البث المباشر

شرح فقرة: "واجمع به الاهواء المختلفة على الحق..."

الثلاثاء 17 سبتمبر 2019 - 12:10 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " واجمع به الاهواء المختلفة على الحق " من دعاء عصر الغيبة.

 

لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة ومنها دعاء الغيبة غيبة الامام المهدي(ع) حيث يقرأ عادة بعد فريضة العصر من يوم الجمعة كما ان ثمة توصيات بقراءته يومياً في سياقات خاصة لقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا الى مقطع يتألف من ثلاث ظواهر توسل الدعاء بالله تعالى بان يخلص المؤمنين من حيث علاقاتهم المتبادلة منها الا وهي الظواهر التي تقررها الفقرات الاتية وهي فقرات تتحدث عن فاعلية القرآن الكريم في عصر الظهور من حيث تعديله للسلوك يقول النص: (واجمع به الاهواء المختلفة على الحق) هذه الظاهرة الاخيرة ونعني بها واجمع به الاهواء المختلفة على الحق، هذه الظاهرة نحدثك عنها الآن واما ما قبلها فقد حدثناك عنهما في لقاء سابق.
الواقع ان هذه الفقرة التي تتوسل بالله تعالى بان يجمع بواسطة القرآن الكريم الذي يحييه الله تعالى في زمان الامام المهدي(ع)يجمع به الاهواء المختلفة على الحق تقول هذه الفقرة من الدعاء مرتبطة بما قبلها حيث تتوسل العبارة الاولى بان يحيي الله تعالى بواسطة القرآن قلوبنا الميتة فاذا احييت حينئذ يستطيع الانسان ان يلاحظ سلوكه السلبي وفي مقدمته الصدر المتوقة غيظاً على المؤمن لمجرد حدوث توتر العلاقات بينهما فاذا شفيت الصدور من غيظها حينئذ تأتي المرحلة الثالثة وهي النتيجة الطبيعية للصدور المتوقدة غيظاً حيث ان حدوثها اساساً ينبع من الاختلاف في وجهات النظر او بالاحرى الاختلاف في تمييز الحق من الباطل حيث يحاول كل طرف ان يبرئ نفسه ويتهم الاخر بينما المطلوب هو ان يرسو النزاع على شاطئ الحق وهذا ما توسل الدعاء بالله تعالى من اجله بان يجمع هذه القلوب المتفاوتة يجمعها على الحق وليس على الباطل ابداً كيف ذلك؟ هذا ما يحتاج الى توضيح من البين انه من الممكن ان يتصالح طرفا على الباطل كما لو تنازع شخصان في سبيل الحصول على اشباع محرم او مكروه ثم يتفقان على اخذ كل منهما حصته المتوازنة مع الاخر وامثلة هذا الاتفاق لا قيمة لها ولذلك طلب الدعاء من الله تعالى ان يجعل المتنازعين يأتلف قلباهما على الحق وليس على الباطل فقال (واجمع به الاهواء المختلفة على الحق).
بعد ذلك يواجهنا مقطع جديد يقول: (واقم به الحدود المعطلة والاحكام المهملة).
هنا يجدر بنا ان نلفت نظرك الى ان الدعاء بعد ان توسل بالله تعالى بان يجمع قلوبنا على الحق اتجه الى الحق ذاته فتوسل بالله تعالى ان يقيم بواسطة احياء القرآن الكريم تلكم الحدود المعطلة وهي حق دون ادنى شك الا ان المجتمعات البشرية عطلتها وتوكأت على حطام غيرها.
لذلك اردف الدعاء قوله السابق (واقم به الحدود المعطلة) اردفه بالقول والاحكام المهملة، هنا لا مناص لنا من الاشارة ولو عابراً الى ان الحدود المعطلة ينصرف منها الذهن الى العقوبات الدنيوية حيال المنحرفين أي الممارسين للاعمال المحرمة كالزنا واللواط والسحاق والسرقة و...الخ، كما ان الذهن ينصرف من مصطلح الاحكام المهملة الى مطلق المبادئ الاسلامية التي اهملها البشر في ميدان العبادات والمعاملات سواءاً كانت هذه الاحكام تتصل بما هو واجب ومندوب ومباح او بما هو محرم ومكروه حيث ان المطلوب هو ممارسة الخلافة في الارض او ممارسة العمل العبادي الذي خلق الله تعالى البشر من اجله ووعد المؤمنين بان يرثوا ما فرضه الله تعالى من المبادئ الاسلامية مع ظهور الامام المهدي(ع).
اذن امكننا ان نتبين ولو سريعاً ما ورد في مقاطع الدعاء من التوسل بالله تعالى بان يجعل من احياء القرآن الكريم في زمن الظهور يجعل من ذلك وسيلة لتعديل سلوك الانسان وجنوحه الى المسالمة بدلاً من العدوان ووسيلة الى تطبيق مبادئ الشريعة الاسلامية وهو امر ندعوه تعالى ان يوفقنا الى ممارسته والتصاعد به الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة