البث المباشر

شرح فقرة: "فأخرج عنا بفتح منك تعجله.."

الإثنين 16 سبتمبر 2019 - 13:39 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " فأخرج عنا بفتح منك تعجله " من دعاء عصر الغيبة.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة ومنها دعاء الغيبة غيبة الامام المهدي(ع) وهو دعاء يقرأ بعد فريضة العصر من يوم الجمعة وسائر الاوقات وقد حدثناكم عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا من ذلك الى مقطع جديد هو (اللهم انا نشكو اليك فقد نبينا وغيبة امامنا وشدة الزمان علينا، ووقوع الفتن بنا وتظاهر الاعداء علينا ...الخ). هذا المقطع من الدعاء ينسحب على الحياة المعاصرة بوضوح من حيث شدة الازمنة ووقوع الفتن وتظاهر الاعداء ...
والمهم هو ان صاحب الدعاء عندما يصوغ لنا هذا الدعاء وامثلته يحشده بمفهومات ومحتويات تنسحب بعضها على ازمنة القارئ في مختلف مراحل العصور وينسحب بعضها الآخر على آخر العصور وكما هو ملاحظ في فترتنا المعاصرة والمهم هو ملاحظة ما ورد في هذا المقطع وهذا ما نبدأ به الان ...
العبارة الاولى من المقطع تقول (اللهم انا نشكو اليك فقد نبينا)(ص) عاش فترة خاصة من الزمن وحينئذ فان الاجيال التالية لزمنه(ص) تحيا به كما هو واضح بلا معاصرة لزمنه، فلماذا او ما هي النكتة الكامنة وراء العبارة القائلة انا نشكو اليك فقد نبينا؟ مع انه(ص) مفقود في العصور التالية من وفاته لحد الآن؟
لا يطول التأمل طويلاً حتى نكتشف الاجابة عن السؤال المتقدم وهو ان وجود النبي(ص) من حيث الحضور له بركته العظيمة لان مجرد وجوده الفوري كافٍ لان ننعم بشعاعه بل ان حضورنا عنده والاستغفار منه، كاف بدوره لان يمسح ذنوب الناس، من هنا فان فقدانه يجسد خسارة كبيرة لنا ولكن المحبة والالتزام بوصاياه كاف بدوره في اغداق نعمه علينا. وهذا فيما يتصل بالنبي(ص)... ولكن ماذا بالنسبة الى العبارة الثانية وهي (غيبة امامنا)؟ هذا ما نحدثك عنه الآن ...
مما لا شك فيه، ان غيبة الامام(ع) وهو حاضر في الازمنة مطلقاً منذ ولادته وحتى ظهوره هذا الغياب مع حضوره او حضوره مع غيابه ينطوي على اسرار متنوعة بيد ان تلهفنا الى وراثة الاسلاميين للارض تبعاً لوعده تعالى تجعلنا شاكين الى الله غيبة الامام المهدي(ع) وذلك لان وراثة الارض تتم وظهوره(ع) وقضائه على الانحراف في العالم وهذا ما يجسده معنى شكوانا الى الله تعالى من غيبة الامام(ع) ... وهذا ما يتصل بغيبته(ع)، ولكن ماذا بالنسبة الى سائر الفقرات التي تتحدث عن الشكوى ايضاً وفي مقدمتها عبارة وشدة الزمان علينا؟ هذا ما نحدثك به الآن ايضاً ...
من البين ان الحياة حافلة بالشدائد وهي سجن المؤمن ولكن ثمة شدائد فردية وشدائد اجتماعية وهذه الاخيرة هي المستهدفة في فقرة الدعاء المذكورة ان شدة الزمان تتمثل ـ بلا شك ـ في الانحرافات البشرية بعامة أي في طغيان الكفر والنصب ونحو ذلك من الشدائد التي تعصف بالطائفة ... الطائفة الحقة طائفة النبي(ص) واهل بيته عليهم السلام والا فان الطوائف المنعزلة عن اهل البيت عليهم السلام والطوائف الكتابية والملحدة واللامنتمية...الخ، لا يحيا الا بمتاع الدنيا.
والمهم هو ان الشكوى الى الله تعالى من شدة الزمان تظل متمثلة بنحو عام في محاربة قوى الانحراف للطائفة المحقة، ومن ثم عدم الالتزام بمبادئ الله تعالى الحقة وهذا ما يفسر لنا معنى الشدة في زماننا وسنرى ان عبارات اخرى تفرد شدائد معينة وتخصها بالذكر وهو ما نحدثكم عنه لاحقاً ان شاء الله تعالى.
ختاماً نسأله تعالى ان يعجل لوليه الفرج وان يوفقنا لخدمته ولممارسة عملنا العبادي والتصاعد به الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة