البث المباشر

التحرر من أسر الدنيا- القسم 6

الأحد 6 أكتوبر 2019 - 11:56 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- معالي الاخلاق: الحلقة 164

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم أيها الاخوة والأخوات ورحمة من الله وبركات، أهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصه لطائفة من الأحاديث الشريفة التي تهدينا الى بركات التحلي بخلق (التحرر من أسر الدنيا وعبوديتها) تابعونا على بركة الله.
فاصل
نبدأ أيها الاكارم، بحديث علوي يبين لنا أن من أهم بركات هذا الخلق النبيل هي النجاة من العاقبة الوخيمة السيئة، فقد روى الشيخ الصدوق في كتاب الخصال عن مولانا أمير المؤمنين –عليه السلام- قال:
"من عبد الدنيا وآثرها على الآخرة استوخم العاقبة".
كما أن من بركات التحلي بخلق التحرر من عبودية الدنيا انشراح الصدر والسكينة الروحية والعزة في الدنيا والآخرة، فقد روى الشيخ الجليل الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب الزهد بسنده عن الامام الصادق –عليه السلام- قال:
"من اصبح والدنيا أكبر همه شتت الله عليه أمره وكان فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما قدرّ له، ومن كانت الآخرة اكبر همه كشف الله عنه ضيقه وجمع له أمره وأتته الدنيا وهي راغمة"
كما أن من بركات التحرر من عبودية الدنيا الفوز بالغنى الحقيقي والراحة القلبية والنفسية وقلة الاهتمام أي قلة الهموم والعزة، والى هذه البركات يشير مولانا الامام الصادق في حديث جامع يبين علل الفوز بكل بركة من هذه البركات، فقد روي الشيخ الصدوق عليه الرحمة في ثلاثة من كتبه هي: معاني الأخبار وعلل الشرائع والخصال مسنداً عنه –صلوات الله عليه-، قال:
"مطلوبات الناس في الدنيا الفانية أربعة: الغنى والدعة وقلة الاهتمام –أي الهم- والعز، فأما الغنى فموجودٌ في القناعة فمن طلبه في كثرة المال لم يجده، وأما الدعة فموجودة في خفة المحمل –أي خفة الانسان من مشاغل وآثار طلب الدنيا- فمن طلبها في ثقله –أي المحمل- لم يجدها، وأما العز فموجود في خدمة الخالق فمن طلبه في خدمة المخلوق لم يجده" والمراد في العبارة الاخيرة من يخدم المخلوق طلباً للحصول على متع الحياة الدنيا، أما اذا كانت خدمة المخلوق طلباً لمرضاة الله عزوجل فهي من أزكى العبادات وافضل الاعمال التي بها عمران الحياة الآخرة.
ومن أعظم بركات التحلي بخلق التحرر من عبودية الدنيا الفوز بمرضاة الله عزوجل ومغفرته وذلك الرضوان الاكبر، فقد روى الصدوق في كتاب الامالي عن حبيبنا رسول الله –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"ألا ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي الله يوم القيامة وليست له حسنة يتقي بها النار، ومن اختار الآخرة على الدنيا رضي الله عنه وغفر له مساوي عمله"
كما أن من بركات هذا الخلق الكريم النجاة من الفتن والفوز بالتسديد الالهي والمسارعة الى الخير فقد روى السيد قطب الدين الراوندي في كتابه القيم (قصص الأنبياء) عن الامام جعفر الصادق –عليه السلام- قال:
"كان فيما ناجى الله تعالى به موسى: لا تركن الى الدنيا ركون الظالمين وركون من اتخذها أماً وأباً ... يا موسى لو وكلتك الى نفسك تنظرها لغلب عليك حب الدنيا وزهرتها، يا موسى نافس في الخير أهله واسبقهم اليه واترك من الدنيا ما بك الغنى عنه ولا تنظر عيناك الى كل مفتون فيها موكولٌ الى نفسه، واعلم ان كل فتنة بذرها حب الدنيا.."

مستمعينا الاطائب لكم منا أطيب الشكر على طيب الاستماع لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق دمتم في أطيب الاوقات وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة