البث المباشر

نفع الناس

الثلاثاء 1 أكتوبر 2019 - 11:52 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- معالي الاخلاق: الحلقة 4

السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله، تحية مباركة طيبة نستهل بها لقاء آخر نجتمع فيه على بركة الله في رياض معالي الأخلاق التي يحبها الله ورسوله وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
في هذا اللقاء نتعرف الى خلق (نفع الناس) وهو من كريم الأخلاق الالهية التي يدعو الله عباده الصالحين للتحلي به.. تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل، عندما نراجع الآيات القرآنية الكريمة نلمح فيها بوضوح أن خلق (نفع الناس) وهو من أسمى الأخلاق التي أدب الله جل جلاله صفوته من عباده من الأنبياء والاولياء_ صلوات الله عليهم أجمعين _.
قال عز من قائل في الآية الثالثة والسبعين من سورة الأنبياء:
"وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ".
ونقرأ في الآيتين الستين والحادي والستين من سورة المؤمنون قوله جل جلاله:
"وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ{٦۰} أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ{٦۱}".
وقال تبارك وتعالى على لسان نبيه عيسى وهو ينطق في المهد كما في الآيتين الثلاثين والحادي والثلاثين من سورة مريم:
"قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً{۳۰} وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً{۳۱}".
وقد ورد عن الإمام الصادق _ عليه السلام _ في تفسير قوله (مباركا) أنه يعني (نفاعا) وأضاف إليه سائر المفسرين أنه يعني أيضا معلما للخير.
ومن ثمار السنة المطهرة نقتطف قول رسول الله _ صلى الله عليه وآله _ المروي في كتاب الكافي أنه قال:
"الخلق عيال الله فأحب الخلق الى الله من نفع عيال الله وأدخل على أهل بيت سرورا". وفي كتاب الكافي أيضا روى ثقة الإسلام الكليني عن إمامنا الصادق _عليه السلام_ أنه كان يقول _أي يذكر أصحابه مرارا_ أنه سئل رسول الله _صلى الله عليه وآله_: من أحب الناس إلى الله؟ فقال: "أنفع الناس للناس". وفي أمالي الشيخ الصدوق روي أن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: "خير الناس من انتفع به الناس". روى الشيخ الجليل أبوالقاسم الكوفي في كتاب الأخلاق عنه – صلى الله عليه وآله – قال: "إن أحب عباد الله إلى الله تعالى أنفعهم لعباده وأوفاهم بعهده".
أيها الأحبة، ولأن من خلق المؤمن أنه يحب من يحبه الله عزوجل لذلك نقرأ في كتاب (غرر الكلم) قول مولانا أميرالمؤمنين وهو يوصينا – عليه السلام – قائلا: "ليكن أحب الناس إليك وأحظاهم لديك أكثرهم سعيا في منافع الناس" ونقرأ أيضا ما روي في كتاب (التمحيص) عن إمامنا جعفر الصادق – عليه السلام – أنه قال وقد ذكر عنده ضعفاء المؤمنين والمحتاجين فقال: "إني لأحب نفعهم وأحب من نفعهم".
وأخيرا نستنير بما رواه ابن شعبه الحراني في كتابه (تحف العقول) عن إمامنا الحسن الزكي العسكري – عليه السلام – أنه قال: "خصلتان ليس فوقهما شيء: الإيمان بالله ونفع الإخوان".
جعلنا الله وإياكم إخوة الإيمان من أحباء الله الذين يسارعون في إيصال نفعه المبارك للناس إنه سميع مجيب. وبهذا الدعاء ننهي لقاء اليوم من برنامج (معالي الأخلاق) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.. دمتم بكل خير وفي أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة