البث المباشر

برنامج خاص في ذكرى ولادة الإمام الجواد عليه السلام

الأحد 17 مارس 2019 - 13:13 بتوقيت طهران

عنوان البرنامج : ذكرى مولد الإمام الجواد عليه السلام مقدم البرنامج : أحمد نجف ضيف البرنامج : فضيلة الشيخ صادق أخوان أستاذ الحوزة العلمية من مدينة قم المقدسة

بسم الله الرحمن الرحيم .

ولد الجواد كأنّ نجماً ساطعا خرق الظلام فلم يعدْ بظلام

الكون يزهو و الملائك تحتفي بولادة العلم التقيّ السامي

قرّت له عين الرضا وفؤاده فيض لسعد وافر وسلام

هذا الجواد وقد أهلّ هلاله بالخير والإحسان والإنعام

الباذل المعطاء خيرا مغدقاً للناس إن بعدوا وللأرحام

السلام عليكم أخوة الإيمان و رحمة الله و بركاته . من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ؛ نقدم لكم اصدق التهاني والتبريكات بمناسبة الذكرى السعيدة لميلاد الإمام محمد الجواد صلوات الله وسلامه عليه و على اجداده الطيبين الطاهرين بهذه المناسبة البهيجة . مستمعينا الأعزاء! نلتقيكم في هذاالبرنامج البهيج تحت عنوان :

(عطاء الامام الجواد ع)

لنسلط الضوء على جانب من سيرة و عطاءات الإمام الهمام محمد الجواد وهو تاسع أئمة أهل بيت العصمة والطهارة . فتابعونا حتى نهاية البرنامج وشاركونا بآرائكم المفيدة وافكاركم السديدة على أرقام هواتفنا :

☎22013848 – 22013768 – 22013762 ---- مفتاح البلد 009821

الـــــــواتـــــــســــــاب : 00989388784050

موقعنا علي الانترنت : arabicradio.net

ايـــمـــيــل الاذاعـــة : [email protected] =====فاصل=====

مستمعينا الأكارم !

لقد مرت على اتباع آل البيت (ع) مدة عاشوا فيها القلق والاضطراب. فبالرغم من تجاوز العمر الشريف للإمام الرضا (ع) الأربعين عاماً ، لكن لم تبدُ لهم إمارات ولادة الإمام الخلف للإمام الرضا (ع). فقد تأخرت ولادة الإمام الجواد (ع) والرضا (ع) يعد أصحابه ويؤكد لهم أن خلفه الذي سيحمل عبء الإمامة قادم لا محالة ، لكن زمن نزوله الى ساحة الأمة لم يأذن الله به بعد لحكمة هو أدرى بها. وفعلا ولد عليه السلام في العاشر من رجب سنة 195 ﻫ . ق وتهلل وجه الإمام الرضا (ع) فرحاً بمولده، واستلم المولود الجديد الأرض بمساجده السبعة فور ولادته ، شاهداً بالوحدانية لله ، ولجده محمد(ص) بالرسالة.

كان الإمام الرضا (ع) قد طلب من أخته حكيمة أن تبقى الى جانب زوجته خيزران (أم الإمام الجواد) بعد أن ظهرت عليها إمارات الطلق .

تعجبت حكيمة ، أخت الإمام الرضا (ع)، من هذا النور الذي خرّ ساجداً لربه فور دخوله الى الدنيا . لكن هذا هو دأب الأئمة المعصومين الذين انتدبهم الله ليكونوا حججه على خلقه. فهم ليسوا كباقي الخلق في سلوكهم ، فالامام حتى وهو جنين في رحم امه وعندما يكون رضيعا. وليس عجيباً من الامام أن يهوي ساجداً لله عند ولادته و ينطق بالشهادتين ، فهو أمر ينطوي على إثبات صدقه في إمامته أمام الخلق.

في الكاظميةِ جَنَّةُ الرِّضْوانِ *** منها تفُوحُ نسائمُ المَنّانِ

فبِها أفانينُ النبيِّ كواكِباً *** في مرقدٍ مُستبشِرِ الأركانِ

بابُ المرادُ كبابِ حِطَّةَ مَغْنمٌ *** منهُ الدخولُ الى ذُرى الغُفرانِ

فهناكَ حيثُ القُبَّتانِ جوائزٌ *** تترى يفوز بها بَنو الايمانِ

يا حبذا يومُ الجَوادِ مَواهباً *** في مَولِدٍ هو فرحةُ الأزمانِ

=====فاصل=====

اعزائناالمستمعين الأفاضل!

كان الإمام الجواد (ع) أعجوبة لم تُسبَق بها الأمة الإسلامية. فقد نهض بأعباء الإمامة بعد أبيه الرضا (ع) وعمره تسع سنوات فقط . وهو أمر استدعى التأمل والاستغراب حتى من قبل أتباع الإمام الرضا (ع) حين سئل عمن يخلفه ، فأشار إليه وهو صغير.

نعم! لقد عرفوا من خبر عيسى بن مريم وخبر يحيى بن زكريا عليهما السلام من قبل، وقد قص القرآن الكريم حكايتهما. لكن من طبيعة الإنسان الركون الى المشهود المحسوس، والتعود والحكم على المألوف. غير أنهم بعد أن شاهدوا آيات الله حاضرة ناطقة ، لم يكن أمامهم إلا التسليم.

قال عز وجل في سورة مريم : {فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا}

و ايضا : {يا يَحْيى‏ خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}

كان ذلك ما ميّز الإمام الجواد (ع) من بين الأئمة المعصومين الباقين ، فقد تأخرت ولادته زمناً جعل أتباع أهل البيت في قلق، ثم تقلد الإمامة هو صغير السن، كبير العقل، خارقاً في منطقه وحكمته وعلمه، ثم توفي وهو شاب لا يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره.

رغم أن ابنه الإمام الهادي (ع) تولى الإمامة وهو صغير أيضاً ، لكن خبر تولي الإمام الجواد (ع) الإمامة وهو صغير انتشر وذاع ذكره ، وذلك لأن مركز ذيوعه كان قصر المأمون الذي أقام المناظرة الكبرى الشهيرة بين الإمام الجواد وبين قاضي قضاة العباسيين في حينه يحيى بن أكثم الذي لم يكن يظن أن هذا ((الطفل))ماذا قد يحسن القول لكنه وجد نفسه غارقا في بحر علم الإمام الجواد عليه السلام وعقدت الدهشة لسانه فلم يقدر على الجواب.

فابنُ الرِّضا سِبْطُ النبوَّةِ سُؤْدداً *** وهو الامامُ خليفةُ الرَّحمنِ

من ذا يُداني قدرَ آلِ محمدٍ *** وهم الهُداةُ ورايةُ القرآنِ

فخرْ التقيِّ مُحمدٍ هو أنّهُ *** كنزُ الامامَةَ في دُجى البُهتانِ

حملَ الامانةَ وهو طفلٌ يافعٌ *** فرأوهُ كُفؤً قاطِعَ البُرهانِ

وعلا المنابرَ عالِماً ومُفسّراً *** دانَ البعيدُ لعلمهِ والداني

فخُرَتْ به أركانُ مكة والصفا *** وثرى المدينةِ طاهرَ الوُجدانِ

وبه احتفى العلماءُ في طوسِ الرِّضا *** فهناك مَعْلَمُ والدٍ ومَعانِ

فظلامةٌ القُربى أطلَّتْ مرقداً *** في غُربةٍ بَعُدَتْ عن الأوطانِ

=====فاصل=====

مستمعينا الأعزاء!

لا شك ان الامام الجواد كان بدرجة (الموقنين). فمتى ازدهرت النفس باليقين، واستنارت بشعاعه الوهاج، عكست على ذويها ألوانا من الجمال والكمال النفسيين، وتسامت بهم إلى أوج روحي رفيع ، يتألقون في آفاقه تألق الكواكب النيرة ، ويتميزون عن الناس تميز الجواهر الفريدة من الحصا.

فمن أبرز خصائصهم ومزاياهم ، أنك تجدهم دائبين في التحلي بمكارم الأخلاق ، ومحاسن الأفعال ، وتجنب رذائلها ومساوئها ، لا تخدعهم زخارف الحياة ، ولا تلهيهم عن تصعيد كفاءاتهم ومؤهلاتهم الروحية لنيل الدرجات الرفيعة ، والسعادة المأمولة في الحياة الأخروية.

الإمام الجواد عليه السلام من المتفانين في طاعة الله عز وجل، ابتغاء رضوانه، وحسن مثوبته ، والمتوكلين عليه ، في سراء الحياة وضرائها ، لا يرجون ولا يخشون أحدا سواه ، ليقينهم بحسن تدبيره وحكمة أفعاله.

لذلك تستجاب دعواتهم، وتظهر الكرامات على أيديهم، وينالون شرف الحظوة والرعاية من الله عز وجل.

ويحسن بنا ونحن نتحدث عن الإمام الجواد (ع) و اليقين أن نعرض طرفا من مفاهيم الايمان ودرجاته ، وأنواعه إتماما للبحث وتنويرا للمؤمنين.

حيث يتفاضل الناس في مجتمعنا الحاضر وفي المجتمعات السابقة في درجات الإيمان تفاضلا كبيرا، فمنهم المجلي السباق في حلبة الايمان، ومنهم الواهن المتخلف، ومنهم بين هذا وذاك كما صورته الرواية الكريمة:

عن الإمام الصادق عليه السلام :

إن الايمان عشر درجات، بمنزلة السلم، يصعد منه مرقاة بعد مرقاة، فلا يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شئ ، حتى ينتهي إلى العاشرة، فلا تسقط من هو دونك، فيسقطك من هو فوقك، وإذا رأيت من هو أسفل منك بدرجة فارفعه إليك برفق، ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره، فإن من كسر مؤمنا فعليه جبره. (اصول الكافي للشيخ الكليني)

وهذه بعض مثل الإمام الجواد ع وقيمه ، وقد رفعته إلى المستوى الرفيع الذي بلغه آباؤه الذين فجرّوا ينابيع العلم والحكمة في الأرض ، ورفعوا مشعل الهداية والإيمان بالله تعالى.

لقد كان الإمام الجواد عليه السلام يجسد أروع صور الفضيلة والكمال في الأرض، فلم ير الناس في عصره من يضارعه في علمه ويقينه وورعه، وشدّة تحرّجه في الدين، فقد كان نسخة لا نظير لها في فضائله ومآثره التي هي السرّ في إمامته.

ولقد عجبت الأوساط الإسلامية بالإمام الجواد فقد هالتهم مواهبه، وملكاته العلمية التي لا تحدّ، وهي مما زادت الشيعة إيماناً ويقيناً بصحّة ما تذهب إليه وتعتقد به من أنّ الإمام لابدّ أن يكون أعلم أهل زمانه وأفضلهم وأتقاهم .

طوبى لدجلةَ تحتفي بوديعةٍ *** لمحمدٍ ووصيّهِ المتفاني

فهناك يرقدُ طاهرانِ شَهادةً *** وهما الى العلياء يَرتقيانِ

طاب الثرى بهما وكلُّ قوافِلٍ *** تسعى الىِ اُمثُولة الإنسانِ

بُشرى بمولدكَ الشريفِ إمامَنا *** يا ابنَ الغريبِ أناخَ في إيرانِ

مني السلامُ عليكَ بدراً كاملاً *** ظهرتْ مكارمُهُ بكلِّ مكانِ

يا عترةَ المختار إنّا فرحةٌ *** بولادةِ السبطِ التقيِّ الحاني

جُودٌ اذا طلِبَ المُرادُ بوجهِهِ *** ظِلُّ َيُفِيءُ على اللَّهوفِ الواني

=====فاصل=====

مستمعينا الأعزاء!

يعتبرالإحسان إلى الناس والبرّ بهم من سجايا الإمام الجواد (عليه السلام) البارزة ومن أبرز مناقبه الاخلاقية.

وقد ذكر المؤرخون والرواة بوادر كثيرة من إحسانه كان منها ما رواه أحمد بن زكريا الصيدلاني عن رجل من بني حنيفة من أهالي سجستان قال:

رافقت أبا جعفر في السنة التي حجّ فيها في أوّل خلافة المعتصم فقلت له وأنا على المائدة : (إنّ والينا "جعلت فداك" يتولاّكم أهل البيت ويحبّكم وعليّ في ديوانه خراج ، فإن رأيت جعلني الله فداك أن تكتب إليه بالإحسان إلي.

فقال عليه السلام: لا أعرفه،

فقلت: جعلت فداك انّه من محبّيكم أهل البيت، وكتابك ينفعني.

فاستجاب له الإمام فكتب إليه كتابا جعل الحاكم يرفق به ويكرمه ويحسن معاملته معه.

ونحن في حياتنا المعاصرة ينبغي أن نقتدي بالإمام الجواد (ع) فعندما يكون بإمكاننا مساعدة انسان آخر (مسلما كان أو حتى غير المسلم)ينبغي أن نبادر قبل أن يطلب منا العون أو بعد أن يطلب مساعدتنا ولا نتذرع بذرائع شتي من أجل التخلص أو التملص من تقديم مساعدة نقدر عليها ولو بكلمة طيبة أو اتصال أو رسالة.

مستمعينا الاكارم الي هنا ينتهي برنامجنا . كنا معكم في برنامج (عطاءالامام الجواد ع)

و تطرقنا فيه الي نبذة من حياة ذلك الامام الهمام .علي امل اللقاء بكم في برامجنا القادمة حتي ذلك الحين نستودعكم الله و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .

د.رعدهادي جبارة

احاديث عن الامام الجواد (ع) من كتاب ميزان الحكمة

- كَفى بالمَرءِ خِيانَةً أنْ يكونَ أمينا للخَوَنَةِ .

- نِعمَةٌ لا تُشكَرُ كَسَيِّئَةٍ لا تُغفَرُ .

- العَامِل بالظلمِ، والمُعينُ عليهِ، والراضِي به شُرَكَاءٌ .

- أربعُ خِصالٍ تُعيِّنِ المَرءَ على العمل: الصحّة، والغِنَى، والعِلم، والتوفِيق .

- إنّ لله عباداً يخصّهم بالنعم ويقرّها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها عنهم وحوّلها إلى غيرهم

- من استغنى بالله افتقر الناس إليه، ومن اتّقى الله أحبّه الناس وأن كرهوا .

- لن يستكمل العبد حقيقة الإيمان حتّى يؤثر دينه على شهوته، ولن يهلك حتّى يؤثر شهوته على دينه.

- مَن أَملَ فَاجراً كَان أدنَى عقوبتِهِ الحِرمَان .

- مَنِ استَحسنَ قبيحاً كان شريكاً فِيه .

- اِعلَمُوا أنَّ التقوى عِزٌّ ، وأنَّ العِلم كنزٌ ، وأنَّ الصمتَ نورٌ .

- مَا شَكر الله أحدٌ على نعمةٍ أنعمَهَا عليه إلا استوجَبَ بذلك المَزيد قَبلَ أن يَظهرَ عَلى لسانِهِ.

- العَامِل بالظلمِ ، والمُعينُ عليهِ ، والراضِي بهِ ، شُرَكَاءٌ .

اسئلة خبير البرنامج

- لماذا تزوج الامام الجواد من ابنة قاتل أبيه و ماهي المصلحة في هذا الزواج ؟

- كيف استطاع الامام الجواد (ع) ان يكون اماما للامة مع صغر سنه ؟

- ماهي اهم المصاعب و العقبات التي واجهها الامام (ع) في عصره في طريق نشر الاسلام المحمدي الاصيل ؟

- ماهي اهم النقاط التي يستطيع شبابنا في العصر الحاضر ان يستلهمها من حياة الامام الجواد(ع) مع العلم بان الامام كان اصغر ائمة اهل البيت(ع) سنا في امامته و حتي استشهاده؟

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة