البث المباشر

هتك حرمت اموال المسلمين

الإثنين 30 سبتمبر 2019 - 15:15 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- فاجعة كربلاء وحرمات الله: الحلقة 10

قد عهدنا الرّبوع وهي ربيع

أين لا أين أنسها المجموع

لا تقل شملها النوى صدعته

إنّما شمل صبري المصدوع

لم يرعني نوى الخليط ولكن

من جوى الطّفّ راعني ما يروع

يوم أرسى ثقل النبيّ على الـ

حتف..فخفّت بالراسيات صدوع

طمعت أن يسومه القوم ضيما

وأبى الله والحسام الصنيع

كيف يلوي على المنية جيداً

لسوى الله ما لواه الخضوع

ولديه جأش أردّ من الدّرع

لظمئى القنا وهنّ شروع

وبه يرجع الحفاظ لصدر

ضاقت الأرض وهي فيه تضيع

فأبى أن يعيش إلّا عزيزاً

أو تجلّي الكفاح وهو صريع

فتلقّى الجموع فرداً ولكن

كلّ عضو في الرّوع منه جموع

قطعوا بعده عراه.. ويا حبك

وريد الإسلام أنت القطيع


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – إخوتنا الأفاضل- كما ورد في الأثر: العلم نور، وكان على هذه الأمّة أن تستلهم هذا النور من كتاب الله عزّوجلّ، وتستفيده من آيات الولاية والمودّة، ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وقد بين الكثير من فضائل أهل البيت عليهم السلام، وعين بأمر الله تعالى خلافتهم، وأوصى بطاعتهم واتّباعهم وأكد ولايتهم، ومن أئمّة الهدى وقد بينوا مقاصد القرآن الكريم، وترجموا أقوال النبيّ العظيم... فكان ممّا ورد عن الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام في كلام له مبسوط حول فضائل الإمام وصفاته أن قال: "إنّ الإمامة خلافة الله، وخلافة الرسول صلى الله عليه واله، ومقام أميرالمؤمنين عليه السلام، وميراث الحسن والحسين عليهما السلام. (إنّ الإمامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا وعز المؤمنين (إلى أن قال الرضا سلام الله عليه): "الإمام أمين الله في خلقه، وحجّته على عباده، وخليفته في بلاده، والداعي إلى الله، والذّابّ عن حرم الله. الإمام المطهّر من الذنوب، والمبرّأ عن العيوب، المخصوص بالعلم، الموسوم بالحلم، نظام الدين، وعزّ المسلمين...." بعد هذا – أيها الإخوة الأكارم – أيصحّ من المسلمين أن يكون عليهم حاكم باسم خلافة رسول الله كيزيد بن معاوية، أو يصحّ أن يعزل وليّ لله وسبط نبيّ الله، وسيد لشباب أهل الجنّة كالحسين بن عليّ عليهما السلام؟ هكذا، ثمّ يترك الحبل على الغارب، وتعيث الطغاة ظلما في العباد، وإفساداً في البلاد، ثمّ لا يصدع صوت بالحقّ، ولا ينكر منكر ولا يؤمر بمعروف؟! بعد هذا لا تكتفي سلطة الغاصبين بكلّ ما أتت به حتّى تحاول إذلال أولياء الله وأخذ البيعة منهم لرموز الفسق والضّلال! كما تحاول بين الحين والآخر قتلهم، وانتهاك حرمات الإسلام فيهم، ويظهر منها التجاسر على كرامتهم! -فكان من هوان الدنيا على الله تعالى أن يكتب سليل البغي والبغاة عبيد الله بن زياد إلى ريحانة رسول الله وسبطه أبي عبدالله الحسين صلوات الله عليه: أمّا بعد يا حسين، فقد بلغني نزولك كربلاء، وقد كتب إليّ أميرالمؤمنين يزيد أن لا أتوسّد الوثير، ولا أشبع من الخمير، أو ألحقك باللطيف الخبير، أو تنزل على حكمي وحكم يزيد! قرأ الإمام الحسين سلام الله عليه كتاب ابن سمية وحفيد مرجانة، وابن ابن أبيه المجهول نسباً والمخزيّ حسباً... قرأه أبو عبدالله ابن سيد الوصيين، وابن فاطمة سيدة نساء العالمين، وحفيد سيد الأنبياء والمرسلين، فرماه من يده وقال: "لا أفلح قوم اشتروا مرضاة المخلوق بسخط الخالق!"، ولمّا طالبه الرسول بالجواب، قال عليه السلام له: "ماله عندي جواب، لأنّه حقّت عليه كلمة العذاب!"

وسامته يركب إحدى اثنتين

وقد صرّت الحرب أسنانها

فإمّا يرى مذعناً أو تموت

نفس أبى العزّ إذعانها

فقال لها: اعتصمي بالإبا

فنفس الأبيّ وما زانها

يرى القتل صبرا شعار الكرام

وفخرا يزين لها شانها


* ومن جسارات عبيد الله بن زياد بن أبيه، ما ذكره ابن الأثير الجزريّ في (الكامل في التاريخ) أنّه كتب إلى عمر بن سعد: أمّا بعد، إنّي لم أبعثك إلى الحسين لتكفّ عنه، ولا لتطاوله، ولا لتمنّيه السلامة، ولا لتكون له عندي شفيعاً. انظر، فإن نزل حسين وأصحابه على حكمي فابعث بهم إليّ سلما، وإن أبو فازحف إليهم حتّى تقتلهم، وتمثّل بهم، فإنّهم لذلك مستحقّون، فإن قتل حسين فأوطئ الخيل صدره وظهره، ولست أرى أنّه يضرّ بعد الموت، ولكن على قوله قلته، لو قتلته لفعلت هذا به، فإن أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع، وإن أبيت فاعتزل عملنا وجندنا). هكذا – يتجرّأ وريث الخزي والعار والرذيلة، وسليل البغايا والزّناة، على حبيب رسول الله وسبطه وريحانته، على من هو من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، وجعل مودّتهم أجر أعظم رسالة وأشرف رسول! ومع ذلك، كان الحسين عليه السلام ينصح القوم ويحذّرهم مغبّة إقدامهم ذاك، وينذرهم الهلاك إذا أطاعوا عتاة بني أمية، فيلتقي بعمر بن سعد، فيخاطبه بلسان التذكير، والتحذير، قائلاً له: "يا ابن سعد، أتقاتلني؟! أما تتّقي الله الذي إليه معادك؟ فأنا ابن من قد علمت، ألا تكون معي وتدع هؤلاء، فإنّه أقرب إلى الله تعالي". قال عمر: أخاف أن تهدم داري! قال الحسين: "أنا أبنيها لك"، قال: أخاف أن تؤخذ ضيعتي! قال عليه السلام: "أنا أخلف عليك خيراً منها من مالي بالحجاز"، ويروى أنّه عليه السلام قال له: "أعطيك البغيبغة"، وظلّ يحاوره ويدعوه إلى النجاة وعمر بن سعد يتهرّب وينحاز إلى الدنيا ومطامعها، فقال له أبو عبدالله الحسين عليه السلام: "مالك ذبحك الله على فراشك عاجلاً، ولا غفر لك يوم حشرك، فوالله إنّي لأرجو أن لا تأكل من برّ العراق إلّا يسيرا"، وبدل أن يصحو عمر بن سعد ويؤوب، قال مستهزئاً: في الشعير كفاية! روى ذلك الخوارزميّ الحنفيّ في (مقتل الحسين عليه السلام) ثمّ روى التاريخ عاقبة هذا المستهزئ الذي لم يحترم نصيحة الإمام ووعظه وتذكيره وحرصه على نجاته، كيف دارت الديام حتى ذبحه المختار على فراشه في الكوفة ولم يكن – كما أخبر الحسين صلوات الله عليه – قد أكل من برّ العراق إلّا يسيراً، حتى التحق بركب المجرمين إلى حيث أشدّ العذاب...وبقي الإمام الحسين عليه السلام سامياً يجلّله العزّ الإلهيّ والكرامة الربّانية على مدى التاريخ، وهو القائل لأخيه عمر الأطرف: "والله لا أعطي الدنية من نفسي أبدا، ولتلقينّ فاطمة أباها شاكية ما لقيت ذريتها من أمّته، ولا تدخل الجنّة أحداً آذاها في ذرّيتها".
اذن فمن الحرمات الالهية المتفق عليها بين جميع علماء المسلمين والتي انتهكها عتاة بني أمية في فاجعة الطف وكشفوا بذلك فقدانهم لأبسط شروط الانتماء للاسلام فضلاً عن خلافة المسلمين هي هتكهم لحرمة الامام الحق من ذرية المصطفى _صلى الله عليه واله_ وحرمة أموال المسلم التي حرّم الاسلام التعرض لها. وبهذا تنتهي عاشرة حلقات برنامج فاجعة كربلاء وحرمات الله قدمناها لكم من اذاعة طهران شكراً لكم اخوتنا وأخواتنا والسلام عليكم

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة