البث المباشر

من حكايات العلماء

الإثنين 14 أكتوبر 2019 - 09:45 بتوقيت طهران
من حكايات العلماء

إذاعة طهران- من اخلاق الاولياء: الحلقة 70 الامام الخميني والحذر من النفس الامارة- الشيخ محمد علي الخراساني والاعتدال في الطعام- السيد البروجردي والورع عن الاغترار بالاموال- الشيخ بهجت والزهد الحقيقي- الشيخ نصير الدين الطوسي والحلم في جواب الجاهلين

وصلى الله على خاتم النبين محمد المختار وعلى ‌آله الهداة الأبرار.
السلام عليكم - ايها الأكارم- ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين أن تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
مستمعينا الأعزاء: تحت عنوان - هذا هو الذهب الحقيقي- كتب احد الأساتذة يقول: اذا كنت ممن يحلم بالثراء او يريد طرد الفقر عن حياته تأمل في القصة العجيبة التالية:
نقل سماحة العلامة الحاج السيد احمد المددي نقلاً عن المرحوم آية الله السيد أحمد الزنجاني الشبيري انه قال: كنت مع واحد من كبار العلماء - ستعرفون من هو لاحقاً- في حرم الامام الرضا (عليه السلام) فرأينا العالم الرباني الشيخ حسن علي الأصفهاني (رضوان الله عليه) المعروف بـ (نخودكي) نسبةً الى قريته القريبة‌ من مشهد المقدسة، والذي عرف ببعض العلوم الغريبة مثل تحويل النحاس الى الذهب بعملية كيمياوية - لا تخلو من ادعية خاصة-.
فطلبنا من الشيخ- والحديث مازال للمرحوم السيد الشبيري- ان يوافق على تعليمنا هذا العلم، فقال: انا الآن منصرف الى الزيارة، اذهبا الى‌ الصحن وسآتيكما ونتحدث في الموضوع.
ذهبنا وانتظرناه حتى أتى فقال لصاحبي حيث كان أكثر مني اصراراً: اذا علمتك واخذت تصنع الذهب ماذا ستفعل به بعدئذ؟
اجاب صاحبي: أصرفها في انجاز مشاريع تخدم الاسلام.
قال الشيخ: أواثق من نفسك بأن الثروة لا تغير نواياك هذه؟
أجاب صاحبي بصراحة: لست واثقاً مئة بالمئة.
قال الشيخ: اذن اعذرني فاني لا أساهم فيما قد يؤدي الى محاسبتي عند الله غداً ولكن اعلمكما آيةً تقرءانها بعد كل فريضة ثلاث مرات ان التزمتما بها فسوف لا يقربكما الفقر ابداً، وتلك هي قول الله تعالى: «ومن يتق الله يجعل له مخرجاً / ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شيء قدراً».
يقول السيد الزنجاني: ولقد جربنا وطبقنا نصيحة الشيخ الاصفهاني والتزمنا بقراءة هذه الآية الشريفة كما امر فلم نبتل بالفقر في حياتنا قط.
يقول الاستاذ ناقل الرواية: هل تريد ان تعلم من هو العالم الآخر الذي انطلق في موقفه الصريح من الآية الكريمة القائلة: «وما ابرئ نفسي ان النفس لأمارة بالسوء الا ما رحم ربي ان ربي غفور رحيم». (يوسف، 53)
انه الرجل الذي اثبت ان الدنيا لم تستطع ان تغره وقد ملك ايران بأسرها وملك قلوباً كان اصحابها رهن اشارته ولكنه عاش مستأجراً ومات من غير حاجة.
فتسابق اكثر من عشرة ملايين باك وباكية في طهران لتشييع جنازته، ولم يسبق لهذا الرقم مثيل في تشييع جنائز العظماء في التاريخ، وكان هذا الرجل - كما شاهدته بنفسي في النجف الأشرف وقبلت انا مله- يتنقل في سيارة اجرة وبينما قدم له كثير من أثرياء المؤمنين افخر السيارات ليركبها فأبى زاهداً. انه الامام الخميني (رضوان الله تعالى) وكذلك يكون المالكون لأنفسهم والمانعون لها ان تقودهم الى مغريات الدنيا.

 

روي ان الشيخ محمد علي الخراساني (رحمه الله) رأى ذات مرة قناني المشروبات الغازية - البيبسي كولا- وكانت في بداية انتشارها في النجف الأشرف فسأل ابنه محمد تقي الذي كان يرافقه: ما هذه القناني؟
فبين له ابنه بأنها مشروبات تشرب اذا ثقلت المعدة من الغذاء كي يتحلل الغذاء ويسهل الهضم.
فقال الشيخ: العجب من هؤلاء الناس لماذا يأكلون هذا المقدار الثقيل من الطعام حتى يحتاجوا الى ما يهضمه، فليأكلوا بمقدار لا يثقل على معدتهم، هذا وقد عرف عن المرحوم الشيخ الخراساني الاعتدال في تناول الطعام وقد جاوز عمره المئة عام وكان يقوم في وسط الليل للصلاة والعبادة.

 

نقل سماحة الشيخ فاضل الموحدي عن والده قوله: كنا قد تشرفنا بزيارة المرحوم آية الله العظمى البروجردي في منزله وكانت بين يديه رزمة نقود، فقال لي السيد: «يا فلان انني لا اجد فضيلة في نفسي، ولكن اعرف نفسي جيداً بأن المال عاجز عن ان يغيرني او يغريني فحتى اليوم لم أغتر بهذه الأموال بتاتاً».
وأما آية الله بهجت (حفظه الله) فقد سئل يوماً: ما هو الزهد الحقيقي؟ وكيف يمكن ان نكون زهاداً حقيقيين؟
فقال: الزهد هو ان تملك نفسك وتراقب اذن الله تعالى في الفعل والترك.

 

روي ان شخصاً كتب رسالةً الى العلامة الشيعي الشهير نصير الدين الطوسي (رضوان الله تعالى) شتمه فيها وطرح عبارات غير لائقة وسلمه الرسالة، ومن العبارات التي كتبها في الرسالة - كلب بن كلب-.
فقال العلامة الطوسي: ان وصفه اياي بالكلب غير صحيح لأن الكلب يعوي وشعره من الصوف واظفاره طويلة وانا لست كذلك فقامتي معتدلة وبدني بلا صوف وأظفري عريضة وانطق واضحك وما عندي من الخواص تختلف عن خواص الكلب وما في يتناقض مع ما ذكره صاحب الرسالة بشأني، وهكذا عبر هذا العالم الجليل عن اخلاقه الاسلامية الرفيعة واجاب حامل الرسالة بلغة لينة من دون ان يقابله بالمثل ولم يذكر اي كلمة بذيئة.
وفي الختام - ايهاء الاعزاء - شكراً لكم على ‌حسن المتابعة ‌وجميل الاصفاء. وحتى اللقاء المقبل نستودعكم الرؤوف الرحيم والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة