البث المباشر

الزيارة من بعد

الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 14:56 بتوقيت طهران
الزيارة من بعد

إذاعة طهران- مزارات الموحدين: الحلقة 20

سلام من الله عليكم اخوتنا تقبل الله أعمالكم … من المؤشرات المهمة الدالة على أهمية زيارة أولياء الله في تقوية ارتباط الناس بالدين الحق، حث الاحاديث الشريفة على عدم ترك الزيارة عن بعد لمن لايتمكن من زيارتهم –عليهم السلام – في مشاهدهم المشرفة … وذلك لأن زيارتهم حق من حقوق الله على عباده.
والاحاديث في هذا الباب كثيرة روتها المصادر المعتبرة منها ماروي عن مولانا الصادق –عليه السلام – أنه قال: " لوأن أحدكم حج الف حجة ثم لم يأت قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) لكان قد ترك حقا من حقوق الله تعالي، وسئل عن ذلك، فقال: حق الحسين (عليه السلام) مفروض على كل مسلم ".

وقال (عليه السلام): " اذا بعدت بأحدكم الشقة ونأت به الدار فليعل اعلا منزل له، فيصلي ركعتين، وليؤم بالسلام الى قبورنا، فان ذلك يصل الينا ".

وروى سليمان بن عيسي، عن أبيه، قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): كيف أزورك اذا لم أقدر على ذلك، قال: قال لي: " ياعيسى اذا لم تقدر على المجئ، فاذا كان يوم الجمعة فاغتسل أو توضأ واصعد الى سطحك وصل ركعتين وتوجه نحوي فانه من زارني في حياتي فقد زارني في مماتي، ومن زارني في مماتي فقد زارني في حياتي ".

وفي رواية اخرى عن حنان بن سدير، عن أبيه، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " ياسدير تزور قبر الحسين (عليه السلام) في كل يوم "، قلت: جعلت فداك لا، قال: " ماأجفاكم أفتزوره في كل شهر"، قلت: لا، قال: " فتزوره في كل سنة "، قلت: يكون ذلك، قال: " ياسدير ماأجفاكم بالحسين (عليه السلام) اما علمت أن لله الف الف ملك شعثا غبرا يبكون ويزورون لايفترون، وماعليك ياسدير ان تزور قبر الحسين (عليه السلام) في كل جمعة خمس مرات"، ثم ذكر– عليه السلام – كيفية الزيارة من بعيد قال: " تصعد فوق سطحك ثم تلتفت يمنة ويسرة ثم ترفع رأسك الى السماء، ثم تتحرى نحو قبر الحسين (عليه السلام، ثم تقول: السلام عليك ياأباعبد الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته يكتب لك زورة، والزورة حجة وعمرة "، قال سدير: فربما فعلته في النهار أكثر من عشرين مرة.


أيها الأخوة والأخوات نتابع في هذا اللقاء من برنامج مزارات الموحدين نقل كلمات أعلام علماء مذاهب أهل السنة في زيارة أولياء الله –عليهم السلام – فمنها الغدير – الشيخ الأميني – ج 5 ص 109 قول أبي عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الجرجاني الشافعي المتوفى سنة 403 في كتابه (المنهاج في شعب الايمان) بعد ذكر جملة من تعظيم النبي: " فأما اليوم فمن تعظيمه زيارته ".

وقال أبو الحسن أحمد بن محمد المحاملي الشافعي المتوفى سنة 425 في " التجريد ": " ويستحب للحاج اذا فرغ من مكة أن يزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم" و قال القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري المتوفى 450: " ويستحب أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن يحج ويعتمر".

وقال أقضى القضاة أبو الحسن الماوردي المتوفى سنة 450 فْي الآحكام السلطانية "ص 105" فاذا عاد (ولي الحاج) ساربهم على طريق المدينة لزيارة قبر رسول الله ليجمع لهم بين حج بيت الله عز وجل وزيارة قبر رسول الله رعاية لحرمته وقياما بحقوق طاعته، وذلك وان لم يكن من فروض الحج فهو من مندوبات الشرع المستحبة، وعبادات الحجيج المستحسنة وقال في الحاوي: أما زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم فمأمور بها ومندوب اليها.
وحكى عبد الحق بن محمد الصقيلي المتوفى 466 في كتابه (تهذيب الطالب) عن الشيخ أبي عمران المالي أنه قال: انما كره مالك أن يقال: زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأن الزيارة من شاء فعلها ومن شاء تركها، وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم واجبة قال عبد الحق: يعني من السنن الواجبة يريد وجوب السنن المؤكدة.


انتهى مستمعينا الأفاضل الوقت المخصص لهذه الحلقة من برنامج مزارات الموحدين قدمناها لكم من اذاعة طهران.. طابت أوقاتكم بكل خير والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة