البث المباشر

عواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الثلاثاء 28 مايو 2019 - 14:07 بتوقيت طهران

السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته وتقبل منكم جميل إبتغائكم مرضاته بإحياء أزكى شعائره المقدسة المتمثلة في شعائر وليه سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين – صلوات الله عليه -.
معكم أيها الأحبة في الحلقة الثانية عشر من برنامجكم (الإحتجاجات الحسينية) الموضوع الأساس لفقراتها هو عواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجاه الحكام خاصة، وصفات الخليفة الحق لرسول الله – صلى الله عليه وآله – يشاركنا في ذلك مشكوراً الباحث الإسلامي من لبنان سماحة الشيخ خضر نورالدين.
ونبدأ بتلاوة الفقرات التالية من الزيارة الجامعة المشيرة الى المحور المتقدم فنخاطب الحسين وآل الحسين قائلين:
"اَلسَّلامُ عَلى اَئِمَّةِ الْهُدى، وَمَصابيحِ الدُّجى، وَاَعْلامِ التُّقى، وَذَوِى النُّهى، وَاُولِى الْحِجى، وَكَهْفِ الْوَرى، وَوَرَثَةِ الاَنْبِياءِ، وَالْمَثَلِ الاَعْلى، وَالدَّعْوَةِ الْحُسْنى، وَحُجَجِ اللهِ عَلى اَهْلِ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَالاُولى وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمَساكِنِ بَرَكَةِ اللهِ، وَمَعادِنِ حِكْمَةِ اللهِ، وَحَفَظَةِ سِرِّ اللهِ، وَحَمَلَةِ كِتابِ اللهِ، وَاَوْصِياءِ نَبِىِّ اللهِ، وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ".
أيها الإخوة الموالون، لقد أصبح عهد المسلمين بعد رحيل النبي المصطفى – صلى الله عليه وآله – عهد خلاف واحتجاج، ومناظرات وحوارات حول الخلافة وشروطها، ومن هو الأولى بها، والأحق والأنسب لها، ودخلت أطراف الخلاف في مناقشات تقدم أدلتها، وإذا كان أهل البيت سلام الله عليهم قد سحبت منهم الخلافة، فإن ذلك لا يعني سقوط حقهم فيها، كما لا يعني ترك بيان أحقيتهم فيها، وتقديم أدلتهم في أوليتهم بها.
وقد كان لأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه خطبه وبياناته المثبتة في (نهج البلاغة – ومنها: خطبة القاصعة، والخطبة الشقشقية المجللة)، كما كان للإمام الحسن الزكي المجتبى سلام الله عليه خطبه وبياناته الواضحة – لا سيما بعد معاهدة الصلح التي نقضها معاوية بن أبي سفيان، وتزعّم الشام، وواصل تمرده على الخلافة الإسلامية، مستقلاً معانداً، بل ومحارباً للإسلام والمسلمين في جهات وجبهات عديدة.. عقائدية وعسكرية وطائفية واجتماعية!
ولم يترك معاوية حال المسلمين سيئاً فحسب، بل أراد به الأسوأ حين خلّف من بعد يزيد ابنه على الرقاب، حيث أخذ له البيعة بالتهديد على ولاية العهد قبل موته، فإذا هلك أرسل الى يزيد – زلم يكن في دمشق، بل كان بين أحضان النصارى يعاقر الخمرة ويسرح مع المغنين والقيان في مجالس اللهو والفساد – فتقدم الى كرسي الخلافة المغصوبة ليواصل نهج أبيه ويزيد عليه، وكأن معاوية علم أن ابنه على جرائمه يزيد! فسماه بيزيد!
ولم يكتف هذا بأن يدعي خلافة رسول رب العالمين، وأن يلقب نفسه بأميرالمؤمنين، وأن يجعل الناس عبيداً له وإن كانوا مسلمين، بل تجرأ على أولياء الله يطالبهم بالبيعة، وهنا لابد أن يظهر سيد الشهداء أبوعبدالله الحسين صلوات الله عليه الى ساحة الجهاد والمجاهدة، وإن كان فيها القتال والشهادة..
لأن الأمور أخذت تنجر الى تحريف الإسلام وتجهيل المسلمين، وتشويه الدين وتذليل المؤمنين، وطمس معالم النبوة والإمامة والأصول والفروع وتغييبها عن الحياة.. فتقدم سيد شباب أهل الجنة سلام ربنا عليه ليحتج على بيعة يزيد، بل على شخص يزيد، في صيغ تعريفية متعددة، نتبينها – أيها الإخوة الأحبة – في عدة نصوص إحتجاجات الإمام الحسين عليه السلام وكلماته المبينة لعلل قيامه المقدس ورفضه مبايعة الطاغية يزيد مشيراً – عليه السلام – الى موقفه هو مصداق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفي خضم ذلك حذر صلوات الله عليه المسلمين بمختلف أجيالهم من عواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وقدم لهم دروساً خالدة تشتد حاجتهم إليها في كل زمان ومنها عصرنا الحاضر؛ نستمع لما يقوله بهذا الشأن ضيفنا الكريم سماحة الشيخ خضر نور الدين الباحث الاسلامي من لبنان.
نور الدين: بسم الله الرحمن الرحيم أولاً السلام عليكم وعلى كل المستمعين الكرام وعظم الله أجورنا واجوركم بالامام الحسين عليه السلام وبأهل بيته واصحابه. بشكل عام ثورة الامام الحسين عليه السلام تنتقل من قوله "ماخرجت أشراً ولابطراً ولكن خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر" فهي بالتالي رسالة لكل الناس ولكل الأجيال، وندخل مباشرة دون الدخول في التفاصيل لأن الوقت قصير الى واقعنا الحالي. هنالك فهم عن المنكر الذي يعمل المؤمنون عادة عليه وكأنه منحصر على مسائل لها علاقة بإرتكاب المعاصي كشرب الخمر او الزنا وغيره مثلاً، هذا صحيح وجيد ولكن من المنكرات الكبرى والتي تؤثر على كل الناس وعلى كل المجتمع الاسلامي هو موضوع الظلم، الظلم قبيح، موضوع الاستعمار، اللعب بمصير الشعوب واللعب بمصير الناس، إستعباد الناس وعملية الإقطاع السياسي التي تمارس عند الكثير من الأمم، التحكم بخيرات الناس وكأنها خيرات شخصية. هذه للأسف من المنكرات وهذا موضوع قليل من يقف عنده. نجد وعاظ السلاطين على الشاشات وفي المناسبات العامة والرسمية يتبنون الأمر ويدافعون عن النهي عن المنكر وهم في الواقع يعيشون في قلب المنكر ويتحدثون عنه. هنا أود أن أؤكد على هذا الموضوع وأعود الى الامام الحسين عليه السلام، كان يزيد بن معاوية يريد التسلط على السلطة بإسم النبي وبإسم الاسلام وبإسم الخلافة وأي منكر اعظم من هذا المنكر فكانت ثورة الحسين عليه السلام لتستيقظ الأمة على حقيقة يزيد بن معاوية الذي قتل إبن بنت النبي، لو كان هو حقيقة حريصاً على دين النبي والنبي لكرم سلالة النبي وحرم النبي. بهذا انتصر دم الحسين على السيف وإنقلبت الآية بأن يعود الناس لأحكام الدين الى غير السلاطين ولايعودون الى من سموا أنفسهم بخلفاء النبي والدين. هذا هو الواقع الذي اليوم يجب أن يقف إزاءه المسلمون، الرئيس الفلاني، الملك الفلاني، الأمير الفلاني والرئيس المؤمن وما يقال من مصطلحات وهم يعملون على نهب خيرات الناس وعلى ظلم الناس وضرب الناس وسجن الناس وبيع مستقبل الأمم ومستقبل الأمة كأمة اسلامية الى الغرب من خلال التعاطي الأعمى مع هذا الغرب الذي يتحمل مسؤولية كل الجرائم التي نعيشها اليوم في فلسطين بشكل خاص وفي كل بلادنا العربية والاسلامية التي تعاني من المشاريع الأمريكية والغربية. على الانسان المسلم اليوم أن يلتفت الى أن من اعظم المنكرات هي السكوت على الظالم، هناك حديث واضح "أعظم جهاد كلمة حق بوجه سلطان جائر". من هنا أؤكد ولاأطيل بعد على اننا اذا أردنا إحياء عاشوراء عملياً والاستفادة من ثورة الامام الحسين عليه السلام عملياً علينا أن نعمل على التحرر من الهيمنة الغربية والاستعمار، علينا أن نبتعد عن كل أشكال الفتن التي يعمل عليها الاستعمار للتفرقة بين المسلمين، علينا أن نعمل على الوحدة بين المسلمين، علينا أن نعطي للحج مكانته ولكل مناسبة من مناسباتنا الدينية مكانتها الحقيقية. المسلمون اليوم يجتمعون تحت كلمة لا إله إلا الله لكنهم يتقاتلون بإسم الدين وبإسم الله وتحت شعار الله أكبر، هذا فعل الغرب ومنكر بحد ذاته وعلى العاقل أن يحرم هذا الموضوع وخصوصاً يحمل المسؤولية لكل العلماء ولكل النخب بتبليغ وتبيان أحكام الدين. وصلى الله على محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المحاور: كانت هذه مستمعينا الأفاضل توضيحات سماحة الشيخ خضر نور الدين الباحث الاسلامي من لبنان بشأن ما نستلهمه اليوم من تحذيرات الامام سيد الشهداء صلوات الله عليه الأمة من عواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فشكراً لسماحته ونتابع من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقديم الحلقة الثانية عشرة من برنامجكم الاحتجاجات الحسينية.
كانت هذه مستمعينا الأفاضل توضيحات سماحة الشيخ خضر نور الدين الباحث الإسلامي من لبنان، بشأن ما نستلهمه اليوم من تحذيرات الإمام سيد الشهداء – صلوات الله عليه – الأمة من عواقب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فشكراً لسماحته.. ونتابع من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقديم الحلقة الثانية عشر من برنامجكم (الإحتجاجات الحسينية)..
إخوتنا الأعزة.. حينما عرض والي المدينة (الوليد بن عتبة) أمر يزيد بأخذ البيعة له من الإمام الحسين، أجابه أبوعبدالله الحسين – عليه السلام – بهذا القول الحازم الحاسم الكاشف: "إنا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الرحمة. بنا فتح الله وبنا يختم". والى هنا لم يتوقف الإمام الحسين عن التعريف الإحتجاجي، بل واصل كلامه ليجعل الصورة كاملة من خلال مقارنة إحتجاجية، حيث قال: "ويزيد رجل شارب الخمر، وقاتل النفس المحترمة، معلن بالفسق"، ثم حسم سلام الله عليه الموقف قائلاً: "ومثلي لا يبايع مثله!"..
هكذا روى الطبري في (تاريخ الأمم والملوك)، وهكذا روى ابن الأثير في (الكامل في التاريخ) أيضاً.. أما الخوارزمي الحنفي فقد روى في (مقتل الحسين عليه السلام) أن مروان بن الحكم لما دعا الحسين الى بيعة يزيد وقد وصفه بأميرالمؤمنين وأنه ينبغي النزول عند أمره، أصبح الأمر يستدعي التنكيل والإستخفاف والسخرية والأسف، حيث أجابه عليه السلام بأمرين: الأول – أن يزيد هو أقل من أن يظهر نفسه للناس، فضلاً عن أن يدعي خلافة رسول الله، وأنه أذل من أن يحاجج خلفاء رسول الله، وهو هو كما يعلم الناس.
والأمر الثاني – هو أن هنالك حكماً شرعياً يحرم سلكة الأدعياء والطلقاء وتحكمهم على رقاب المسلمين، فضلاً عن أن يدعوا إمرة المؤمنين!
فكان جوابه سلام الله عليه لمروان، إحتجاجاً على دعواه وادعائه ودعوته:
"إنا لله وإنا إليه راجعون! وعلى الإسلام السلام إذا بليت الأمة براع مثل يزيد!!".
ولم يكتف أبوعبدالله عليه السلام بهذا، بل قالها كلمة فصلاً شرعيةً قطعة: "ولقد سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: "الخلافة محرمة على آل أبي سفيان، فإذا رأيتم معاوية على منبري فابقروا بطنه" وقد رآه أهل المدينة فلم يبقروا، فابتلاهم الله بيزيد الفاسق!".
وهنا ألزمهم الإمام الحسين سلام الله عليه حجة أخرى، بل حججاً شرعية أخرى، وهي: ليست وجوب نبذهم بيعة يزيد وردها ورفضها، بل كان عليهم أن يردوا زعامة معاوية من قبل، بل كان عليهم أن يبقروا بطنه حينما ورد المدينة واعتلى منبر رسول الله، وهدد الناس، واستخف بالعهود، ودعا الى ملاحقة كل من يميل الى أهل بيت النبوة بالقتل والتشريد وقطع الأرزاق، وتعذيبهم على الظنة والشبهة والسمعة، فكان في كلام الإمام الحسين عليه السلام تذكير إحتجاجي للناسين والمتناسين، وتنبيه إحتجاجي للغافلين والمتغافلين، وإلزام شرعي إحتجاجي لجميع المسلمين..
أجل – إخوتنا الأفاضل الأكارم – لقد أعاد الإمام الحسين صلوات الله عليه ما جاء في الآيات والروايات، وقد أقرّت كتبهم بذلك، ولكن!,,,
ففي ظل قوله تعالى: " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ{۲۸} جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ{۲۹}" (سورة إبراهيم)
روى عالم أهل السنة ومحدثهم المتقي الهندي أن عمر قال: هما الأفجران من قريش: بنو المغيرة، وبنو أمية.
وكذلك روى ذلك الزمخشري في تفسيره (الكشاف) والسيوطي الشافعي في تفسيره (الدر المنثور) فيما أخرج الطبري في تفسيره (جامع البيان – في ظل قوله تعالى "ليلة القدر خير من ألف شهر" أن رسول الله أري في المنام بني أمية يعلون منبره، فشق عليه ذلك فأنزل الله تعالى عليه هذه الآية، قال القاسم: فحسبنا ملك بني أمية فإذا هو ألف شهر.
وعن عبدالله بن مسعود – كما يروي المتقي الهندي – أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: "إن لكل دين آفة، وآفة هذا الدين بنو أمية"..
أما الحاكم النيسابوري الشافعي فقد روى في (المستدرك على الصحيحين) عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:"إن أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمتي قتلاً وتشريداً، وإن أشد قومنا لنا بغضاً بنو أمية، وبنو مخزوم"..
كذلك روى الحاكم في مستدركه عن أبي ذر الغفاري أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: "إذا بلغت بنوأمية أربعين، اتخذوا عباد الله خولا، ومال الله دخلا، وكتاب الله دغلا" كذلك رواه المتقي الهندي في (كنز العمال).
وفي ظل قوله تعالى: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن..) الإسراء:٦۰، فقد يكاد المفسرون يجمعون أن رسول الله قد رأى بني أمية ينزون على منبره نزو القردة.. فساءه ذلك، فكانت تلك فتنة للناس وبلاءً وامتحاناً، هكذا أوردها الفخر الرازي في (التفسير الكبير)، والسيوطي في (الدر المنثور)، وابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة)، وابن كثير في (تفسير القرآن العظيم)، وغيرهم.
أما قوله صلى الله عليه وآله: "إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه" وفي رواية "فابقروا بطنه".. فقد رواه: الذهبي الشافعي في (ميزان الإعتدال)، وابن حجر العسقلاني الشافعي في (تهذيب التهذيب)، والمناوي الشافعي في (كنوز الحقائق)، وجمهرة كبيرة من الحفاظ والمؤرخين والمحدثين والمفسرين، منهم: الطبري، والخطيب البغدادي، والمنقري، والسيوطي، وابن الأثير.. وغيرهم، وفي بعض كتبهم ورد قول الحسن: فما فعلوا ولا أفلحوا.. أما قول الحسين: فابتلاهم الله بيزيد الفاسق!
مستمعينا الأفاضل وعلى ضوء ما تقدم يتضح أن سيد الشهداء – صلوات الله عليه – قد بين في احتجاجاته أن الغفلة عن القيام بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجاه الحكام، خاصة المدعين زوراً لخلافة رسول الله – صلى الله عليه وآله – يستتبع جرأة الحكام على إنتهاك مختلف الحرمات وهضم أبسط الحقوق والتمادي بجميع أشكال الظلم والإفساد.
وبهذه النتيجة ننهي حلقة اليوم من برنامجكم (الإحتجاجات الحسينية) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران شكراً لكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة