البث المباشر

وقفة مع خطاب المرجعية

السبت 21 سبتمبر 2019 - 08:47 بتوقيت طهران
وقفة مع خطاب المرجعية

قبل أيام استقبل الامام الخامنئي وفودا عراقية من رؤساء المواكب والهيئات والحسينيات، وقال واصفا المرجع السيستاني بـ (الكبير والعظيم)،

ثم وصف الشعب العراقي بأنه: (شعب لا مثيل له في العالم فيما يقدمه من كرم حسيني), ووصفهم ايضا: بأنهم (شعب مؤمن ومثقف وغيور) , وهنا نقف أمام هذه الكلمات بكل اعتزاز ونقول:

كم حاولت المدارس والمناهج والمخططات العربية الطائفية والبعثية والقومية والمخابرات الغربية ان تفرق بين مراجعنا وتوجد بينهم البغضاء والخلافات من خلال الاندساس؛ لتفتيت الموقف الشيعي الموحد الا ان بصيرة المراجع جعلتهم يتعاملون بكل ادراك على امتداد الخط وطول المسير بما يواجه هذا المخطط , وبسبب هذا الادراك هم يعمقون الصلات والمودة.

واتذكر هنا مقولة شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم، في كلمة له في مؤتمر للمجاهدين في الاهواز قبيل السقوط الصدامي قال (ان مخططات صدام والاعداء متعددة وعلى رأسها تفتيت موقف المرجعية وخلق صراع داخلي بين المراجع والحوزات، ولكن مراجعنا وقفوا ويقفون دوما لمؤامراتهم بالمرصاد بسبب وعيهم واخلاصهم لله وتفانيهم في سبيله).

من كان يريد أن يفهم ما هي نظرة النظام السياسي الايراني الى النجف والى شعب العراق والى طبيعة العلاقات التي تربطنا والقيم التي تعتبر مشتركات لايمكن التنازل عنها لدى ايران فليعيد التدقيق في خطاب الامام الخامنئي الذي رسخ في ثقافة الشعب الايراني من خلال خطابه الاخير، وكل خطاباته هي مفاهيم في غاية الرقي عن مرجعية النجف وعن شعب العراق, وسوف تكون كلمات الامام الخامنئي منطلقا الى الشعب العراقي لتقديم المزيد من الطاعة للمرجعية والعمل المشترك بين الشعب الايراني والعراقي وفق مشتركات النهضة والصحوة والتحرك البناء، واثبات الوجود تحت راية الحسين ع.

سيما أن الاربعينية على الابواب وسوف تكون بفعل تلاحم المراجع وحثهم الامة على تقديم المزيد وشكرهم لاصحاب النهضة الحسينية (رجال المواكب) ملحمة الوحدة والثورة والعطاء والاحياء والوقوف بوجه الاعداء، فان الاربعينية كشفت شخصية التشيع وهوية الشيعة وعمق وجودهم العددي والمذهبي ومساحتهم السكانية وتلاحمهم مع مبادئهم.

والجدير بالذكر قد عرف العالم بأسره المحركات الفكرية التي يستند اليها شيعة العراق والمنطقة ويستمد منها العزة والكرامة الا وهي ثورة الامام الحسين ع.

في كلمة الى المرجع السيد محمد سعيد الحكيم أطال الله عمره , اشار الى ان شعائر الحسين (ع) إحدى ابعادها ان تكون وسيلة لتعريف العالم بمذهب آل البيت ومنهجهم وخطهم وظروفهم وعقائدهم.

نعم وان الترحيب الذي أبدته الجمهورية الاسلامية للوفود العراقية ورؤساء المواكب وخطاب الامام الخامنئي الذي أشاد بالكرم العراقي وتكريمه لهم سوف تكون هذه الخطوات محل اهتمام المرجعية وتنتقل من العفوية الى خيمة المراجع ابتغاء تطويرها وتجذريها ومنحها التنظيم والقيم والتوجية؛ لانها كاشفة عن هوية التشيع ووجوده وتعريفه الى أبعد نقطة في العالم, فان مسيرة عاشوراء مسيرة آل البيت (ع) بكل اهدافهم، وعلينا ان نترسم ونستحضر تلك الاهداف في تلك الشعائر.
اللهم ارزقنا شفاعة الحسين ع يوم الورود.

لذا خطابنا يتوجه كل المثقفين ورجالات الحوزة والعلماء والاقلام, فانهم تناط بهم مهمة رفع مستوى الوعي الحسيني للامة لتدرك اهمية تلك الشعيرة.

وفي الختام أعبر عن بالغ سروري وأنا أطالع كلمات الامام الخامنئي عن المرجع السيد السيستاني وعن شعب العراق؛ لأن الإشادة بالمرجع السيستاني هي إشادة بكل النجف الاشرف ومراجعها وتضحياتها وتاريخها ومستقبلها وعلمائها وطلبتها، ومن هنا يجب أن تهتم أقلامنا هنا إشادة وثناء ونشرا وتأطيرا وتعميقا وتأصيلا .

*مدير مركز العراق للدراسات السيد محمد صادق الهاشمي

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة