البث المباشر

صدق نية النصرة/ الأنبياء ونصرة المهدي الموعود/حكاية عنوانها (إنها تذكرة)

السبت 20 إبريل 2019 - 15:43 بتوقيت طهران

(الحلقة : 409)

موضوع البرنامج:
صدق نية النصرة
الأنبياء ونصرة المهدي الموعود
حكاية عنوانها (إنها تذكرة)

متى ألملم آمالي فأرسمها

مشارقاً بالغد الوضاء تنفرد

بدولة من خيوط الوحي قد نسجت

ثوب الحياة فلا زيغ ولا صدد

وقائم تسرج الآفاق طلعته

وطوع أمرته الأنحاء والأمد

يقوم بين يديه العدل ملحمة

وجند منهجه الإيمان والرشد


بسم الله وله الحمد والمجد نصير المستضعفين ومنير قلوب الصادقين بمودة واتباع صفوته المنتجبين الحبيب الهادي المختار وآله الأطهار عليهم صلوات الله آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم.. طابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
في لقاء اليوم أعددنا لكم الفقرات التالية
الأولى عن تكاليف المؤمنين في عصر الغيبة وعنوانها:صدق نية النصرة
والثانية عن إجابة سؤال الأخت الكريمة سحر يوسف عن:الأنبياء ونصر المهدي الموعود
والثالثة حكاية موثقة ينقلها أحد العلماء الأبرار – قدس سره – عنوانها:إنها تذكرة
أما الأبيات المهدوية التي استمعتم لها في مطلع اللقاء فهي والمقاطع التي تأتيكم بين المحطات من قصيدة مهدوية لأخينا الأديب الولائي حسين حسن آل جامع حفظه الله تابعونا إذن والفقرة التالية وعنوانها هو:
span class="SUBTITR">صدق نية النصرة
روى الشيخ النعماني في كتاب الغيبة بسنده عن الإمام جعفر بن محمد الصادق – صلوات الله عليه – أنه قال:
"ليعدن أحدكم لخروج القائم ولو سهماً، فإن الله تعالى إذا علم ذلك في نيته رجوت لأن ينسئ في عمره حتى يدركه فيكون من أعوانه وأنصاره.
هذا الحديث الشريف – إخوة الإيمان – هو من الأحاديث الشريفة التي ينبغي لكل منتظر صادق للموعود المحمدي بأن يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، أن يحفظها ويستذكرها باستمرار.
والسر في ذلك أن هذا الحديث الشريف يعينه على التحلي بإحدى أهم صفات المنتظرين الصادقين لظهور خليفة الله المهدي – عجل الله فرجه – وترسيخها في قلبه وعدم الغفلة عنها.
إنها صفة صدق النية في العزم على نصرة إمام زمانه الموعود في أي وقت بإذن الله عزوجل له بإظهار أمره – عجل الله تعالى فرجه الشريف.
وصدق النية عموماً من أهم خصال المهدويين التي علمنا مولانا الإمام المهدي – أرواحنا فداه – أن نستعين بالله تبارك وتعالى للتحلي بها كما يشير لذلك – عليه السلام – في دعائه المشهور الذي يواظب عليه أنصاره وهو الدعاء المعروف بدعاء (توفيق الطاعة) جاء في أوله:
(اللهم ارزقنا توفيق الطاعة وبعد المعصية وصدق النية وعرفان الحرمة)
وواضح أن أوضح مصاديق (صدق النية) بالنسبة للمهدويين هو العزم الراسخ على نصرته – أرواحنا فداه – في كل شأن من شؤونه ومنها مؤازرته على إزالة الظلم والجور عند ظهوره – عجل الله فرجه – والتضحية من أجل ذلك بالغالي والنفيس.
وفي الحديث المتقدم يوصينا الإمام الصادق – سلام الله عليه – بالقيام بأعمال يعبر عنها المؤمن عن صدق نيته هذه، وإعداد ولو سهم هو من باب التمثيل بمثال واضح وليس الحصر والمراد منه التعبير عن صدق النية بإعداد كل ما يحتاجه المؤمن المنتظر للنصرة وبما يتناسب مع حاله.
أيها الأحبة، في تتمة هذا الحديث الشريف يبين مولانا الإمام جعفر الصادق – صلوات الله عليه – الأثر الكريم الذي جعله الله عزوجل للمنتظر الذي يتحلى بصدق النية والعزم على نصرة إمامه حيث يقول: "...فإن الله تعالى إذا علم ذلك في نيته رجوت لأن ينسئ – أي يؤخر أجله – في عمره حتى يدركه فيكون من أعوانه وأنصاره...
إذن فالفوز عملياً بنصرة المهدي الموعود – عجل الله فرجه – هي الثمرة العملية لصدق النية في النصرة بأن يطيل الله عمر المنتظر حتى يدرك ظهوره – عجل الله فرجه - .
وواضح أن التحلي بهذه الصفة يتأكد مع ظهوره العلامات المبشرة بقرب ظهوره – أرواحنا فداه – طبق ما ورد في صحاح الأحاديث الشريفة التي حفظها لنا علماء مدرسة الثقلين، القرآن الكريم والعترة الطاهرة – عليهم السلام - .

ليل يمور وأنواء وعاصفة

تظل من هولها الآمال ترتعد

ما إن تفيق من المأساة في بلد

إلا أعان على ضرائها بلد

متى تمد الحاقيد وهيت له

يد النجاة وكم تثري الوجود يد

والحق قد مد مما ناله رهقاً

كلتا يديه من الألطاف يبترد


نتابع أيها الأكارم ونحن نشكركم على كرم المتابعة حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب).. يأتيكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
أحبتنا من أختنا الكريمة (سحر يوسف) وصلتنا رسالة عبر البريد الإلكتروني إشتملت على سؤالين تقدم الإجابة عن أحدهما في حلقة سابقة وفي هذا اللقاء نقدم الإجابة عن سؤالها الثاني والذي تقول فيه (هل يوجد أنبياء آخرون غير عيسى المسيح وإلياس والخضر – عليهم السلام – سينصرون صاحب الزمان عند ظهوره عليه السلام).
نستمع للإجابة عن هذا السؤال من أخينا الحاج عباس باقري في الدقائق التالية:
باقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام على جميع الأخوة والأخوات وكذلك على اختنا الكريمة سحر يوسف. الأخت سحر فيما يرتبط بسؤالها الثاني الذي عرضته في رسالتها عن الأنبياء الآخرين الذين سينصرون المهدي عند ظهوره، الأحاديث الشريفة ذكرت على نحو الاجمال وذكرت على نحو التفصيل أن لجميع الأنبياء بل للأوصياء ايضاً دوراً في دولة الامام المهدي عليه السلام، دولة اهل البيت عليهم السلام. المفهوم الذي عرضته احاديث أهل البيت عليهم السلام لقضية دولة اهل البيت في آخر الزمان غير المفهوم الذي يمكن أن يتبادر الى الذهن او الذي أشيع من قبل فقهاء السلطان او علماء السلطان إضعافاً لأهمية هذه الدولة في النفوس وبالتالي إضعافاً لأهمية الدولة المهدوية وإنتظار الامام المهدي. الأحاديث الشريفة يؤكد كما قال السيد ابن طاووس رضوان الله عليه في الملاحم أنما بين آدم الى ظهور المهدي سلام الله عليه عشرون ألف سنة، مابين ظهور المهدي الى قيام القيامة ثمانون ألف سنة يعني أربعة أضعاف يعني خمس المدة الزمنية قبل الظهور وأربعة اخماسها بعد الظهور. دولة يحقق الله تبارك وتعالى فيها جميع ما يطمح اليه الوجود الانساني بفطرته سواء على الصعيد الفردي او على الصعيد الاجتماعي. الكثير من الأنبياء لم تتحقق أهدافهم في حياتهم الأولى، يحييهم الله تبارك وتعالى وهذا من أسرار الرجعة في ظل دولة اهل البيت فيكونوا عوناً وأنصاراً للامام المهدي سلام الله عليه في اداء المهمة الالهية الكبرى، هم يساهمون أنصاراً لرسول الله صلى الله عليه وآله، انصاراً لآل رسول الله صلى الله عليه وآله. هذا المعنى أشار اليه أئمة أهل البيت في عدة من الأحاديث الشريفة منها ما ورد في تفسير قوله تعالى في سورة غافر "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد". لاحظوا يوم يقوم الأشهاد، يوم القيامة. وفي الحياة الدنيا، ولكن الكثير من الرسل أستشهدوا ولم ينصروا في الحياة الدنيا لذلك هذا الأمر يشير اليه الامام الصادق، روي في تفسير علي بن ابراهيم في تفسير هذه الآية قال الامام الصادق عليه السلام "ذلك والله في الرجعة، أما علمت أن أنبياء كثيراً لم ينصروا في الدنيا وقتلوا والأئمة بعدهم قتلوا ولم ينصروا" هذا وعد الهي بأن ينصرهم في الحياة الدنيا، هذا الوعد اللهي يحققه الله تبارك وتعالى والله لايخلف الميعاد وذلك عند ظهور الامام المهدي. هنالك ايضاً مجموعة من الأحاديث والروايات الشريفة رويت عن الامام الباقر، عن امير المؤمنين صلوات الله عليه قضية نصرة النبيين، "واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لنا معكم لتؤمنن به ولتنصرنه" هذه الاية الكريمة الامام امير المؤمنين يصرح بشأنها بأن جميع الأنبياء سوف يحييهم الله تعالى حتى يجاهدوا ويقاتلوا نصرة للنبي الكرم صلى الله عليه وآله وذلك في دولة الامام المهدي سلام الله عليه وهو خاتم الأوصياء المحمديين. الامام الباقر يكمل يقول "ليبعثهم الله أحياءاً من آدم الى محمد صلى الله عليه وآله، كل نبي مرسل يضربون بين يدي القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف" اذن نعم هنالك على نحو العموم جميع الأنبياء وهنالك ايضاً ذكر لأنبياء على نحو الخصوص ورد مثلاً ذكر دانيال النبي، ذكر يونس أن يخرجان مع امير المؤمنين وكذلك بالنسبة لأنبياء آخرين رزقنا الله وإياكم أيها الأحبة نصرة مولانا المهدي في غيبته وفي ظهوره.
كانت هذه إجابة النصوص الشريفة على سؤال الأخت الكريمة سحر يوسف بشأن نصرة الأنبياء للمهدي المنتظر – عجل الله فرجه – لخصها أخونا الحاج عباس باقري فشكراً له...
أما الآن فقد حان موعدكم أيها الأحبة مع حكاية لقاء اليوم من حكايات الفائزين بالشفاء من الله ببركة التوسل إليه بخليفته صاحب الزمان أرواحنا فداه، تابعونا وهذه الحكاية الموثقة التي إخترنا لها عنوان:

إنها تذكرة


أيها الأطائب، ناقل الحكاية التالية هو أحد العلماء المهدويين الأجلاء في القرن الهجري الرابع عشر وكان هو وعائلته قد شهدوا تفصيلاتها عن قرب ويعرفون صاحبتها وعائلتها وهي من العوامل المؤمنة.
هذا العالم الجليل هو آية الله الشيخ محمد باقر رشاد الزنجاني – قدس سره – وهو من أفاضل تلامذة آية الله الشيخ محمد تقي الشيرازي صاحب فتوى ثورة العشرين ضد الإستعمار الإنجليزي في العراق وبعد آية الله السيد أبوالحسن الإصفهاني في قدس سره وغيرهما وكان – رضوان الله عليه – من العلماء العاملين وله يربو على (۲٤) مؤلفاً إسلامياً خصص عدة منها لما يرتبط بالعقيدة المهدوية مثل كتاب (البرهان القاطع على النور الساطع) ومثل مصنفه المهم في بركات دعاء الندبة ومثل رسالته المشهورة باسم (البشارة) وفيها نقل الحكاية التالية؛ وقد توفي – رضوان الله عليه – في العشرين من شهر رمضان سنة ۱۳۹٤ للهجرة ووري جثمانه في النجف الأشرف في جوار مشهد أميرالمؤمنين – صلوات الله عليه - .
قال – رضوان الله عليه – في مقدمة نقل لهذه الواقعة:
(لقد كنت أنا وعائلتي وأرحامي من أهل زنجان شهود عيان لهذه الحكاية، ولذلك دفعني إيماني وولائي وحبي لأهل البيت – عليهم السلام – بأن أنقلها لمحبيهم مرفقة بالوثائق الطبية المصدقة لشفاء صاحبتها وتقارير الأطباء والصور الطبية لرأسها قبل وبعد شفائها بلطف إمام العصر – أرواحنا فداه – لكي تكون مصداقاً للبشارة القرآنية القائلة "إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا").
أيها الإخوة والأخوات، بعد تلك المقدمة كتب آية الله محمد باقر رشاد الزنجاني – قدس سره – تفصيلات الحكاية مرفقة بصور للوثائق الطبية التي أشار إليها، قال – رضوان الله عليه – ما ترجمته ملخصاً:
(في سنة ۱۳۸۸ الفتاة الكريمة (صديقة) إبنة الحاج جعفر مقدم الزنجاني بأزمات عصبية كانت تسبب لها تشنجات مؤذية وعمرها يومذاك لم يتجاوز ثلاثة عشر عاماً.. كان تسكن مع أبيها في منطقة (أميرية) في طهران، فعرض أبوها حالتها على أطباء طهران الحاذقين، فعالجها على مدى أربعة شهور الدكتور (علي يوشل) والبروفسور الجراح إبراهيم سميعي المتخصص بأمراض المخ والأعصاب، دون نتيجة، ثم عالجها الدكتور بعلاجات متنوعة مضادة للصرع الدكتور صادق الصبا عضو الإتحاد الدولي والهيئة الفرنسية لمتخصصي الأمراض العصبية، وأعانه بالإستشارة الدكتور (رضا خاكي)، ولكن التحسن كان قليلاً جداً في حالة المريضة حتى يئسا من إمكانية متابعة العلاج بالأدوية المضادة للصرع لعوارضها الثانوية المضرة بصحة المرضية، فتوقف العلاج بعد شهرين فأخذت حالة (صديقة) تزداد سوءً)
أيها الإخوة والأخوات، وفي ذروةحالة اليأس من الشفاء بعد اتضاح عجز الطب الحديث عن تقديم العلاج، أنعش الأمل في قلب هذه الفتاة الطيبة ذكر إمامها الرؤوف بقية الله وفي شهر الله... قال آية الشيخ الزنجاني – قدس سره – في تتمة الحكاية:
(من جميل التدبير الإلهي أن اقترن تدهور الحالة الصحية لصديقة الزنجاني بحلول شهر رمضان المبارك حيث تكثر المحاضرات الدينية ومجالس والدعاء والتضرع الى الله وهو موسم نشر العقائد الحقة... كانت هذه الفتاة تحرص على حضور تلك المجالس منذ بدء شهر رمضان سنة ۱۳۸۸ للهجرة وعندما حل يوم الجمعة ركز الخطيب في محاضرته على التوسل الى الله بإمام العصر – أرواحنا فداه – فلجأت صديقة باضطرار متوسلة به – عليه السلام - .
وفي تلك الليلة رأت والدة (صديقة) إبنتها وهي نائمة تجلس على الفراش بعد أن كانت مستلقية كانت تتكلم وكأنها تتحدث مع شخص تراه، قلقت الأم من هذا المشهد لذلك سارعت لسؤال إبنتها عنه فقالت (صديقة):
لقد كان مولاي هنا وقد مسح على رأسي وبشرني بالشفاء الكامل.. لم أعد مريضة!
ومنذ ذلك اليوم زالت علامات المرض ولم يعاودها الصرع بتشنجاته المؤلمة لقد نقلنا تفصيلات هذه الواقعة للدكتور رضا خاكي وسائر من عالجها من المتخصصين فتعجبوا وقاموا بإجراء فحوصات جديدة وتخطيطات دماغية جديدة للفتاة وعندها أعلنوا أن المرض قد زال بالكامل دون أي تفسير طبي والحمد لله رب العالمين).

حجت لكعبته الأرواح مذ علمت

أن المآب عليها هانئ رغد

وأنها البحر بالخيرات عامرة

شطآنه أينما يممته ترد

وأنها زمزم الأنداء مشرعة

ما رد إن جاءها مسترفداً أحد

هي الظماء الى محرابه ازدلفت

القلب والروح والأنفاس والجسد

فحين ينفخ في أصوار دعوته

الى الخلاص فمن أشواقها تفد

فداه أنفسنا والمال والولد

شوقاً لمطلعه الأرواح تتقد


تقبل الله منكم أيها الأحباء جميل الإصغاء والمتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) قدمنا لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. شكراً لكم وفي أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة