البث المباشر

شرح فقرة: "اللهم انا نشكو اليك ..ووقوع الفتن بنا..."

الإثنين 16 سبتمبر 2019 - 13:35 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " اللهم انا نشكو اليك ..ووقوع الفتن بنا " من دعاء عصر الغيبة.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة وما تتضمنه من النكات ومن المعرفة العبادية المتنوعة في ميدان العقائد والاخلاق والاحكام ومن ذلك دعاء الغيبة وهو الدعاء الذي يقرأ بعد فريضة العصر من يوم الجمعة ومطلقاً وقد حدثناك عن فقرات متسلسلة منه ووصلنا الى مقطع يتوسل بالله تعالى بان يصلي على الامام المهدي(ع) وبعد ذلك يقول (اللهم انا نشكو اليك فقد نبينا وغيبة امامنا وشدة الزمان علينا) وقد حدثناك عن هذه الفقرات من الدعاء في لقاء سابق اما الان فنواصل الشكوى المذكورة بعبارات ووقوع الفتن بنا وتظاهر الاعداء علينا وكثرة عدونا وقلة عددنا، هذه العبارة تحتاج الى توضيح فنقول: العبارات المتقدمة تشكو الى الله تعالى بعد فقد النبي(ص) وغيبة الامام المهدي(ع) وشدائد الزمان تشكو ما يلي: (وقوع الفتن تظاهر الاعداء كثرة العدو قلة عدد المؤمنين) ومع ان هذه الفقرات من الوضوح بمكان الا ان القاء الاضاءات عليها تبلور لنا دلالاتها ونكاتها بشكل اكثر وضوحاً.
فبالنسبة الى الفقرة الاولى وهي وقوع الفتن بنا تعني ان زمننا ومطلق الازمنة مع التأكيد على الازمنة المقاربة لظهور الامام(ع)هذه الازمنة او المجتمعات تواجه فتناً ينعكس مع السلبية عليها دون ادنى ولعلك تسأل عن الفتنة وماذا تعنيها وهو امر لا مناص من الاشارة اليه ولو عابراً الفتنة قد تعني ما هو المشتبه من الامور وقد تعني الانبهار بالشيء وقد تعني الاختبار وهكذا والسياق الذي يتحدث الدعاء فيه يبدو ان مطلق هذه الدلالات من الممكن شمولها للمصطلح المذكور بيد ان الفتنة بمعناها الاول وهو ظهور التيارات المتضاربة وعدم يقينية سلامتها ونحو ذلك هو المعنى المطلوب بالنسبة الى فقرة وقوع الفتن بنا.
ومن البين ان الفتنة بعامة لا يكاد يسلم منها الا من اوتي حظاً وموفقية من الله تعالى وسبب ذلك هو ما يقترن بها ـ كما قلنا ـ من شبهة او لبس او ضبابية ونحو ذلك، من هنا نجد ان الامام علياً(ع) ينصحنا بان نتجاوز الفتن ونكون حينئذ لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب أي نتجاوزها ولا نتدخل في تيارها.
واما بالنسبة الى الفقرة الاخرى وهي (وتظاهر الاعداء علينا) فأمر نحياه بوضوح في حياتنا المعاصرة وان كان ذلك يتفاوت من زمن الى آخر بصفة ان اعداء المذهب الحق لا يخلو منهم زمان دون سواه، وها نحن نجد بوضوح كيفية تكالب قوى الشر على الطائفة المحقة سواءاً كانت من القوى الكافرة او المدعية للتوحيد، حيث ان القتل والخطف والتمثيل بالضحايا اصبحت حوادث يومية فيما لا تطال الا اتباع المذهب الحق.
تبقى العبارتان القائلتان وكثرة عدونا وقلة عددنا وهذا ايضاً له وضوحه في مجتمعاتنا فاتباع الطائفة المحقة وان كانت في مجتمع دون آخر تزيد مثلاً على المنحرفين ولكن بنحو عام فان المنحرفين هم اكثر عدداً من الاسوياء في كل زمان ومكان ويكفي ان نتذكر الآيات القرآنية الكريمة التي طالما تشير الى ان اكثر الناس لا يعلمون لا يعقلون لا يشكرون لا يفقهون، لذلك فان الشكوى التي يتقدم بها الدعاء الى الله تعالى من حيث كثرة عدونا وقلة عددنا تظل من الوضوح بمكان وهو امر يحمل قارئ الدعاء على التوسل بحرقة في هذا الميدان.
بعد ذلك نواجه مقطعاً جديداً يترتب على الشكوى السابقة حيث يقول (فافرج ذلك بفتح منك تعجله، ونصر منك تعزه ...الخ) وهذا ما نحدثك عنه في لقاءات لاحقة ان شاء الله تعالى.
اما الآن فنختم حديثنا بتوسل آخر هو ان يوفقنا الله تعالى الى ان ندرك زمن الفرج والعز بظهور الامام المهدي(ع) ومن ثم نتوسل بالله تعالى بان يوفقنا الى ممارسة وظيفتنا العبادية والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة