البث المباشر

إشتداد الفاقة/الإستخارات المهدوية/حكاية عنوانها (غوث الزائرين)

السبت 20 إبريل 2019 - 16:44 بتوقيت طهران

(الحلقة : 426)

موضوع البرنامج:
إشتداد الفاقة
الإستخارات المهدوية
حكاية عنوانها (غوث الزائرين)

أيا ابن رسول الله وابن وصيه

ووارثه في الحكم والعلم والزهد

فديناك طال الإنتظار ولم تحل

بطلعتك الغراء إطلالة الوعد

متى تشرق الدنيا بفجرك أبلجاً

ينير الدجى من طلعة القائم المهدي


بسم الله والحمد لله حبيب قلوب الصادقين، وأطيب صلواته على نبيه المبعوث رحمة للعالمين محمد المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله وبركاته..
أطيب تحية نهديها لكم في مطلع حلقة اليوم من برنامجكم هذا، وقد اخترنا لمطلعه وخاتمته أبياتاً من قصيدة مهدوية للشاعر الولائي المعاصر الأخ محمد صالح جعفر الظالمي حفظه الله.
أما عنوان الفقرة الخاصة بعلامات ظهور بقية الله المهدي الموعود – عجل الله فرجه – فهو:إشتداد الفاقة
تأتي بعدها الإجابة عن سؤال الأخ الكريم حميد عبدالمجيد عن:الإستخارات المهدوية
وحكاية هذا اللقاء عنوانها هو:غوث الزائرين
نرجو من الله تبارك وتعالى لنا ولكم أطيب الأوقات وأنفعها مع فقرات لقاء اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب)
تابعونا والفقرة التالية وعنوانها:
إشتداد الفاقة
روى الشيخ الكليني في كتاب الكافي مسنداً عن الإمام محمد الباقر – صلوات الله عليه – أنه قال:
"إذا رأيت الفاقة والحاجة قد كثرت وأنكر الناس بعضهم بعضاً، فعند ذلك فانتظر أمر الله عزوجل، قال الراوي: قلت: جعلت فداك، هذه الفاقة والحاجة قد عرفتها، فما إنكار الناس بعضهم بعضاً؟ فقال – عليه السلام -: يأتي الرجل منكم أخاه فيسأله الحاجة فينظر إليه بغير الوجه الذي كان ينظر إليه، ويكلمه بغير اللسان الذي كان يكلمه به.
وجاء في رواية النعماني في كتاب الغيبة: "إذا اشتدت الحاجة والفاقة وأنكر الناس بعضهم بعضاً، فعند ذاط توقعوا هذا الأمر صباحاً ومساءً..
وروى النعماني أيضاً بسنده عن الإمام الصادق – صلوات الله عليه - قال: "لابد أن يكون قدّام القائم سنة تجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الأموال ولأنفس والثمرات، فإن ذلك في كتاب الله المبين، ثم تلا الآية "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين".
وجاء في رواية ثانية للنعماني في كتاب الغيبة، والصدوق في كمال الدين والكليني في الكافي، قوله – عليه السلام – في الآية: "إن قدام القائم علامات: بلوى للمؤمنين... بشيء من خوف ملك بني فلان في آخر سلطانهم، والجوع بغلاء أسعارهم، ونقص من الأموال، بفساد التجارات وقلة الفضل فيها، والأنفس، موت ذريع، والثمرات: قلة ريع ما يزرع وقلة بركة الثمار، وبشر الصابرين [أي بشرهم] عند ذلك بخروج القائم.
مستمعينا الأكارم؛ الأحاديث الشريفة المتقدمة نماذج من الأحاديث الشريفة تتحدث عن إحدى العلامات المهمة الحتمية والقريبة لظهور خليفة الله وبقيته المهدي الموعود – عجل الله فرجه – إنها علامة إنتشار الفقر والجوع والأزمات الإقتصادية المتنوعة؛ الى جانب الخوف الشديد من القتل وإنعدام الأمن ونقص الثمرات.
أما كون هذه العلامة من علامات الظهور الحتمية فهو مستفاد بوضوح من قول الإمام الصادق – عليه السلام – في الحديث الثاني "لابد أن يكون قدام القائم سنة تجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل ونقص من الأموال والأنفس والثمرات.
وواضح أن تعبير (لابد من أن يكون) من أقوى التعابير التي تفيد حتمية هذه العلامة، وهو تعبير مستخدم في أحاديث شريفة أخرى عن هذه العلامة.
أما قربها من زمن ظهور المنقذ المحمدي الأكبر – أرواحنا فداه – فهو مستفاد بوضوح أيضاً من قول الإمام الباقر – عليه السلام – في الحديث الأول بعد ذكره أحد مصاديق هذه العلامة: "فعند ذلك توقعوا هذا الأمر – يعني ظهور المهدي القائم – عليه السلام – صباحاً ومساءً.
ولايخفى عليكم – أيها الأفاضل – أن في استخدام هذا التعبير إشارة صريحة الى قرب الظهور، لأن توقع أي أمر صباحاً ومساءً أي في كل وقت يفيد قرب حصوله واحتمال وقوعه في كل وقت؛ يضاف الى تصريح الإمام الصادق في الحديث الثالث بأن تحقق هذه العلامة يقترن بآخر سلطان وحكم بني العباس المتجدد الذي عرفنا من الأحاديث الشريفة التي نقلناها في حلقات سابقة أنه من العلامات القريبة للظهور.
أيها الإخوة والأخوات، هذا بالنسبة لحتمية هذه العلامة وقربها من زمن الظهور المهدوي المقدس؛ أما عن خصوصياتها المستفادة من النصوص الشريفة المتقدمة، فيمكن القول بأنها أولاً تشتمل على أزمة إقتصادية حادة تصيب الكثيرين بحيث تؤدي الى إضعاف التراحم بين الناس حتى ينكر بعضهم بعضاً فراراً من تقديم العون.
وثانياً فإن هذه الأزمة الإقتصادية تشمل المؤمنين أيضاً ولعله بصورة خاصة كما واضح من تطبيق الإمام الصادق – عليه السلام – للآية الكريمة على هذه العلامة وهذه الآية تخاطب المؤمنين، وهذا ما يؤكده – عليه السلام – بتصريحه بأن الخوف الشديد هو من القتل على أيدي بني العباس، أي على أيدي أدعياء الخلافة على منهاج النبوة ونظائرهم من التيارات التي تمثل إمدادات الحاكمين زوراً باسم خلافة رسول الله – صلى الله عليه وآله -.
وثالثاً فإن هذه العلامة تشتد في السنة الأخيرة السابقة للظهور المهدوي المقدس، وتكون مقترنة بنقص الأنفس بالقتل والأمراض، وكذلك تقترن بغلاء الأسعار نتيجة لأشكال الفساد الإقتصادي وفساد التجارات وكثرة الإحتيالات وفساد الإنتاج الزراعي وذهاب البركة من الثمار لعله نتيجة استخدام النفعيين لوسائل تحسن ظاهر الثمرة وتقلل من قيمتها الغذائية.
وبتحقق هذه العلامة يبشر الإمام الصادق – عليه السلام – واقتباساً من الآية الكريمة بالظهور المقدس وفي ذلك إشارة الى قربها منه حيث قال في ختام حديثه:
"وبشر الصابرين عند ذاك بخروج القائم – عليه السلام -
(اللهم أرني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة لمولاي الإمام الهادي المهدي القائم بأمرك صلواتك عليه وعلى آبائه، واكحل اللهم ناظري بنظرة مني إليه، وعجل فرجه، وسهل مخرجه، وأوسع منهجه، واسلك بي محجته وأنفذ أمره وأشدد أزره، وأعمر اللهم به بلادك، فانك قلت وقولك الحق: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس..)
كانت هذه، مستمعينا الأعزاء، فقرات من دعاء العهد المبارك المروي عن مولانا الإمام الصادق – عليه السلام – ومنها ننتقل الى الفقرة التالية من برنامج (شمس خلف السحاب) تستمعون له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
في الفقرة التالية نستمع من أخينا الحاج عباس باقري عن سؤال وردنا من المستمع الكريم الأخ حميد عبد المجيد يقول فيه:
قرأت في كتاب (الصحيفة المهدية المباركة) عدة إستخارات منقولة عن الإمام صاحب الزمان المهدي – عليه السلام – فهل يمكن أن أعمل بها؟
نستمع معاً للإجابة:
باقري: بسم الله الرحمن الرحيم سلام عليكم أيها الأكارم وسلام على اخينا الكريم حميد عبد المجيد. نعم أخ حميد العمل بالإستخارات المروية عن الامام الحجة المهدي أرواحنا فداه أمر أجازه العلماء بملاحظة اليقين عن طريق نقل هذه الاستخارة عن الامام المهدي. الاستخارات التي جمعت في كتاب الصحيفة المهدية هي من الاستخارات المروية بطرق معتبرة كما قالها العلماء الأعلام كما في كتبهم، صاحب الجواهر، السيد ابن طاووس، الشيخ عباس القمي، مجموعة من هذه الاستخارات وهي ايضاً متناسبة وفي بعضها مثلاً الاستخارة بالرقعة التي هي عمل طويل بعض الشيخ يعني بإختلاف الحاجة. الاستخارة هي نوع من الاستعانة، تطبيق للآية الكريمة "إياك نعبد وإياك نستعين" إستعانة بالله تبارك وتعالى في موارد الحيرة، عدم إتضاح الأمر، وجود بعض الشكوك والترديد فيما يرتبط بنتيجة العمل خاصة في القضايا المهمة، اذا ظهرت هذه الحيرة ولم يكن الأمر واضحاً فاللجوء الى الله تبارك وتعالى من أوضح مصاديق الاستعانة به تبارك وتعالى للنجاة من الحيرة وإيكال الأمر الى الله، هي ايضاً من مصاديق التوكل على الله تبارك وتعالى فيعمل بما يخير ويشير عليه الله تبارك وتعالى، نوع من الاستشارة مع احكم الحاكمين وأعلم العالمين، العالم بخفايا الأمور والعالم بما يصلح الانسان. الاستخارات المروية أكثرها والموجودة حالياً والمتداولة بين المؤمنين والمتشرعة والعلماء والفقهاء هي أغلبها مروية عن الامام الحجة سلام الله عليه سواء التي نقلها صاحب الجواهر رضوان الله عليه في موسوعته الفقهية جواهر الكلام او السيد ابن طاووس في فتح الأبواب او العلامة المجلسي في كتاب الاستخارات وغيرها أغلبها مروية عن الامام الحجة. الإجازة عامة في بعضها على الأقل، يعني آية الله الشيخ محمد الغروي في كتاب المختار من كلمات الامام المهدي في الجزء الثاني يصرح بقضية الاستخارة بالمسبحة يقول للإستخارة بالسبحة فلنا طريق مجاز متصل الى الامام المهدي أرواحنا فداه، أجاز لي بعض العلماء به وفي إجازة الآخرين وقد أجزت لهم بإجازتي منه، وكيفيتها، ويذكر هذه الكيفية. يعني من البسملة، يذكر بسم الله الرحمن الرحيم ثم يقول اللهم صل على محمد وآل محمد ثلاث مرات، ثم يقول يامن يعلن إهد من لايعلم، يارب خر لي ما هو الصالح وهنالك ايضاً دعاء أستخير الله خيرة فيها العافية ثم يقبض على السبحة فيعد إن كان فرداً فعل وإن كان زوجاً تركه. المقصود وجود الاجازة العامة في الاستخارات المروية في الكتب والمهم في الاستخارة هو صدق التوجه الى الله تبارك وتعالى وطلب الخير منه وهي من هذه الجهة من مصاديق الدعاء الله تبارك وتعالى والمؤمن موقن بما إستخار العبد عن يقين إلا إستخار الله تبارك وتعالى، هو يعلم لأنه ليس لهواً ولعباً ولاوسوسة وإنما يطلب من الله تبارك وتعالى الهداية والله جل وعلا جعل وسائل متعددة للكشف عن امره يعني ما يأمل به ويهدي به العبد سواء كان بالسبحة او بالقرآن الكريم او إستخارة ذات الرقاع ايضاً مروية عن الامام الحجة سلام الله عليه، كلها وسائل لحصول ومعرفة مايخير الله تبارك وتعالى به على عبده. وفقكم الله أخ حميد عبد المجيد لكل خير وشكراً لكم.
شكراً لأخينا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات؛ وننقله وإياكم الى رحاب الحكايات الموثقة التي تزيدنا معرفة بإمام زماننا خاتم الأوصياء المهدي – أرواحنا فداه – فتابعونا والفقرة التالية تحت عنوان:
غوث الزائرين
الحكاية التالية جاءت – أزاءنا – ضمن المذكرات التي كتبها بخطه العالم الرباني الورع آية الله الشيخ مرتضى الحائري نجل المرجع الزاهد ومؤسس الحوزة العلمية في قم المقدسة آية الله الشيخ عبدالكريم الحائري – رضوان الله عليه – وقد طبعت هذه المذكرات القيمة بعد وفاة الشيخ مرتضى الحائري وبهمة آية الله الشيخ رضا الأستاذي وحملت بالفارسية عنواناً ترجمته هي (سر الأحباء.. وحكايات تجلي العرفان والتوحيد الخالص)؛ قال آية الله الشيخ الحائري قدس سره في مذكراته:
(كنت بالأمس السبت السابع من رجب سنة ۱۳۹۹ للهجرة، ضيفاً على سماحة العالم السيد علي اللواساني في منزله، وهو – حفظه الله – ثقة صادق، وقد نقل لي عن رجل ثقة صادق من أهل منطقة هرات، قوله أن أباه رحمه الله كان من أهل الإخلاص والمودة لأهل البيت – عليهم السلام – حريصاً على التشرف بزيارة مشاهدهم المقدسة – عليهم السلام – ومشياً على الأقدام، على الرغم من بعد المسافة بين بلدته (هرات) وبين العتبات المقدسة في العراق.
وحدث ذات مرة أنه وأثناء تحركه مشياً للزيارة إعترضه فارس ناصبي متعصب بعيد خروجه من هرات، وكان هذا الزائر المخلص يحمل معه عدة من كتب العلامة المجلسي، فقبض الناصبي عليه وانتزع منه الكتب وأخذ يسوقه بعنف الى مكان يعذبه فيه أو يقتله.
ولم تنفع مع هذا الناصبي كل الوسائل التي لجأ إليها هذا الزائر المخلص لكي يتورع عن إيذائه وقتله، فرفض بعنف عرضه عليه بأن يأخذ أمواله ويتركه، ولم يرعو عن إهانة الزائر الموالي لأهل البيت – عليهم السلام – والإصرار على إيذائه.
وفجأة ظهر فارس آخر يرتدي زياً عادياً، أقبل على الناصبي الذي كان يرتدي زياً عسكرياً وهو يحمل السلاح؛ وأمره بحزم وفوراً أن يرجع للزائر ويطلق سراحه، فاستجاب الناصبي كحال طاعة الخادم وكأنه مسلوب الإرادة وأرجع الكتب وخلى سبيل الزائر ليواصل سيره لزيارة العتبات المقدسة لأهل البيت عليهم السلام).
وبعد نقله لهذه الواقعة علق عليها آية الله الشيخ مرتضى الحائري – قدس سره – قائلاً:
(ولا يمكن تفسير هذا الأمر إلا بأن يكون هذا الفارس الموقر الذي ردع الناصبي المتعصب؛ إما خليفة الله المهدي سلام الله عليه أو أحد أنصاره أرواحنا فداه)

إمام الهدى إنا ندبناك منقذاً

يخلص أيدي المسلمين من القيد

ويلبسهم ثوباً من العز سابغاً

ويبني لهم صرحاً من العدل والمجد

فقد سامنا الأعداء خسفاً ولم نجد

سواك لدين الله من ثائر صلد

وأمتنا أضحت فريسة ناهز

وهيهات يبني المجد غير الفتى الجلد


وبهذه الأبيات المؤثرة نصل مستمعينا الأطائب الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (شمس خلف السحاب) إستمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران..
شكراً لكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة