة كمقدمة لتمويل سعودي كامل للوجود الأمريكي في سوريا".

هل تتعلق المندبة التي أقامتها (نائحة الدول العربية) بالحفاظ على سيادة دولة عربية تعاني بالفعل من الاحتلال متعدد الجنسيات أم لأسباب أخرى؟!.

حتى فيما يتعلق بالاجتياح التركي لأرض سوريا فالأمر بدأ بالتنسيق معهم وهم الذين مولوا الغزو الداعشي القاعدي انطلاقا من تركيا.
فما عدا مما بدا؟!.

الذي حدث أنه ما إن انفض تحالفهم مع أردوغان واستقلت كل عصابة بخططها ورجالها توجه الفريق السعودي للرهان على الأكراد الذين يسيطرون على شمال شرقي سوريا وهي للعلم منطقة يختلط فيها العرب والكرد، حتى قررت السعودية والإمارات دعم إقامة دولة كردية في العراق وسوريا.

في العراق فشلت الخطة كما هو معلوم، أما في سوريا فبقي الحلم يراود هؤلاء الأشقياء حيث زار الوزير السعودي ثامر السبهان الرقة، من فترة. كما دعمت الإمارات العربية المتحدة علنا استقلال كردستان العراق. كما واصلوا دعم القوات الكردية لزرع شوكة أو عثرة على طريق التواصل الإيراني العراقي السوري.

المندبة إذا لم تنصب حزنا على الاستقلال والسيادة السورية التي كان أول من انتهكها هؤلاء بل على ضياع الورقة الكردية من أيديهم.

ورغم مرور أكثر من ثمانية أعوام على بدء غزو سوريا من قبل هذا الفريق المتحارب فإن تغييرا فكريا أو أخلاقيا أو استعادة للوعي (القومي) لم يطرأ حتى هذه اللحظة.

أما عن قادة الأكراد فهم لم يتعظوا من دروس التاريخ القريب رغم أن السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد أكد لهم مرارا وتكرارا أن الأمريكي سيغدر بهم وقطعا سيغدر بكل حلفائه.
(وقال فورد إن الأكراد سيدفعون غالياً ثمن ثقتهم بالأميركيين، وإن الجيش الأميركي يستخدمهم فقط لقتال «داعش» ولن يستعمل القوة للدفاع عنهم ضد قوات النظام السوري أو إيران وتركيا).
ولا حول ولا قوة إلآ بالله العلي العظيم.
دكتور أحمد راسم النفيس
‏13‏/10‏/2019

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة