البث المباشر

زيارة المشاهد المشرفة وتثبيت الايمان

الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 15:01 بتوقيت طهران
زيارة المشاهد المشرفة وتثبيت الايمان

إذاعة طهران- مزارات الموحدين: الحلقة 21

السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله
تحية طيبة، وأهلاً بكم في حلقة أخرى من برنامجكم هذا، نستهلها بالإشارة الى أن من الأهداف المهمة لتشريع زيارة المشاهد المشرفة وكل ما يرتبط بأولياء الله عزوجل، هو هدف تثبيت المؤمنين على العقائد الحقة من خلال تذكيرهم بأستمرار بمعالمها.
لاحظوا مستمعينا الأفاضل، ماورد بشأن زيارة مسجد (الحنانة) المبارك في الكوفة لمعرفة سر التأكيد على زيارته.
قال الشيخ المفيد والسيد علي بن طاووس في مزاريهما: في سياق زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام): فإذا بلغت العلم و [مسجد] الحنانة، فصل هناك ركعتين، فقد روى محمد بن أبي عمير، عن المفضل بن عمر قال: جاز الصادق (عليه السلام) بالقائم المائل في طريق الغري، فصلى ركعتين، فقيل له: ماهذه الصلاة؟ فقال: " هذا موضع رأس جدي الحسين بن علي (عليهما السلام)، وضعوه هاهنا لما توجهوا من كربلاء، ثم حملوه إلى عبيدالله بن زياد "، فقل هناك: " اللهم إنك ترى مكاني وتسمع كلامي، ولا يخفى عليك شئ من أمري، وكيف يخفى عليك ما أنت مكونه وبارئه!؟ وقد جئتك مستشفغا بنبيك نبي الرحمة، ومتوسلا بوصي رسولك، فأسألك بهما ثبات القدم والهدى والمغفرة في الدنيا والآخرة ".


مستمعينا الأفاضل، نتيجة لعظمة آثار زيارة المشاهد المشرفة في تثبيت الناس على الدين الحق فقد أثار الشيطان شبهات واهية لصرف الناس عن هذا العمل التوحيدي المبارك وبالتالي حرمانهم من آثاره المباركة، ومن تلك الشبهات ما روجها ابن تيمية الذي رد شبهاته كثير من العلماء من مختلف المذاهب الإسلامية، نختار نموذجاً لهذه الردود وهو: - قال ابن حجر الهيتمي المكي الشافعي المتوفى سنة 973، في كتابه [الجوهر المنظم في زيارة القبر المكرم] ص 12 ط سنة 1279 بمصر بعد ما استدل على مشروعية زيارة قبر النبي بعدة أدلة منها: الإجماع، فإن قلت: كيف تحكي الإجماع على مشروعية الزيارة والسفر إليها وطلبها وابن تيمية من متأخري الحنابلة منكر لمشروعية ذلك كله كما رآه السبكي في خطه؟! وقد أطال ابن تيمية الاستدلال لذلك بما تمجه الاسماع، وتنفر عنه الطباع، بل زعم حرمة السفر لها إجماعا وإنه لا تقصر فيه الصلاة، وإن جميع الأحاديث الواردة فيها موضوعة ، وتبعه بعض من تأخر عنه من أهل مذهبه. قلت: من هو ابن تيمية؟ حتى ينظر إليه أو يعول في شئ من أمور الدين عليه، وهل هو إلا كما قال جماعة من الأئمة الذين تعقبوا كلماته الفاسدة وحججه الكاسدة حتى أظهروا عوار سقطاته وقبائح أوهامه وغلطاته كالعز بن جماعة: عبد – أضله الله تعالى وأغواه، وألبسه رداء الخزي وأرداه، وبوأه من قوه الافتراء والكذب ما أعقبه الهوان وأوجب له الحرمان ولقد تصدى شيخ الاسلام وعالم الأنام المجمع على جلالته واجتهاده وصلاحه وإمامته التقي السبكي قدس الله روحه ونور ضريحه للرد عليه في تصنيف مستقل أفاد فيه وأجاد، وأصاب وأوضح بباهر حججه طريق الصواب.


الغدير – الشيخ الأميني – ج 5 – ص 117
ثم قال ابن حجر: هذا وما وقع من ابن تيمية مما ذكر وإن كان عثرة لا تقال أبدا، ومصيبة يستمر شؤمها سرمدا، وليس بعجيب فإنه سولت له نفسه وهواه و شيطانه أنه ضرب مع المجتهدين بسهم صائب، وما درى المحروم أنه أتى بأقبح المعائب، إذ خالف إجماعهم في مسائل كثيرة ،و تدارك على أئمتهم سيما الخلفاء الراشدين باعتراضات سخيفة شهيرة حتى تجاوز إلى الجناب الأقدس المنزه سبحانه عن كل نقص والمستحق لكل كمال أنفس، فنسب إليه الكبائر والعظائم، وخرق سياج عظمته بما أظهره للعامة على المنابر من دعوى الجهة والتجسيم، وتضليل من لم يعتقد ذلك من المتقدمين والمتأخرين، حتى قام عليه علماء عصره وألزموا السلطان بقتله و حبسه وقهره، فحبسه إلى أن مات، وخمدت تلك البدع، وزالت تلك الضلالات، ثم انتصر له أتباع لم يرفع الله لهم رأسا، ولم يظهر لهم جاها ولا بأسا، بل ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون.


نشكر لكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران طيب المتابعة لهذه الحلقة من برنامج مزارات الموحدين الى لقاء مقبل بأذن الله دمتم بكل خير وفي أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة