البث المباشر

الإخلاص في النية- القسم 2

الأحد 6 أكتوبر 2019 - 12:58 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- معالي الاخلاق: الحلقة 170

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الأطائب، طابت أوقاتكم بكل خير وبركة وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نقضي فيه دقائق مع النصوص الشريفة التي تهدينا الى أهمية التخلق بخلق (الإخلاص في النية)، وهذا من أشرف معالي الأخلاق التي يحبها الله عزوجل لعباده، ومعناه أن يكون الإنسان مبتغياً وجه الله ورضاه وطاعته تبارك وتعالى، وبه تكون نجاة الانسان وخلاصه من كل ما لا تحمد عقباه في الدنيا والآخرة، روي في كتاب الكافي عن أمير المؤمنين –عليه السلام- قال:
"بالاخلاص يكون الخلاص" وكان –عليه السلام- يقول:
"طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ولم يشغل قلبه بما تراه عيناه ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه ولم يحزن صدره بما أعطي غيره".
والتحلي بخلق الاخلاص لله مستمعينا الأفاضل هو الذي يجعل عمل الانسان أحسن العمل، كما يشير لذلك الحديث المروي في كتاب الكافي عن الامام الصادق (عليه السلام) في تفسير قوله عزوجل {ليبلوكم أيكم أحسن عملاً}، إذ قال –صلوات الله عليه-:
"ليس يعني أكثر عملاً ولكن أصوبكم عملاً، وانما الاصابة خشية الله والنية الصادقة... والعمل الخالص [هو] الذي لا تريد ان يحمدك عليه أحدٌ الا الله عزوجل".
فما كان من العمل خالصاً لله وان قل ادخل صاحبه الجنة وهذه من أعظم بركات التخلق بهذا الخلق، روي في كتاب المحاسن عن امامنا الصادق –عليه السلام- قال:
"ان ربكم لرحيم يشكر القليل، ان العبد ليصلي الركعتين يريد بهما وجه الله فيدخله الله الجنة، وانه ليتصدق بالدرهم يريد به وجه الله فيدخله الجنه".
وقال –عليه السلام- أيضاً:
"من أراد الله بالقليل من عمله أظهر الله له أكثر مما أراده به، ومن اراد الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه وسهر من ليله أبى الله الا ان يقلله في عين من سمعه".
أيها الاخوة والأخوات، ومن عظيم بركات الاخلاص لله في العمل حصول المخلص على الحكمة التي فيها الخير الكثير وبها يكون فلاحه في الدنيا والآخرة، وهذا ما يشير اليه حديث مولانا الامام الباقر –عليه السلام- المروي في كتاب الكافي انه قال:
"ما أخلص العبد الايمان بالله عزوجل اربعين يوماً أو قال: ما أجمل عبدٌ ذكر الله عزوجل أربعين يوماً الا زهده الله عزوجل في الدنيا وبصره داءها ودواءها فأثبت الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه"
وتهدينا الأحاديث الشريفة الى أن التخلق بهذا الخلق ينبغي ان يكون شاملاً لجميع شؤون الانسان ومشاعره وحركاته وسكناته، فقد روي في كتاب (تحف العقول) عن مولى الموحدين علي المرتضى –عليه السلام- أنه قال:
"طوبى لمن أخلص لله عمله وعلمه وحبه وبغضه وأخذه وتركه وكلامه وصمته وفعله وقوله"
ونختم الحديث بما قاله أمير الكلام الامام علي –عليه السلام- في اشارة الى أن التحلي بهذا الخلق النبيل مفتاح الفلاح والفوز بالعون الالهي في الدنيا والآخرة حيث قال –عليه السلام- كما في كتاب (عيون الحكم):
"من اخلص لله استظهر –أي استقوى- لمعاشه [يعني في الدنيا] ومعاده- [يعني في الآخرة]"
نشكر لكم أيها الاكارم طيب الاستماع لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق دمتم في أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة