البث المباشر

لها يوم ولي يوم

الثلاثاء 23 إبريل 2019 - 16:12 بتوقيت طهران

( الحلقة 46 )

موضوع البرنامج:

لها يوم ولي يوم

السلام عليكم إخوة الإيمان ورحمة الله.
تحية مباركة طيبة نهديها لكم ونحن نلتقيكم على بركة الله ونحن نتابع معاً سفرنا في صحائف سيرة صفيته الكبرى عليها السلام.
سلمان: يا أم أيمن.. سلام عليك يا أم أيمن.
أم أيمن: وعليك السلام يا سلمان.. أبشر هل عاد رسول الله من غزوة ساحل البحر؟
سلمان: أجل يا أم أيمن، ولقد أصاب سبياً منها، ولهذا أسرعت إليك بالمجيء لكي تخبري بنت رسول الله.
أم أيمن: كأنك تريد أن تذهب فاطمة إلى رسول الله وتطلب منه أن يهبها من هذا السبي من تعينها على الخدمة في بيتها.
سلمان: إي والله، هذا هو مرادي فإني مشفق على بنت رسول الله مما تقاسيه من مشاق الخدمة وهي مرضع.
أم أيمن: وأنا مثلك يا سلمان، مشفقة على حبيبتي فاطمة وأتمنى أن تحصل على جارية تعينها ولكني لا أراها ستطلب من رسول الله ذلك هذه المرة.
سلمان: ولماذا يا أم أيمن؟
أم أيمن: أراها يا سلمان وقد رضيت مبتهجة بالدعوات والتسبيحات التي علمها رسول الله عوضاً عن الجارية.
سلمان: لا أدري والله ما أقول يا أم أيمن.. إن الله أعلم بحال صفيته فاطمة وهو أشفق عليها منا.. حسبنا الله.
أم أيمن: يا سلمان.. أقبل يا سلمان لأبشرك.
سلمان: من هذه التي تكلمني من بيت فاطمة.. أم أيمن؟
أم أيمن: نعم يا سلمان.. سلام عليك.. أقبل لأبشرك.
سلمان: وعليك السلام، ومثلك من يبشر بالخير.. ما هي بشراك يا أم أيمن؟
أم أيمن: لقد استجاب الله دعاءنا يا سلمان ورزق بنت رسول الله جارية تعينها.
سلمان: وكيف، هل ذهبت لرسول الله وطلبت منه؟
أم أيمن: لا يا سلمان، بل جاءها رسول الله بجارية طيبة من سبي ساحل البحر ووضع يدها بيدها وقال لها:
يا فاطمة.. هذه لك.. فإني رأيتها تصلي وإني أوصيك بها خيراً.
سلمان: إذاً قد جاءها رسول الله لها بتلميذة تعلمها لا بخادمة.
أم أيمن: الحمد لله على كل حال، تخدمها وتتعلم منها ما الضير في ذلك؟
سلمان: لا والله، بل هذا هو شأن بنت رسول الله.
أم أيمن: أخبرك يا سلمان بما هو أعظم، إن فاطمة لما رأت رسول الله يوصيها بالجارية التفتت إليه وقالت:
لك يا رسول الله علي عهد أن أقسم الخدمة بيني وبينها علي يوم تستريح فيه، وعليها يوم.
أم أيمن: فلما قالت ذلك رأيت عيني رسول الله قد فاضت بالدموع وقال "اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ"(سورة الأنعام۱۲٤)،"ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"(سورة آل عمران۳٤).
ودخلت فضة الجارية بيت فاطمة كأمة وخادمة، فوجدته بيتاً يخدم أهله خدامهم ويجعلون عبيدهم سادة أحراراً.
وتعلمت فضة من مولاتها فاطمة كتاب الله حتى صارت لا تتكلم إلا بالقرآن في العقدين الأخيرين من عمرها كما روى المؤرخون.
فضة: إلهي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي، إلهي ارزقني رضاهما واجزهما عني خير جزاء المحسنين.
أم أيمن: تقبل الله دعاءك يا فضة وأعانك على غربتك.
فضة: عن أي غربة تتحدثين يا مولاتي؟ وهل يذوق طعم الغربة من يعيش في بيت علي وفاطمة؟ لا والله لا أشعر بالغربة ولا بذل السبي وهما يعاملانني كواحدة من أهل البيت.
أم أيمن: ولكني شعرت بلوعة شديدة في دعائك لوالديك تنبأ عن شدة شوقك لهما وتألمك لفراقهما.
فضة: قد ذهبت بك المذاهب يا مولاتي يا أم أيمن إلى غير من قصدت، إنما قصدت بوالدي فاطمة وبعلها فهما يغمراني برأفة لا توجد في أحن والدين على ولدهما.
أم أيمن: صدقت والله يا فضة، فهذا من خلقهما وحري بك أن تشكري الله على هذه النعمة.
فضة: إن كانت ثمة لوعة لدي فهي من أن مولاتي فاطمة تمنعني في يوم استراحتي أن أعينها بشيء وتقسم علي أن أتفرغ فيه لحفظ القرآن والعبادة أو الإستماع لحديثها لي وهي تعمل... فمن له مولاة كمولاتي ومن له مولىً كمولاي.
سلمان: ويحي، هذه بنت رسول الله يسيل من يدها الدم تطحن بالرحى شعيرها والحسين في ناحية الدار يتضور من الجوع ويبكي... لماذا لا تستعين بخادمها فضة.. يا مولاتي يا فاطمة.. يا مولاتي يا بنت رسول الله... رحمك الله يا بنت رسول الله، لقد دبرت كفاك وجرحت وهذه فضة فاستعيني بها.
أجابته عليها السلام: يا عم يا سلمان، لقد عاهدت رسول الله أن تكون الخدمة لها يوماً ولي يوماً، ولن أنقص عهدي، فقد كان أمس يوم خدمتها.
سلمان: أنا مولاتي يا بنت رسول الله، إما أن أطحن الشعير أو أسكت لك الحسين.
قالت عليها السلام: أنا بتسكيته أرفق وأنت تطحن الشعير.
سلمان: هو ذا بلال يقيم الصلاة.. وطحن الشعير لم يكتمل بعد لأذهبن للصلاة خلف رسول الله ثم أعود لإكمال الطحن.
ولما فرغ سلمان من الصلاة رأى علياً، فأخبره بما جرى، فبكى عليه السلام شفقة على البتول وأسرع إلى داره.. وبعد فترة وجيزة عاد يبتسم.
سلمان: ما أجمل ابتسامتك هذه يا علي ما خبرها وقد عدت بها بعد أن ذهبت باكياً؟
وابتسم رسول الله – صلى الله عليه وآله – وأمره أن يحكي ما رآه.
فقال – عليه السلام -: دخلت يا رسول الله، على فاطمة فوجدتها مستلقية على قفاها ومسبحتها تدور في يدها والحسين نائم على صدرها وقدامها الرحى تدور من غير يد.
سلمان: الحمد لله، ما أعجب ما أسمع.
فابتسم رسول الله – صلى الله عليه وآله – ثانية وقال: يا علي أما علمت أن لله ملائكة سيارة في الأرض يخدمون آل محمد إلى يوم القيامة... قد علم الله أن فاطمة متعبة في ابتغاء رضاه.. وإنها لا تفتر عن تسبيحه عزوجل، فرحمها فوكّل جبرئيل يطحن الشعير عنها ووكّل ميكائيل ينيم الحسين ووكّل إسرافيل يسبح عنها ويجعل ثواب تسبيحه لبنت نبيكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة