البث المباشر

شرح فقرة: أنت وسيلتي الى الله وذريعتي اليه

السبت 14 سبتمبر 2019 - 11:06 بتوقيت طهران
شرح فقرة: أنت وسيلتي الى الله وذريعتي اليه

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " أنت وسيلتي الى الله وذريعتي اليه " من دعاء عالي المضامين.

 

نتابع حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها: الدعاء الموسوم بـ(عالي المضامين)، وهو خاص بقراءته بعد الزيارة الجامعة للائمة عليهم السلام،... وقد حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، وانتهينا الى مقطع يقول (انت وسيلتي الى الله تعالى، وذريعتي اليه، ولي حق موالاتي وتأميلي، فكن شفيعي...).
ان هذا المقطع يتضمن جملة عبارات، منها: العبارة القائلة او المتوسلة بالامام المزور(ع) بما ياتي: (انت وسيلتي الى الله تعالى، وذريعتي اليه)... طبيعيا: ان المعنى او الدلالة العامة في هذه الفقرة من الدعاء واضحة، بيد ان السؤال هو: مالفارق بين الوسيلة والذريعة؟
اما عبارة (انت وسيلتي الى الله تعالى) فواضحة، انها تعني بان الامام المزور (ع) هو: الواسطة بين قارئ الدعاء وبين الله تعالى في تحقيق ما يتطلع اليه من الحاجات، الا ان السؤال هو من جديد: ما هو الفارق بين الشطر الاول القائل (انت وسيلتي) والشطر الاخر القائل (ذريعتي) اي: مالفارق بين الوسيلة التي تعني الواسطة، وبين الذريعة الى الله تعالى؟
الجواب هو: ان الذريعة هي الى الشفاعة اقرب منها الى شيء آخر، ولذلك فان المعنى يتحقق على هذا النحو: انت واسطتي الى الله تعالى، وانت تشفع لي عند الله تعلى،... وهذا يعني اننا امام دلالتين: الاولى هي الواسطة بنحو عام، والاخرى: هي المشفعة، اي: ان الواسطة سوف تشفع الى الله تعالى لعبده... وبهذا يتضح الفارق بين العبارتين...
ونتجه الى الشطر الاخر من المقطع، وهو القائل: (ولي حق موالاتي وتأميلي)... فماذا تعني هذه العبارة؟
الجواب هو: ان قارئ الدعاء يتحدث عن حقين له في زيارته 
للامام المزور (ع): الاول هو: موالاته، وهي من الاهمية بمكان، لان الموالاة هي: شرط الايمان بالله تعالى حق الايمان، اي: الايمان المطلوب، والا فان مجرد الايمان بالله تعالى ورسوله (ص) دون اولي الامر الذين امر القران الكريم بطاعتهم يعني: الايمان الابتر، ولعل الحديث الوارد عن النبي (ص) بالايصلوا عليه الصلاة البتراء، اي (اللهم صل على محمد) دون اضافة (وآله) تظل بتراء،... نقول: لعل الحديث المذكور يتداعى بالذهن الى الايمان الكامل غير الابتر، الا وهو اطاعة الله تعالى ورسوله (ص) واولي الامر الذين هم اهل البيت عليهم السلام. 
اذن: الحق الاول هو موالاة قارئ الدعاء للائمة عليهم السلام... ولكن ما هو الحق الاخر الوارد في الدعاء الحق الاخر هو: امل قارئ الدعاء بان يترتب اثر على موالاته،ولذلك قال (ولي حق موالاتي وتاميلي)، اي: بما ان الفقرة التي سبقت هذه العبارة اشارت الى ان الامام المزور (ع) هو: الوسيلة وهو الذريعة الى الله تعالى: حينئذ فان من حق قارئ الدعاء ان يطلب او يتوسل بان يحقق ما يامله من الشفاعة وسائر الحاجات: دنيوياً واخروياً... لذلك فان الفقرة اللاحقة لما تقدم تقول (فكن شفيعي الى الله عزوجل في الوقوف على قصتي هذه، وصرفي عن موقفي هذا بالنجح بما سألته كله برحمته وقدرته).
هذه الفقرات من الوضوح بمكان، انها تتوسل بالامام المزور(ع) ان يكون شفيعاً لقارئ الدعاء، وذلك بان يقف على ما طلبه عند الله تعالى من قضاء حاجاته، وان ينصرف قارئ الدعاء من لحظته هذه بقضاء حاجاته من خلال ايمانه برحمة الله تعالى وقدرته.
ان رحمته تعالى هي المسوغ لا يطلب قارئ الدعاء انجاز حاجاته، كما ان قدرته على ذلك هو المسوغ لتحقيق ذلك، وهذا ما عبرت الفقرات المذكورة عنه حينما قالت (رحمته وقدرته).
اذن امكننا ان نتبين بوضوح جانبا من النكات التي لاحظناها في مقطع الدعاء... ونبقى اخيراً مع آخر مقاطع الدعاء المذكور، وهو ما نحدثك عنه في لقاء لاحق ان شاء الله تعالى.
ختاماً: نساله تعالى ان يوفقنا الى ممارسة الطاعة، والتصاعد بها الى النحو المطلوب.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة