البث المباشر

السيد حسين القمي يدعو بالرحيل الى الله قبل تسلمه المرجعية

الأحد 13 أكتوبر 2019 - 11:55 بتوقيت طهران
السيد حسين القمي يدعو بالرحيل الى الله قبل تسلمه المرجعية

إذاعة طهران - من اخلاق الاولياء: (الحلقة 54) السيد حسين القمي يدعو بالرحيل الى الله قبل تسلمه المرجعية, موعظة الفقير لابراهيم بن أدهم, الشيخ عباس تربتي يتحمل ضربات المحتاج, الشيخ رجب الخياط ومجاهدة النفس

والصلاة والسلام على محمد النبي المختار وعلى آله الطيبين الأطهار.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في برنامجكم هذا آملين ان تقضوا معه وقتاً طيباً ومفيداً.
نقل سماحة آية الله السيد محمد الحسيني الميلاني عن جده المرحوم آية الله العظمى محمد هادي الميلاني (رحمه الله) انه قال: بعد ارتحال المرجع الأعلى السيد ابي الحسن الاصفهاني (رحمه الله) دخلت ذات يوم الى حرم الامام الحسين (عليه السلام) واذا بآية الله العظمى السيد حسن القمي (رحمه الله) وكان المرشح الوحيد للمرجعية العليا حينذاك واقفاً عند الضريح جهة الرأس الشريف فأشار الي بيده أن آتي اليه وكان هناك ايضاً آية‌ الله السيد ميرزا مهدي الشيرزاي.
ويضيف المرحوم السيد الميلاني قائلاً: فلما جئناه قال لنا: انا ادعو وانتما قولا آمين، فقلنا لا بأس- ونحن لا ندري ماذا يريد السيد ان يطلب - في دعائه- فقال - وعيناه تدمعان-: «اللهم ان كان بقبولي منصب الزعامة والمرجعية يتعسر حسابي عندك يوم القيامة فلا توفقني لها وأسألك أن تأخذني اليك قريباً»، فوقعنا أنا والسيد ميرزا مهدي في موقف حرج مع السيد القمي فقلنا: آمين - ونحن في خجل من ذلك- وبعده مات بستة اشهر وعرفنا السبب لعدم قبوله منصب المرجعية العليا رغم اصرار كبار المجتهدين عليه أمثال السيد عبد الهادي الشيرازي والسيد الحكيم والسيد الشاهرودي والسيد الخوئي (رحمة الله عليهم أجمعين).

 

روي ان ابراهيم بن أدهم كان حاكماً وكان ذات يوم جالساً في قصره الضخم فسمع ضوضاء على باب القصر ورأى أن فقيراً يريد الدخول لقضاء حاجته والحرس يمنعونه وقال الفقير: أليس هذا خاناً - والخان هو المكان المشاع الذي ينزل فيه المسافرون لقضاء حوائجهم فيه لفترة قصيرة- فلما سمع الملك كلام الفقير اهتاج غضباً لتطاول الفقير عليه وعلى قصره فأمر باحضاره ولما احضر بين يدي الملك قال: لماذا كنت تريد الدخول؟
قال: حتى اقضي حاجتي فيه واستريح ساعة.
فقال الملك: لماذا سميت القصر خاناً؟
فقال: أيها الملك هل أنت حصلت على القصر بنفسك ام كان قبلك لغيرك؟
قال الملك: بل كان لجدي ثم لأبي ثم الآن لي.
فقال الفقير: وبعد لمن يكون؟
قال: لولدي.
قال الفقير: هل الخان غير هذا؟ أليس هو البيت الذي ينزل فيه انسان ثم يرحل ثم ينزل فيه آخر ويرحل وهكذا؟ نزلنا ها هنا ثم ارتحلنا كذا الدنيا نزول وارتحال فتنبه ابراهيم بن أدهم وعزم على ترك الملك ثم تسلل ليلاً من القصر ولبس المسوح وذهب الى البرية وصار من الزهاد المعروفين.

 

قال احد المعاصرين للمرحوم الشيخ عباس تربتي (أعلى الله مقامة) الملقب بالحاج آخوند وهو رجل حكيم وعظيم قال: ذات يوم كان الحاج آخوند قادماً‌ مع أحد مرافقيه من قرية الى مدينة وفي الطريق تعرض لهم رجل شرير وقال بلهجه غير مؤدبة: يا آخوند أعطني أموال جدي- اذ كان هذا الشرير من بني هاشم - فاوضح له الشيخ انه وزع جميع الحقوق الشرعية وانه يحمل معه مبلغاً قليلاً من أمواله الخاصة ومستعد لتقديمه له ولكن الرجل رفض وقام فجأة بضرب الحاج والآخوند بيديه وقدميه، وحاول الشخص المرافق للشيخ الرد على اساءة الشرير لكن الشيخ عباس أمسك بيده وقال: أقسم عليك بالله ان لا تضربه انه محتاج دعه يضربني عدة لكمات في الأقل كي يرتاح قلبه ويهدأ.

 

نقل احد المصارعين المعروفين آنذاك واسمه - أصغر أقا بهلوان- أن بعض الأصدقاء اصطحبوه ذات يوم الى سماحة الشيخ رجب علي الخياط (رحمه الله) فربت على ساعده وقال: ان كنت بطلاً حقاً فصارع نفسك، والحقيقة‌ هي ان تحطيم صنم النفس هو أول وآخر خطوة لإزالة الشرك والوصول الى حقيقة التوحيد.
أي كما قال الشاعر الفارسي ما ترجمته:
اسحق نفسك وعانق الحبيب فان مسافتك الى كعبة وصاله خطوة واحدة، فأنت اذا تحررت من ذاتك تكون قد وصلت الى الحبيب والا ستبقى تحترق الى الأبد، وتبقى هباءً في هباء، ولعل هذا المعنى هو أقرب الطرق الى الله تعالى كما نقل أبو حمزة الثمالي عن لسان الامام السجاد (عليه السلام) في قوله: «وان الراحل اليك قريب المسافة» وكما قال حافظ الشيرازي ما معناه: «ما دمت تنظر الى عقلك وفضلك فستبقى بلا معرفة».
لا أقول الا ملاحظة واحدة: تحرر من ذاتك حتى يتسنى لك الانطلاق.
وفي الختام ايها الكرام شكراً لكم على حسن المتابعة. وحتى اللقاء‌ القادم نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة