البث المباشر

أفق الهموم الالهية/حوار مع الشيخ علي الكوراني حول آثار دعاء الندبة/وكشف عنهما الهم والغم

الإثنين 11 مارس 2019 - 17:22 بتوقيت طهران

(الحلقة : 245)

موضوع البرنامج:
أفق الهموم الالهية
حوار مع الشيخ علي الكوراني حول آثار دعاء الندبة
وكشف عنهما الهم والغم

مازلت تصنع فلككم لنجاتنا

دسرا بألواح تدقّ بمعصم

إذ كفـّك اليمني تغيث غريقنا

و بكفك اليسري تميز بميسم

في فلكك المشحون ترعي أهله

وتعود مرضاهم بأكمل بلسم

مولاي، فاخلع عن فؤادي حزنه

وأجعل لحزنك لوعتي وتألمي

مولاي وأخلع عنه كلّ سروره

واجعل لفرحتكم صفاء تبسمي

نذر ضلوعي فاتخذها جنّة

لفؤادك الحامي قلوب اليتـّم

أفديك يا روح الاله بمهجتي

يا خير من أسري بروح ميمّم

*******

بسم الله وله الحمد والثناء غياث المستغيثين وعون المستعينين وأزكي الصلوات والتسليم علي مصابيح صراطه المستقيم المصطفي الامين وآله الطيبين.
- مطلع هذه الحلقة من القصيدة المهدوية الغراء، لاحد أدباء الولاء ولنا وقفة عنده تحت عنوان: أفق الهموم الالهية
- يليها إتصال هاتفي بخبير البرنامج سماحة الشيخ علي الكوراني عن سؤال بشأن: آثار دعاء الندبة
- وفي الفقره الاخيرة نتعرف علي مشهد آخر من سيرة مولانا بقية الله (أرواحنا فداه) من خلال حكاية موثقة أخري من حكايات المتوسلين الي الله بوليه المهدي عنوان الحكاية هو: وكشف عنهما الهم والغم

*******

مرة أخري لنا وقفة مع القصيدة المهدوية في معرفة إمام العصر وآداب التمسك بولايته والتي خصصنا لها وقفات عدة في هذا البرنامج وقد إخترنا لوقفة هذا اللقاء العنوان التالي:

أفق الهموم الالهية

يصوّر الأديب الولائي في هذه الأبيات وبلغة فنية مؤثرة بعض ما يتحمله مولانا بقية الله المهدي في عصر غيبته (عجل الله فرجه) وهو يدافع عن الكيان الايماني ويرعاه وينمّيه.
البيت الأول يصوّر توسعة المهدي لسفينة النجاة المحمدية مشيراً بذلك الي ما يقوم به (أرواحنا فداه) في تنمية كيان المؤمنين وتوسيع دائرة أنصار الحق وتوفير سبل إنقاذهم من أشكال المخاطر التي تحيط بهم.
وفي بلاغة فريدة في بيان ما يتحمله (عليه السلام) من أجل ذلك يصف الأديب الولائي بأن الإمام (أرواحنا فداه) يقوم بدق الدسر (أي المسامير) في ألواح سفينة النجاة المحمدية لتوسعتها، يدقها بمعصمه الشريف لأنه (عليه السلام) يقوم في الآن نفسه بأنقاذ غرقي المؤمنين من المخاطر بيده اليمني في حين أن يده اليسري منشغلة بتمييز المعادين بالميسم العلوي الذي يميزهم بعلامات تجعل المؤمنين يحذرون منهم ويجتنبون دعواتهم التضليلية.
وفي الوقت نفسه يقوم (أرواحنا فداه) برعاية من ينقذهم من المؤمنين ويدخلهم في سفينة النجاة المحمدية، فيعالج - بمختلف الوسائل التي تناسب عصر الغيبة - أمراضهم الروحية والمعنوية بأكمل وأنجح العلاجات الإلهية، يقول الأديب مخاطباً إمام العصر (عجل الله فرجه(

مازلت تصنع فلككم لنجاتنا

دسراً بألواح تدقّ بمعصم

إذ كفك اليمني تغيث غريقنا

وبكفك اليسري تميز بميسم

في فلكك المشحون ترعي أهله

وتعود مرضاهم بأكمل بلسم

*******

وفي الأبيات الأربعة اللاحقة من مقطع هذه القصيدة المهدوية، ينبه الأديب الولائي الي ثلاث من ركائز التولي الصادق لإمام العصر أرواحنا فداه.
وهذه الركائز تشكل في الواقع المقومات الأساسية لصفات أنصار المهدي الحقيقيين، لأنها تعبّر عن صدق نصرتهم لله عزوجل وعبوديتهم له وتفانيهم في الدفاع عن قيمه العادلة.
الركيزة الأولي: هي أن يكون الهم الأول والأكبر للمؤمن ليست همومه الشخصية ذات الدائرة المحدودة، بل هموم إمام زمانه (عليه السلام) التي ترتبط بتحقيق الصالح الإنساني العام.
فالإمام المهدي (عجل الله فرجه) يحمل هموم المؤمنين جميعاً ويقوم برعايتهم ودفع الأخطار عنهم كما تقدم، ولذلك فإن من أدب الولاء أن يحمل المؤمن في المقابل همّ إمام زمانه (أرواحنا فداه) ويقتدي به ويؤازره في طلب الخير للمؤمنين والدفاع عنهم قدر إستطاعته.
أما الركيزة الثانية: فهي أن مشاعر المؤمن تابعة لمشاعر إمام زمانه .
أي يتأذي لما يعرف أن صاحب الأمر يتأذي له مثل نزول الأذي بالمؤمنين بل وعموم الناس ويفرح لما يعلم أنه (أرواحنا فداه) يفرح له، مثل فوز أي إنسان برؤية نور الهداية، أو أي مؤمن يفوز بمرتبة أسمي من مراتب الكمال والعبودية لله عزوجل.
والركيزة الثالثة: هي أن يكون عوناً لإمام زمانه في تحقيق أهدافه الإنقاذية السامية مقدماً سلامة إمامه (أرواحنا فداه) علي سلامته الشخصية، وهذه من أهم صفات الأنصار المخلصين.
وهذه الركائز الثلاث للشخصية الإيمانية قد نبهت لها كثيرٌ من النصوص الشريفة، ويجسدها الأديب الولائي بلغة وجدانية مؤثرة وهو يخاطب بقية الله المهدي قائلاً:

مولاي، فأخلع عن فؤادي حزنه

وإجعل لحزنك لوعتي وتألمي

مولاي، وأخلع عنه كلّ سروره

وأجعل لفرحتكم صفاء تبسمي

نذر ضلوعي فاتخذها جنّةً

لفؤادك الحامي قلوب اليتـّم

أفديك يا روح الاله بمهجتي

يا خير من أسري بروح ميمّم

*******

أما الآن ندعوكم للفقرة اللاحقة من البرنامج وفيها إجابات خبير البرنامج عن أسئلتكم بشأن القضية المهدوية.

آثار دعاء الندبة

المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا والسلام على سماحة الشيخ علي الكوراني الذي يتفضل مشكوراً بالاجابة عن اسئلتكم للبرنامج، سلام عليكم سماحة الشيخ الكوراني وعليكم السلام ورحمة الله اخي الكريم.
سماحة الشيخ الاخ باسم الموحد يسلم عليكم ولديه سؤال يتحدث فيه عن حالة روحية يحصل عليها عن قراءة دعاء الندبة، يقول اشعر عند قراءتي لدعاء الندبة تزيد في محبتي وشوقي لمولاي امام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) ولكن سمعت من بعض الاصدقاء ان هذا الدعاء ليس معتبراً، الاخ يسأل عن مدى اعتبار هذا الدعاء الشريف، دعاء الندبة وما هي آثار الالتزام والمواظبة بتلاوته؟
الشيخ علي الكوراني: بسم الله الرحمن الرحيم وعليك وعلى اخينا السلام ورحمة الله وبركاته وهذه الحالة التي ذكرها حالة صحيحة تدل ولله الحمد على ايمانه وشفافية روحه ولا شك ان دعاء الندبة هو مؤثر وله اثر وضعي، الدعاء للمعصوم صلوات الله وسلامه عليه، لأي معصوم لما تدعو له معناه توثق ارتباطك به وهو باب معرفة الله عزوجل، معناه توثق ارتباطك بالله، يغسل الروح، ينقي الذهن والعقل وهذا تأثيراته كثيرة وبالنسبة لسند الدعاء يا اخي الدعاء لا يحتاج الى سند وهذه فتوى فقهاءنا مضافاً الى ان دعاء الندبة انا مطمئن انه من سفراء الامام صلوات الله وسلامه عليه اذن هذا الدعاء لا اشكال في نصه ولا اشكال في تأثيره وهذه المضامين التي في دعاء الندبة حتى لو ان احداً يريد ان يكذب لايستطيع ان يكذب ويقول هذه المضامين خاصة، مستهل الدعاء ومطلعه ومساره عن مقادير الله عزوجل في انبياءه واولياءه ودعاء لله وخطاب للامام صلوات الله وسلامه عليه، انا ادعو اخواني على ان يستفيدوا منه، يقرأوه ويدعو لأمامهم حجة الله في ارضه صلوات الله وسلامه عليه وهذا مؤثر لأن تقوية ارتباطنا بالنبي واهل البيت عليهم السلام هو تقوية ارتباطنا بالله عزوجل بهم عرف الله، بهم عبد الله، هم باب الله سبحانه وتعالى، لا يقبل الله طاعة الا بطاعتهم، لا يقبل منا الا مودتهم ومحبتهم، لا يقبل معرفته الا بالنمط الذي عرفوه به وعلمونا اياه وبنمط العبادة الذي عبدوه به.
المحاور: سماحة الشيخ علي الكوراني الاخ باسم الموحد يقول في تتمة رسالته، يقول انني بعد قراءة هذا الدعاء، طبعاً هو يذكر ايضاً سؤال عن ما في مشكلة بالنسبة للالتزام به وبأستمرار في ايام الجمعة كما ورد في كتاب مفاتيح الجنان، الظاهر ما في اشكال من هذا الجانب؟
الشيخ علي الكوراني: نعم نعم برجاء المطلوب مافي اشكال ابداً ولو قرأه كل يوم، نعم.
المحاور: سماحة الشيخ بالنسبة للامر الاخر الذي يذكره قضية الصلاة ركعتين انه مافي اشكال انه اجد في نفسي رغبة ان اهدي للامام ركعتي صلاة قربة الى الله تبارك وتعالى، اصليهما بعد الدعاء واهديهما الى الامام، هذا الامر ايضاً ما فيه اشكال؟
الشيخ علي الكوراني: هذا امر جيد ومفتي به وان تصلي ركعتين وتهدي ثوابها للنبي او احد المعصومين صلوات الله عليهم او لهم كلهم، هذا صحيح وافتى به فقهاءنا والله يتقبل اعماله.

*******

نشكر لكم طيب المتابعة للبرنامج، ومعكم في فقرته الأخيرة، حيث نقدم حكاية مؤثرة من حكايات الفائزين بالألطاف المهدوية الخاصة، عنوان الحكاية هو:

وكشف عنهما الهم والغم

نقل الحكاية التالية آية الله الشيخ علي أكبر النهاوندي (رضوان الله عليه) في كتابه الموسوعي (العبقري الحسان في أحوال صاحب الزمان (عليه السلام):
وقد نقلها عن بعض ثقاة علماء طهران ومجموعة من وجهاء محافظة مازندران الايرانية، وملخصها هو أن أحد الأثرياء المتنفذين الظلمة في هذه المحافظة إدعي ملكية مزرعة كبيرة موقوفة لأعمال الخير وقال إنها تعود لجده وأن وثيقة وقفها غير صحيحة لأن جده لم يوقف هذه المزرعة بل غصبت منه فيجب إرجاعها له لأنه وارثه.
وجند هذا الظالم نفوذه والرشاوي للحصول علي شهادات عدد كبير من الأشخاص تؤيد إدعائه وحصل إستناداً الي هذه الشهادات علي أحكام قضائية لصالحه من المحاكم.
وإثر ذلك إحتدم النزاع بين هذا المتنفذ من جهة والمتولي لهذه المزرعة الموقوفة من جهة أخري، فتدخل جماعة من أهالي المحافظة وإقترحوا أن ترفع القضية الي العالم الرباني المولي محمد أشرفي المازندراني وكان عالم المحافظة المذكورة في عصره وقد عرف بالصلاح والتقوي والنزاهة فكان الجميع يقبلون بما يحكم به.
وقد وافق ذلك المتنفذ الظالم علي هذا الإقتراح إطمئناناً الي كثرة الشهادات والأحكام المؤيدة لدعواه التي حصل عليها.
أما المتولي فقد وافق ثقة بتقوي ذلك العالم الرباني لكنه بقي حائراً ماذا يفعل وظاهر الأمر يدل علي أن المولي المازندراني سيحكم لصالح ذلك الوجيه المتنفذ لما هيأه من أدلة وبينات؟
توجه الرجل وهو في حيرته تلك الي مدرسة (بلد أشرف) الدينية لعله يجد حلاً لمشكلته، دخل هذه المدرسة وجلس في زاوية منها.
وقد سيطر عليه الهم والحزن... فجاءه أحد طلبة المدرسة وسأله بألحاح عن سبب حزنه فأخبره وطلب منه حلاً لمشكلته فأجابه قائلاً: الحل أن تخرج خارج المدينة وتصلي صلاة صاحب الزمان (أرواحنا فداه)، ثم تتوسل به الي الله عزوجل لكي يكشف عنك هذا الهم والغم!
إستجاب الرجل لهذه النصيحة وخرج فوراً من المدينة وجلس في خلوة وصلي وتوسل حتي جاءه الفرج!
لقد جاءه رجل بهي الطلعة وبهيئة وزي أهل تلك المنطقة القروية، وسأله عن مشكلته فأخبره دون تردد، فأجابه: مشكلتك سهله وحلها يسير.
إذهب الي الشيخ الأشرفي وقل له انك مأمور من شخص جليل يأمرك بأن تحكم بأنّ هذه المزرعة موقوفة إستناداً الي حكمه.
وهنا سأله المتولي: وكيف سيقبل الرجل قولي مع مناصرة كل أولئك الشهود لخصمي؟ وما هي العلامة التي أقدمها له علي صحة قولي؟
أجابه الرجل: إذا تردد في الحكم فقل له: إن الذي حكم بصحة الوقف يقول لك: نحن نؤيد أمثالك لكي لا تخطأوا في الحكم والفتوي.
وعلامة صدق قولي أنني صححت لك - بهمسة في إذنك - الدعاء الذي أخطأت في تلاوة بعضه في قنوت الصلاة التي كنت تؤديها عند مقام ابراهيم الخليل (عليه السلام) أيام حجك، ثم إختفيت عن ناظرك فجأة!
قال الشخص البهي ذلك ثم إختفي فجأةً!
عاد المتولي مسروراً الي المدينة وقد أيقن بحصول الفرج الذي كان ينتظره.
وذهب فوراً الي الشيخ الأشرفي (قدس سره) وأخبره بتفصيلات ما جري له فعرف الشيخ أن الذي أصدر حكم وقفية تلك المزرعة هو إمام العصر (عجل الله فرجه) فأصدر فوراً الحكم بوقفيتها!
وبذلك فشلت مساعي ذلك المتنفذ الظالم وقد حقق آية الله الشيخ مرتضي الحائري (رضوان الله عليه) في هذه الحكاية من أهالي محافظة مازندران فوجد أن هذه المزرعة بقيت موقوفة!

*******

 

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة