البث المباشر

شرح فقرة: يا شاهد، يا ماجد، يا حامد، يا راشد

السبت 17 أغسطس 2019 - 14:49 بتوقيت طهران

إذاعة طهران - ينابيع الرحمة: شرح فقرة: " يا شاهد، يا ماجد، يا حامد، يا راشد " من دعاء الجوشن الكبير.

 

نواصل حديثنا عن الادعية المباركة، ومنها:الدعاء المسوم بـ (الجوشن الكبير)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه، وانتهينا من ذلك الى مقطع ورد فيه: (يا شاهد، يا ماجد، يا حامد، يا راشد،...)، ترى فماذا نستلهم من العبارات المتقدمة؟ 
العبارات المذكورة، وقد سبقتها عبارة (يا واحد) تظل ذات فواصل متجانسة، وحينئذ لا بد وان يكون التجانس بينها من حيث الدلالة متوفراً ايضاً. 
والسؤال هو: ماذا نستخلص من العبارات المذكورة؟ 
بالنسبة الى عبارة (يا شاهد)، لا نحسب انها تحتاج الى توضيح الدلالة، بصفة ان الله تعالى (شاهد) في الحالات مطلقاً، سواء أكان الشاهد يعني، المشاهدة او النظر او كان المقصود، الحضور، ففي الحالتين، ان الله تعالى شاهد على ممارساتنا، على حركة الوجود، وهو (حاضر) في ذلك جميعاً، لا تغيب عنه اصغر ظاهرة. 
واما بالنسبة الى عبارة (يا ماجد)، فان كلمة (ماجد) تعني: العزيز والرفيع، حيث ان لكل منهما دلالته المستقلة، اي العزة والرفعة، ولكن (المجد) يجمع بين دلالتيهما، فتكون الصفة مركبة بالنحو المتقدم، اي: انه تعالى (عزيز) لا يخترقه حاجز، و(رفيع) يتعالى على المخلوقات جميعاً. 
واما عبارة (يا حامد)، فان الكلمة (حامد)، تأتي بمعنى المحمود الذي استحق الحمد بفعاله، وهذا ما استظهره المعنيون بصفاته تعالى، بحيث ينسحب ذلك على ما هو شدة او رخاء، فيكون في الحالات جميعاً موضع استحقاق الحمد حياله تعالى. 
بعد ذلك نواجه عبارة (يا راشد)، فماذا نستلهم منها؟
ان (الرشد) لغوياً هو الهداية، فاذا نقلناها الى ساحة الحق، حينئذ تعني ان الله تعالى هو الهادي الى الحق، وبالفعل، ان الله تعالى بصفته كمالاً مطلقاً، فان هدايته للحق بالنسبة الى الاخرين، يظل من الوضوح بمكان، ولا تحتاج الى تعقيب اكثر من حيث الاشارة الى ان الله تعالى مرشد الى ما هو الخير للمخلوقات جميعاً، وقد ورد في سورة الاحقاف على لسان الحق قولهم ان القرآن الكريم كتاب يهدي الى الحق؟ وورد في سورة الجن قولهم عن القران الكريم «يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ».
اذن، الرشد يظل مظهراً من عظمته تعالى في ماهو خير محض، بالنحو الذي اوضحناه. بعدها نواجه عبارات يختم بها مقطع الدعاء، وهي: (يا باعث، يا وارث، يا ضار، يا نافع، ...). فماذا نستلهم منها؟
بالنسبة الى كلمة (باعث)، فان المعنيين بالمعرفة العقائدية، يشيروة الى ان (الباعث) يعني: انه تعالى (يَبْعَثَ) الخلائق، اي: يبعثهم بعد الموت في اليوم الاخر، من حيث الجزاء، ومن حيث الخلود في المصائر التي ينتهون اليها، جعلنا الله تعالى ممن تنتهي مصائرهم الى رضاه تعالى والى الجنة مع محمد وآله الطاهرين.
واما عبارة (يا وارث)، فان المعنيين بهذا الشان يشيرون بدورهم الى دلالة الكلمة المذكورة، من انها تعني ان الله تعالى هو الذي ترجع اليه المخلوقات بعد موتهم، وبهذا تتناسق الصفة المذكورة (الوارث) مع صفة (الباعث)، حيث ان الباعث يبعث المخلوقات، ثم (يَرِثُ) ذلك، ومن حيث المصائر التي ينتهون اليها.
مرة اخرى نسأله تعالى ان يجعلنا ممن ورثوا رضاه تعالى وجنته، ومصاحبة النبي صلى الله عليه وآله الاطهار، انه سميع مجيب. 
ختاماً يختم مقطع الدعاء بعبارتي (يا ضار، يا نافع)، وهذا ما نحدثك عنه لاحقا ان شاء الله تعالى.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة