البث المباشر

مظاهر هتك اليزيديين لحرمة رسول الله صلى الله عليه واله

الإثنين 30 سبتمبر 2019 - 14:04 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- فاجعة كربلاء وحرمات الله: الحلقة 3

واحسينا! فلا نسيت حسيناً

أقصدته أسنة الأعداء

غادروه بكربلاء صريعاً

لاسقى الغيث جانبي كربلاء


اخوتنا الأعزة المؤمنين.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وعظم الله لنا ولكم الأجر والثواب، بمصابنا بآل الرسول الأطياب، حيث خرج الامام الحسين عليه السلام الى كربلاء ليقيم ملحمة ً الهية ً عاشورائية ً لا تتكرر على مدى الدهر، ينتصر فيها لله تبارك وتعالى، وينقذ بها دين الله جل وعلا، ويهدي فيها الى رضوان الله جميع التائهين الحيارى.. وان كلفه ذلك أن يقتل أحبته حتى ولده الرضيع، وأن تسبى عياله حرم جده رسول الله صلى الله عليه واله، وأن تهتك حرمات الأنفس الزكية بالمثلة والتشهير والتشفي، اذ تقطع الرؤوس وتسير على الرماح من بلدٍ الى بلد، فتقطع المسافات من كربلاء الى الكوفة فالشام. واذا كانت كربلاء – أيها الأخوة الأكارم – قد أثبتت أشياء ً مهمة، فان مما أثبتته بما لا يتخيله الشك والتردد هو أن بني أمية لم يؤمنوا ، بل لم يسلموا، اذ لم يحفظوا لله في مقدساته، ولا لرسول الله في ذريته، أي حرمةٍ تعاهدها المسلمون، بل وحتى غير المسلمين، وكأنهم لم يعرفوا معنى الحرمة، وهي مشهورة بين العرب، لغةً ومفهوماً، وقد خاطبهم سيد شباب أهل الجنة أبو عبد الله الحسين عليه السلام يوم عاشوراء: "ان لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم وارجعوا الى أحسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون".
المحاورة: اعزائي المستمعين في هذه المحطة من البرنامج نلتقي بسماحة السيد راضي الحسيني الباحث الاسلامي من مدينة قم المقدسة، سماحة السيد ماهي ابرز مظاهر هتك اليزيديين لحرمة رسول الله صلى الله عليه واله في اهل بيته في واقعة كربلاء؟
الحسيني: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين الحقيقة لقد برزت مظاهر الهتك المفضوح والواضحة لبنو امية ولليزيديين في واقعة عاشوراء بحق اهل البيت في مجالات متعددة وكثيرة، بما يتسع المجال ان الامام الحسين سلام الله عليه انتهكت حرمته وحرمة ابناءه وحرمة اهل بيته وحرمة عائلته اولاً انهم منعوهم من الماء لا فقط الرجال المقاتلين بل النساء بل الاطفال يعني الطفل الرضيع الذي ليس له ذنب هذا حرم من شرب قطرة من الماء، هذا انتهاك صارخ في حق من حقوق الانسان فكيف هم من اهل بيت رسول الله صلى الله عليه واله وقاموا بقتل ابن بنت رسول الله سيد شباب اهل الجنة الذي لايوجد في المشرق والمغرب ابن بنت رسول الله نظيره، قتموا بقتله وقطعوا رأسه ورأس اصحابه ورؤوس اتباعه وحملوا الرؤوس على الرماح الطويلة، هل اكتفوا بذلك؟ لم يكتفوا بذلك وانما عادوا واخذوا يدوسون تلك الاجساد بحوافر الخيول، اذن القضية ليست قضية قتل فقط وانما هو حالة التشفي والحقد الشديد على اهل بيت رسول الله، وهل اكتفوا بذلك؟ لم يكتفوا بذلك انما سيروا بنات رسول الله اسارى يعني بنت فاطمة الزهراء زينب تسير اسيرة بين يدي جلاوزة عبيد الله بن زياد ويسار بها من بلد الى بلد، من مكان الى مكان يحذو بهن الاعداء ويستشرفهن اهل المناهل واهل المناقب. الحقيقة كل هذه انتهاكات صارخة مرت على اهل البيت عليهم السلام حتى ان الامام زين العابدين الذي كان مريضاً هو في الواقع لم يسلم من انتهاكاتهم فقيدوا يديه الى عنقه ووثقوها بالحديد، بالسلاسل الحديدية والدماء تصخب من رقبته الشريفة، هذا في الواقع شيء يسير مما جرى على اهل البيت سلام الله تعالى عليهم في واقعة عاشوراء فمثل الامام الحسين سلام الله عليه مثل محور الحق في صراعه مع الباطل ومثلت الجبهة الاخرى جبهة يزيد محور الشر والباطل التي وقفت بوجه الحق ولكن في النهاية انتصرت ارادة الحق وانتصرت ارادة النبي صلى الله عليه واله واهل بيته ولذلك تخلد ذكراهم على مر السنين والايام فعظم الله اجورنا واجوركم بهذه الايام الحزينة التي تمر على اهل البيت عليهم السلام.
شكراً لهذه التوضيحات من سماحة (السيد راضي الحسيني) ضيف هذه الحلقة من برنامج فاجعة كربلاء وحرمات الله نواصل تقديمها من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران. والآن..أيها الاخوة الأفاضل، لا بأس أن نقف على معنى الحرمة، ولكن بعد هذه الوقفة القصيرة.
في أشهر كتب اللغة وأقدمها، وهو كتاب (العين)، قال فيه مؤلفه الخليل بن أحمد الفراهيدي: أحرم الرجل فهو محرم وحرام، ويقال: انه حرام على من يرومه بمكروه. والاشهر الحرم: ذوالقعدة، وذوالحجة، والمحرم، ورجب، ثلاثة سرد وواحد فرد والمحرم سمي به لأنهم لا يستحلون فيه القتال وأحرمت: دخلت في الشهر الحرام أما الحرمة: فهي ما لا يحل لأحد انتهاكه فنقول: فلان له حرمة، أي تحرم بحق. والمحارم: ما لا يحل استحلاله. أما الشيخ فخر الدين الطريحي، فقد كتب في مؤلفه ( مجمع البحرين ): الحرمة: هي جميع ما كلف الله به ولا يجوز انتهاكه، فمن خالف فقد انتهك الحرمة. والآن..تعالوا – أيها الاخوة الأكارم – نتساءل ونسائل التاريخ، أي حرمةٍ للاسلام ولرسوله ولال البيت حفظ بنو أمية بعد ذلك القتل الذريع، والتمثيل الفضيع، والسلب والاحراق والارعاب والسبي لحريم النبي صلى الله عليه وآله؟ وقد قدم الامام الحسين عليه السلام منقذاً، يعرف لهم رسالة الاسلام، ويرشدهم الى اصلاح حالهم، يأمرهم بالمعروف ينهاهم عن المنكر، ويعلمهم طريق النجاة، ولم يقدم سلام الله عليه مقاتلاً لهم محارباً اياهم.. كيف وضح ذلك واتضح للقوم؟ في (تاريخ الطبري) و(مقتل الحسين) للخوارزمي الحنفي، و(الارشاد) للشيخ المفيد أن الحر الرياحي طلع على الحسين عليه السلام وأصحابه في ألف فارس، وكان ابن زياد قد بعثه ليحبس الحسين عن الرجوع الى المدينة أينما يجده، أو يقدم به الى الكوفة، فوقف الحر وأصحابه مقابل الحسين عليه السلام في حر الظهيرة. فلما رأى أبو عبد الله ما بالقوم من العطش، أمر أصحابه أن يسقوهم ويرشفوا خيولهم، فسقوهم وخيولهم عن آخرهم، ثم أخذ جيش الحر يملأون القصاع والطساس ويدنونها من أفواه خيولهم، فاذا عب فيها الفرس ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً عزلت وسقي آخر، حتى سقوا الخيل كلها. وجاء علي بن الطعان المحاربي آخرهم وقد أضر به العطش، فقال الحسين له ((انخ الراوية)) وهي الجملة بلغة اهل الحجاز فلم يفهم ابن الطعان مراد الحسين، فأعاد عليه السلام عليه: أنخ الجمل ولما أراد أن يشرب جعل الماء يسيل من السقاء، فقال له الحسين:" أخنث السقاء " فلم يدر ابن الطعان ما يصنع لشدة عطشه، فقام الحسين سلام الله عليه بنفسه، وعطف السقاء حتى ارتوى الرجل وسقى فرسه. وهذا من الامام الحسين لطف وحنان في ذلك الموقف الحرج، ولكن عمر بن سعدٍ حين نزل على الفرات حمى الماء وحال بينه وبين الحسين وعياله، حتى لم يجد أصحاب الحسين طريقاً الى الماء، فأضر العطش بالاطفال والنساء وحتى الاصحاب، فأخذ الحسين عليه السلام فأساً، وخطا وراء خيمة النساء خطوات نحو القبلة، وحفر فنبعت له عين ماءٍ عذبٍ فشربوا، ثم غارت العين، فأرسل عبيد الله بن زياد الى عمر بن سعدٍ: بلغني أن الحسين يحفر الآبار ويصيب الماء، فانظر إذا ورد عليك كتابي فامنعهم من حفر الآبار ما استطعت، وضيق عليهم غاية التضييق.فبعث عمر بن سعد في الوقت عمرو بن الحجاج في خمسمائة فارس، ونزلوا على شريعة الفرات، وذلك قبل مقتل الحسين عليه السلام، فتمكن العطش من أكباد الأطفال والنسوة واشتد الحال عليهم وعلى الحسين وأهل بيته وأصحابه، فقتلوا بعد ذلك ظمئانين على صحراء كربلاء، ولما طلب الحسين الماء وليس في ذلك ضير في عرف العرب – أجابه الشمر: لا تذوقه حتى تردالنار.! وناداه رجل: ياحسين، ألا ترى الفرات كأنه بطون الحيات، فلا تشرب منه حتى تموت عطشاً! وكان قبل ذلك قد سقاهم الحسين ليثبت لهم أنه لم يأت لإهلاكهم، بل جاء لأحيائهم. فحين اقترح عليه زهير بن القين أن ينقض على أصحاب الحر اذ قتالهم أهون من قتال من يأتون من بعدهم، أجابه الحسين عليه السلام: ما كنت أبدأهم بقتال.

أحشاشه الزهراء.. بل يامهجة

الكرار، ياروح النبي الهادي

عجباً لهذا الخلق! هلا أقبلوا

كل اليك بروحه لك فادي

لكنهم ما وازنوك نفاسةً

أنى يقاس الذر بالاطواد!

عجباً لحلم الله جل جلاله

هتكوا حجابك وهو بالمرصاد!

عجباً لآل الله صاروا مغنماً

لبني يزيد هدية ً وزياد!


وخلاصة ما تقدم ايها الاخوة والاخوات هي أن ما فعله بنوأمية وأشياعهم في واقعة الطف يمثل انتهاكاً لا نظير له لحرمة الذرية النبوية من جهة وانتهاكاً فظيعاً لمصلحين لم يطلبوا غير الاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد ظهر منهم من الرأفة حتى بأعدائهم ومحاربيهم ما يجعل قتلهم أمراً تنبذه كل الأعراف والقيم الالهية والانسانية.
وبهذا تنتهي اخوتنا مستمعي اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ثالثة حلقات برنامج فاجعة كربلاء وحرمات الله تقبل الله منكم حسن الاصغاء وفي أمان الله.

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة