البث المباشر

شرح فقرة: "ولا تدع للجور.. ولا بقية الا أفنيتها ولاركنا الا هدمته"

الإثنين 16 سبتمبر 2019 - 15:01 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " ولا تدع للجور.. ولا بقية الا أفنيتها ولاركنا الا هدمته " من دعاء عصر الغيبة.

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة ومنها دعاء الغيبة حيث يتلى يوم الجمعة بعد فريضة عصرها ومطلقاً وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا من ذلك الى مقطع يتوسل بالله تعالى ان يعجل ظهور الامام(ع) ويتجه الى الله قائلاً (حتى لا تدع للجور يا رب دعامة الا قصمتها ولا بقية الا افنيتها ولا قوة الا اوهنتها ولا ركناً الا هدمته ولا حداً الا فللته ولا سلاحاً الا اكللته).
هذا المقطع الطويل يتضمن عبارات استعارية متسلسلة تبدو كأنها تصب في معنى مشترك مثل القوة والركن والحد والسلاح ولكن في الواقع كل واحد من هذه المصطلحات له دلالته ونكاته التي سنتنور ان شاء الله تعالى على تحليلها ونبدأ ذلك بعبارة ولا بقية الا افنيتها.
من الواضح ان العبارة الاستعارية التي حدثناك عنها في لقاء سابق وهي التوسل بالله تعالى بالا يدع للجور دعامة الا قصمها هذه العبارة تعني الا يدع تعالى لاساس الجور مجالاً الا وهدمه لكن من الواضح كما قلنا ان قصم الدعامة العماد او يعني ازالته نهائياً بل من الممكن ان تظل بقايا منه هذه البقايا او البقية يتوسل الدعاء بالله تعالى الا يسمح لهذه البقية من الجور بالبقاء بل يطالب بافنائها تماماً وهو امر او توسل له مشروعيته دون ادنى شك فما دام الجور وهو العدول عن الحق في التعامل مع المسلمين الحقيقيين اتباع النبي(ص) وأهل بيته عليهم السلام باقياً حتى ما هو القليل او البقايا منه حينئذ فان المجتمع البشري يظل مكابداً من البقية المنحرفة التي تعيث فساداً لذلك فان افناءها هو المتكفل بافناء الجور اساساً وهذا ما يتناسب مع عملية الظهور ونشر العدل في المجتمع البشري الذي يرث الارض، بعد ذلك نواجه عبارة تقول ولا قوة الا اوهنتها فماذا تعني هذه العبارة بعد ان عرفنا ان البقية من المنحرفين سوف يفنيهم الامام(ع)؟
ان الجور وهو العدول عن الحق له مصاديق متنوعة كما ان سائر انماط الشر لها مصاديقها المتنوعة ايضاً من هنا فان الارض الممتلئة جوراً او شراً مطلقاً من الممكن ان تختفي منها قوة صغرت او كبرت هذه القوة من الممكن ان تمارس فاعليتها في ميدان الجور او الشر مطلقاً لذلك فان الشر لظاهرة العدل او الخير المطلق في الارض من خلال ظهور الامام(ع) هذا النشر لمبادئ الخير يتطلب القضاء على اية قوة مختفية او متربصة لممارسة الجور او الشر ثم نواجه عبارة استعارية هي ولا ركناً الا هدمته فماذا تعني هذه الاستعارة الجديدة؟
الركن هو المكان المتحصن الذي يتجه ويركن اليه ومما لاشك فيه ان الجور او الشر المطلق اذا كان في بعض انماطه يتناسب مع كونه عماداً للبيت مثلاً او كان نمط منه يتناسب مع قوة متربصة فيه فان بعضاً منه قد يتحصن في ركن من مساحة البيت بيت الجور او الشر بصفة ان الكفر ملة واحدة وله مصاديق وفئات وجماعات ومؤسسات متنوعة داخل البلد وخارجه ومجتمعاتنا المعاصرة مليئة بهذه الجماعات المنحرفة في شتى انماطها من هنا فان الدعاء الذي نتحدث عنه حينما يضيف الى ما تقدم من التوسلات بالله تعالى بان يقصم دعامة الجور وبقيته وقواه الاخرى يضيف الى ذلك اية قوة يمكن التحصن بواسطتها بحيث يركن اليها الشر وبهذا يكون الدعاء قد عرض لانماط مختلفة من قوى الشر بالاضافة الى ما سنلاحظه من القوى الاخرى فيما نحدثك عنها في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى.
بهذا امكننا ان نتبين جانباً من مقطع الدعاء حيث ينبغي على القارئ لهذا الدعاء ان ينتبه على النكات المذكورة حتى يتفاعل مع مضمون الدعاء بشكل افضل ومن ثم يكون دعاؤه او توسله بالله تعالى بتعجيل ظهور الامام(ع) متناسباً مع وعيه بهذه الحقائق.
اخيراً نسأله تعالى ان يوفقنا لممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة