البث المباشر

سرور المحمديين بظهور المهدي (عجل الله فرجه)

السبت 5 أكتوبر 2019 - 15:58 بتوقيت طهران
سرور المحمديين بظهور المهدي (عجل الله فرجه)

اذاعة طهران – عهد الصادقين : الحلقة : 35

 

لازلنا مع دعاء العهد وهو الدعاء المعروف من حيث كونه يتلى كل صباح (لا اقل من أربعين صباحاً) ، وذلك لتعجيل ظهور الامام المهدي(عج)، وللمشاركة في ثورته الاصلاحية للمجتمعات والتوفيق للشهادة في الميدان المذكور...
وقد حدثناك عن هذا الدعاء في لقاءات سابقة، ونحن الآن مع خاتمته القائلة (اللهم وسُرَّ نبيك محمداً صلى الله عليه وآله برؤيته، ومن تبعه على دعوته، وارحم استكانتنا بعده)...
هذا المقطع من الدعاء حدثناك عن عبارته الاولى الخاصة بان يسر الله تعالى نبيه محمداً(ص) برؤية امام العصر(عج)،.. وبقي ان نحدثك عن العبارتين الاخريين وهي (ومن تبعه على دعوته، وارحم استكانتنا بعده)...
وهذا ما نبدأ به الآن...
لقد اوضحنا النكات الكامنة وراء العبارة الرابطة بين محمد(ص) وبين الامام المهدي عليه السلام فيما لا حاجة الى اعادة الحديث عن ذلك... ولكن بالنسبة الى ‌من تبع محمداً(ص) على دعوته، من حيث التوسل بالله تعالى بأن يسرهم ايضاً برؤية، الامام المهدي(عج)، ثم التوسل بالله تعالى بأن يرحم هؤلاء الذين اتبعوا محمداً(ص) الله: يرحم استكانتم بعده...
نقول: هاتان العبارتان تحتاجان - مع وضوحهما - إلى توضيح آخر...
فماذا نستخلص منهما؟
العبارة الاولى تتوسل بالله تعالى بان يسر من تبع محمداً(ص) على دعوته... وهذا التوسل له وضوحه وفاعليته ولا شك في ذلك... فالذي اتبع محمداً(ص) على‌ دعوته هم الطائفة المحقة المتمسكة بالكتاب النازل على محمد(ص) وبعترته الطاهرة التي أشار الكتاب اليها، وأكدها النبي(ص) في توصياته... من هنا، فانهم يسرون دون ادنى ‌شك بظهور الامام المهدي(عج) ماداموا قد اتبعوا النبي(ص) في دعوته وتوصياته...
الا ان الملفت للنظر هنا هو: ان مقطع الدعاء المذكور يتوسل بالله تعالى‌ بان يرحم استكانتنا بعده...
وهو امر قد يقترن بشئ من الضبابية في تحديد الدلالة...
كيف ذلك؟
ان قارئ الدعاء قد يتساءل عن المقصود بعبارة (وارحم استكانتنا بعده)،... فالاستكانة هي الخضوع والذل،... حينئذ: هل يقصد بذلك: ان الله تعالى رحم استكانتا بعد النبي(ص)؟ حيث توسل الدعاء بالله تعالى ‌بان يسر محمداً(ص) برؤية الامام المهدي(عج) عبر ظهوره: وحينئذ فان مرحلة ما قبل الظهور - مرحلة طغيان الجور والانحراف- تعتبر مرحلة لا سرور فيها بل خلاف ذلك، وهي: الاستكانة مثلاً... وبظهور الامام عليه السلام يرتفع ذلك....
هذا ما يمكن استخلاصه في ضوء فقرة جديدة من الدعاء وهي (اللهم اكشف هذه الغُمَّة عن هذه الامة بحضوره، وعجل لنا ظهوره، انهم يرونه بعيداً‌ ونراه قريباً...)
ومع اننا سنحدثك إن شاء الله تعالى عن هذه الفقرة او المقطع من الدعاء، الا اننا لا نزال مع عبارة (وارحم استكانتنا بعده) حيث تحتمل اكثر من دلالة قد ترتبط بمرحلة هي غير ما اشرنا اليه، او بدلالة هي غير ما استخلصناها... اننا ندع ذلك الآن، لنتجه الى المقطع الذي لاحظناه اخيراً، ونعني به: المقطع البادئ بعبارة (اللهم اكشف هذه الغمة...)
الملاحظ في هذا المقطع جملة نكات، منها: العبارة التي تتحدث عن (الحضور)، والعبارة التي تتحدث عن (الظهور)، فانت تلاحظ مثلاً‌ بان الدعاء يتوسل بالله ان يكشف هذه الغمة عن هذه الامة بحضوره عليه السلام، ولكنه يتوسل بتعجيل ظهوره... فماذا نستخلص من الحضور والظهور، وما هو الفارق بينهما والنكات الكامنة وراءهما؟
من جانب آخر نلاحظ بان الدعاء يقتصر في توسله بالله تعالى على الاشارة الى شدة خاصة والى امة خاصة حيث يقول (اكشف هذه الغمة) وهذا يعني ان هناك غمةً أو اكثر سواها... كما يعني ان هناك امة او أكثر غير هذه الامة الخاصة...
لذلك: فان الاجابة عن الاسئلة المتقدمة، تقتادنا - ولاشك - إلى بلورة مفهومنا وادراكنا لظاهرة الامام المهدي(عج)، وما يواكبها من تطورات ومفهومات تتحدث النصوص الواردة عن المعصومية عليهم السلام عنها بتفصيلات لامجال للحديث عنها الآن الا ان معرفتها - ولو اجمالاً - تجسد ضرورةً لنا كما قلنا، وهو أمر نحاول ان نحدثك عنه في لقاء لاحق إن شاء الله تعالى.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة