البث المباشر

شرح فقرة: "وأجعل ذلك منا خالصاً من كل شبهة.."

الإثنين 16 سبتمبر 2019 - 13:23 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " وأجعل ذلك منا خالصاً من كل شبهة " من دعاء عصر الغيبة.

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة ومنها دعاء الغيبة وهو احد ادعية زمان الغيبة، حيث يقرأ بعد فريضة العصر من يوم الجمعة كما يقرأ في مطلق الازمنة، وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه وانتهينا من ذلك الى مقطع يقول: (اللهم فصلي عليه ـ أي الامام المهدي(ع) - وعلى آبائه الائمة الطاهرين، وعلى شيعته المنتجبين، وبلغهم من آمالهم ما يأملون، واجعل ذلك منّا خالصاً من كل شك وشبهة ورياء وسمعة، حتى لا نريد به غيرك، ولا نطلب به الا وجهك).
هذا المقطع من الدعاء حدثناك عن شطر منه ونحدثك عن شطره الآخر وهو (واجعل ذلك منّا خالصاً من كل شك وشبهة ورياء وسمعة، حتى لا نريد به غيرك، ولا نطلب به الا وجهك) ... وهذا ما نبدأ به الآن ...
من الواضح ان النادب لشخصية امام العصر(ع) والمتوسل بالله تعالى بان يصلي عليه وعلى آبائه وعلى شيعته انما صنع ذلك ليقول بعده (وبلغهم من آمالهم ما يأملون) واذا كنت متابعاً لحديثنا في لقاء سابق حينئذ ستتذكر بان التوسل بالله تعالى بان يجعل شيعة الامام(ع) يحققون آمالهم، انما تتجسد تلك الآمال بالتوفيق لمشاركة الامام(ع) في حركته الاصلاحية للعالم، والاستشاد بين يديه، والآن اذا عرفنا ذلك نجد ان مقطع الدعاء يتوسل بالله تعالى بان يجعل تحقيق الاماني المذكورة خالصاً من كل شك وشبهة ورياء وسمعة ...الخ.
والسؤال المهم هو هل يتوقع احد من الناس مثلاً او من النادبين لشخصية امام العصر(ع) ان يجعل امله في المشاركة والاستشهاد مقروناً بالشك او الشبهة او الرياء او السمعة؟ هذا ما يحتاج الى توضيح...
لو دققنا النظر بصورة مطلقة في سلوك بعض المجاهدين او المشاركين في معركة ما نجد ان ذلك البعض من الممكن ان يهدف من وراء المشاركة الى كسب التقدير الاجتماعي، او بما انه يعاني من شدائد الحياة ما لا يطيقه حينئذ يتجه الى ساحة المعركة للتخلص من ازمته النفسية او الجسمية مثلاً، وهذا ما حدثنا به التأريخ في تسجيله لامثلة هذه الحالات، ولكن بالنسبة الى ما لاحظناه في مقطع الدعاء حيث يتوسل بالله تعالى بان يصلي على الامام وآبائه عليهم السلام وشيعته المنتجبين وان يحقق من آمالهم ما يأملون فهل ما يأملونه هو امر لا يتصل بالمشاركة والاستشهاد؟ 
ان النص ساكت عن ذلك، ولكن السياق يفسر لنا ما قلناه وهنا يثور السؤال من جديد هل نتوقع من المتمني بان يقاتل ويستشهد ان يصحب تمنيه شك او شبهة او رياء او سمعة؟ للاجابة عن السؤال المتقدم ينبغي علينا ان نوضح ما تعنيه هذه المصطلحات أي معنى الشك والشبهة والرياء والسمعة ...
الشك هو ان يتردد الشخص في امرين احدهما ايجابي والآخر سلبي مثلاً كما لو شك في ان المشاركة في معركة الامام(ع) هي سلوك مقبول او العكس. واما الشبهة فتعني التباس الامر على الشخص بحيث لايستطيع الفرز لما هو حق او باطل او يتسرع مثلاً دون ان يتيقن بمعرفة ما هو الصواب حقاً.
واما الرياء فهو الدخول في عمل من اجل اكتساب التقدير والثواب من الاخرين وليس من الله تعالى. واما السمعة، فهي تتماثل مع الرياء ولكنها تفرق عنه بان الشخص بالاضافة الى قناعته بان العمل هو صواب وحق ولكنه يتطلع في الآن ذاته الى ان يكتسب من وراء ذلك مقاماً اجتماعياً يحمد عليه فيكون الفارق بين الرياء وبين السمعة ان الاول هو عمل للناس والاخر عمل لله تعالى وللناس ايضاً.
وفي ضوء هذه الدلالات نتقدم لملاحظة هذا الجانب من الدعاء وهذا ما نحدثك عنه في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى.
ختاماً نسأله تعالى ان يوفقنا للمشاركة في حركة الامام(ع) والاستشهاد في المعركة والتوفيق لممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة