البث المباشر

انتهاك حرمة وصايا وتعاليم النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)

الإثنين 30 سبتمبر 2019 - 14:15 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- فاجعة الطف وحرمات الله: الحلقة 5

الي جدّنا نشكو عداة تحكموا

ونالوا بنا – والله كل مناء

وياجدّنا أردوا أبي متذللا ً

قتيلاً وفي الأحشاء حرّ ظماء

وقد رفعوا رأساً له فوق ذابلٍ

كما البدر يبدو في علوّ سماء

وعادوا علينا ينهبون خيامنا

وليس لنا في ذاك من نصراء

وقد حملونا فوق ظهر جمالهم

بغير وطاءٍ جدّنا – وغطاء

وطافوا بنا شرق البلاد وغربها

جميعهم يهجوننا بهجاء

وجاؤوا بنا ذلاً دمشق يزيدهم

وقد أوقفونا عنده بسواء

وقال: لقد نلت المنى كلّ مقصدٍ

بقتل أخيكم قد بلغت هنائي

وقد رام قتلي كي يقّطع نسلنا

وذي عمتّي صاحت بغير عزاء

فخذ حقناّ ياجدّنا منه في غدٍ

وفي يوم حشرٍ يوم فصل قضاء

غدا يستحل الآن كلّ محرم ٍ

يبيح بأهل البيت سفك دماء

سيوفهم قد جرّدت في رقابنا

فيا ويلهم من حرّ نار لظاء

فقابلهم ياربّ عدلاً بفعلهم

أيا من تعالي فوق كلّ سماء


اخوتنا الأعزة الأماجد.. السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن أعظم الحرمات عند الله تبارك وتعالى هي حرمة النبي ّ المصطفى محمدٍ صلى الله عليه وآله فهو أحبّ الخلق وأعزهم عليه، وهو أشرف خلقه وأطهرهم، ووهبه أشرف المواهب والملكات، وجعل نسله أزكى نسل، وأنزل فيه أجلّ آياته، منها آية الولاية، قوله تبارك وتعالي: "إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ". (المائدة ٥٥) ومنها آية التطهير، قوله جلَّ وعلا: "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً" (الاحزاب:٥٥) ومنها آية المودة أو القربي، قوله عزَّ شأنه: "قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى". ( الشوري ۲۳) وحرمة رسول الله صلى الله عليه وآله هي حرمة الله عزَّ وجلَّ، وهي أعظم الحرمات، وحرمته صلى الله عليه وآله في شخصه المبارك، وفي سننه الشريفة، وكذا في أهل بيته، أولاده وذريته، فمن تعرض لهم بهتك حرمتهم سلام الله عليهم، بقول أو فعل، فقد تعرض لهتك حرمة النبي، أي تعرض لهتك حرمة الله جلَّ جلاله..فالمرء يحفظ في ولده – كما ورد في الأثر والحرمة ما لا يحل ّ انتهاكه، ورسول الله وآله من محارم الله العظمى وحرماته، وقد دعى الناس الى اجلالها وتقديسها وحفظها، ذلك في كتاب الله، وعلى لسان رسول الله، فماذا كان من طغاة هذه الأمة – ياترى – قبال ذلك؟ أيها الأكارم، وكان من مصاديق هتك الطاغية يزيد وأتباع بني أمية لحرمة رسول الله تجاهلهم الصريح لعموم وصاياه – صلى الله عليه وآله – والتي روتها المصادر المعتبرة عند الفريقين ونقضهم لهذه الوصايا النبوية بكل بشاعة وهذا من المصاديق البارزة لهتكهم لحرمات الله عزَّ وجلَّ.اخوتنا الأكارم... لم يشهد التاريخ أن أمةً واجهت أهل بيت نبيٍ من الأساءة والظلم، ما واجهت به هذه الأمة أهل بيت رسول الله محمدٍ صلى الله عليه وآله من: نكث العهود، والتنكر للمواثيق، والغدر والخذلان، والاساءة باللسان والسنان، واعلان التمردّ وشنّ الحروب والمعارك، والقتل والتمثيل، وسبي الحريم والعيال، وترميل النساء وتيتيم الأطفال، ونهب الأموال وهدم البيوت ومنع الأرزاق. كلّ هذا بعد غصب الخلافة الالهية منهم، وعزلهم عن الناس، وايداعهم السجون، ودس السموم إليهم فيما بعد! هذا – أيهاالاخوة الأفاضل وقد سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله طيلة بعثته، وعلى مدى دعوته، يشيد بأهل بيته، ويدعو الى نصرتهم، ويؤكد على ولايتهم وطاعتهم، ويحذر من مخالفتهم ومفارقتهم، وينذر من محاربتهم.. سمعوه ورووا عنه – كما جاء في (كنز العمال) للمتقي الهندي – أنه صلى الله عليه وآله قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من نفسه، وأهلي أحب إليه من أهله، وعترتي أحب اليه من عترته، وذريتي أحب اليه من ذريته ".
أجل – أيها الأخوة الأحبة – لقد سبقت من رسول الله صلى الله عليه وآله وصايا كثيرة في أهل بيته وعترته وذريته أن يكونوا بين هذه الأمة في المحل الأسمى والأعلى محبةً ومودة، وطاعةً وولاية، واجلالاً واكراماً وحفظاً للحرمة.. لمقامهم الأعلى ومنزلتهم عند الله تبارك وتعالى، ولإنتسابهم الى رسول الله صلى الله عليه وآله الذي خاطب الناس يومذاك يقول لهم: " أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة، وأحبوني لحب الله عزَّ وجلَّ، وأحبوا أهل بيتي لحبي". لكنهم – أيها الاخوة الأعزة – ما رعوا ذلك أبداً، فهتكوا حرمات الله وحرمات رسوله في أهل بيته، أزعجوهم في مدينة جدهم حتى أخرجوهم بعد التهديد بالقتل، وأزعجوهم في الحرم المكي حتى شرّدوهم بعد إقدامهم على القتل، وحاصروهم في كربلاء حتى أظمأوهم ثم أنزلوا بهم أفضع القتل! ثم كان الهجوم الوحشي، إحراقاً للخيام، وارعاباً للارامل والأيتام، وسلباً للأموال وبقايا الطعام ! ثم أسراً لحريم النبي، وسحباً الى الكوفة، وقد روي أن الإمام السجاد عليّ بن الحسين قد قال فيها أبياتاً يخاطب الظالمين والمتخاذلين، يرويها الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة) هكذا:

ياأمة السوء، لاسقياً لربعكم

يا أمة ً لم تراع جدّنا فينا

لو أننا ورسول الله يجمعنا

يوم القيامة ماكنتم تقولونا؟!

تسيرونا على الأقتاب عاريةً

كأننا لم نشيد ّ فيكم دينا!

أليس جدّي رسول الله – ويلكم

أهدى البرية من سبل المضلينا

ياوقعة الطفّ قد أورثتني كمداً

والله يهتك أستار المضلينا


مستمعينا الأفاضل: نخلص مما تقدم أن من الحقائق الجلية التي كشفتها فاجعة كربلاء للعالمين والى يوم القيامة أن بني أمية قد انتهكوا بأوضح وأفظع صورة حرمة احترام الوصايا النبوية التي اتفقت كلمة المسلمين بمختلف فرقهم على روايتها عن سيد الرسل – صلى الله عليه وآله وهي تمثل أهم حرمات الله عزَّ وجلَّ وبذلك اتضح للمسلمين جميعاً أن بني أمية وأشياعهم والسائرين على نهجهم الى يوم القيامة يفتقدون أبسط مظاهر الأهلية لخلافة رسول الله وتمثيل نهجه – صلى الله عليه وآله. والى هنا ينتهي أعزاءنا لقاء اليوم من برنامج فاجعة كربلاء وحرمات الله تقبل الله أعمالكم والسَّلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة