فقد رحبت شركات السياحة العملاقة التي سيطرت على القطاع بنحو 450 مليون سائح، فيما تصدرت دول أوروبية رأس قائمة المناطق الأكثر استقطاباً للسياح، تليها كل من أميركا الشمالية والجنوبية.

ولقد أدى التعطيل المستمر للسفر منذ جائحة كورونا إلى انخفاض خطير في عدد السياح الدوليين الوافدين منذ العام 2019، لكن البيانات الخاصة بالعامين 2021 و2022 تظهر أن المستويات آخذة في الارتفاع، حيث صعدت إلى نحو 63% من مستويات ما قبل الوباء في الأشهر التسعة الأولى من العام.

وتهيمن الدول الأوروبية على المراكز العشرة الأولى، مع وجود فترات موسمية من الثلوج وأشعة الشمس، فإن كنتم تخططون لأي رحلة، إليكم الدول التي تصدرت القائمة وأفضل الأوقات لزيارتها والأهم تكاليفها.

فرنسا وإسبانيا

جاءت كل من فرنسا وإسبانيا في قائمة الدول التي استقطبت الملايين من السياح، ووصل عددهم في فرنسا إلى 79.4 مليوناً، مقابل 71 مليوناً في إسبانيا، بحسب بيانات منظمة السياحة العالمية.

فقد كانت المناطق الطبيعية عاملاً جذاباً لاستقطاب السياح رغم وجود معالم أثرية مهمة، مثل برج إيفل ومتحف اللوفر وغيرهما. فقد حاول السياح زيارة جبال الألب للتزلج والمشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات.

وفي إسبانيا، كانت جزر مايوركا وإيبيزا الجهات المفضلة بين جزر البليار لدى السياح، وهي نقاط جذب للشواطئ الجميلة والنوادي الفاخرة والمدن الجبلية الجذابة. وقد شارك الآلاف في معارك الطماطم في بونول خلال أغسطس/ آب المنصرم.

وتكاليف الزيارة والإقامة في كل من فرنسا وإسبانيا مرتفعة إلى حد ما، فقد وصل سعر الإقامة في الفندق أو في بيت الضيافة إلى نحو 100 يورو في الليلة الواحدة كمعدل وسطي، فيما تبلغ النفقات اليومية بين طعام ووسائل نقل وغيرها من النفقات الشخصية إلى نحو 100 يورو أيضاً، ناهيك عن أسعار التذاكر للدخول إلى المناطق التراثية أو المسارح، وبالتالي الإقامة في كل من البلدين تحتاج إلى ما لا يقل عن 1000 يورو لقضاء نحو 5 أيام.

تركيا وأميركا معاً

حلت تركيا في المراكز الأولى عالمياً في استقطاب السياح، ونجحت إسطنبول بأسواقها وشوارعها ومساجدها في استقطاب ما لا يقل عن 68 مليون زائر في العام 2022.

وقصد الزوار أيضاً الجزر التركية التي تعتبر مكاناً مثالياً لقضاء وقت جيد على الشاطئ، وتُعد رحلة بحرية زرقاء تقليدية ضمن أبرز الرحلات التي يتوق إليها الزوار.

وتُعتبر الأسعار في تركيا مقبولة نسبياً مقارنة مع مركزها العالمي كوجهة سياحية، إذ تصل كلفة الإقامة في الفنادق المتوسطة وبيوت الضيافة إلى نحو 70 دولاراً، ويمكن إيجاد غرف بسعر أقل.

أما في ما يخص قائمة النفقات الأخرى، من مأكل ومشرب ونفقات نقليات، فيمكن ألا تتخطى حاجز الـ50 دولاراً.

وإضافة إلى تركيا، جاءت الولايات المتحدة في المركز الرابع عالمياً، إذ استقطبت ما لا يقل عن 50.9 مليون زائر في العام 2022، ونحو 35 مليوناً في العام 2023.

وبفضل نطاقها الواسع والعديد من الولايات التي يمكن الاختيار من بينها، فقد حلت مدينة لاس فيغاس في قائمة المناطق الأكثر ترحيباً بالسياح، مع الاحتفالات والمهرجانات.

ولا تختلف تكاليف الإقامة في الولايات المتحدة عن أي منطقة أخرى أوروبياً، فقد تراوحت الأسعار بين 100 و120 دولاراً للإقامة في الفنادق المتوسطة، أما تكاليف الطعام، فقد قاربت 70 دولاراً في اليوم الواحد.

إيطاليا والمكسيك

رغم بُعد المسافات بين كل من إيطاليا والمكسيك، واختلاف الثقافات والعادات، وحتى الطبيعة الجغرافية، إلا أن كلا الدولتين حصدتا ما بين 35 و38 مليون زائر، بشواطئها المليئة بالنخيل وأطلال حضارة المايا وكرم الضيافة.

فلا عجب أن تكون المكسيك واحدة من أكثر وجهات العطلات شعبية في العالم. وتمتلئ مدينة مكسيكو سيتي الديناميكية بالألوان والحركة والنكهات اللذيذة. وعلى الساحل الشرقي، جعلت الشواطئ البيضاء في منطقة كوينتانا رو ومياهها الفيروزية من كانكون وريفييرا مايا ملاذاً لقضاء العطلات، وجاءت معظم الرحلات خلال الفترة بين نوفمبر/ تشرين الثاني وإبريل/ نيسان، إذ تكون درجات الحرارة محتملة وهطول الأمطار مقبولاً، وتصل التكاليف اليومية في المكسيك إلى ما بين 10 و15 دولاراً، فيما أسعار الإقامة في الفنادق لا تتخطى 30 دولاراً.

ورحبت إيطاليا بملايين الزوار، علماً أنها تشتهر بطبيعتها وموقعها ومطبخها والهالة الرومانسية التي تطغى على شوارعها وأماكنها وجوّها العام، وكانت جميع المناطق تقريباً مزدحمة بالزوار.

وتكاليف الإقامة في إيطاليا لا تختلف عن بقية الدول الأوروبية، على غرار فرنسا وألمانيا وغيرهما، ويحتاج الزائر إلى ما لا يقل عن 1000 يورو أسبوعياً.

بريطانيا وجوارها

وفي المراكز العشرة الأولى لأول مرة منذ عام 2019، استقبلت المملكة المتحدة أكثر من 30 مليون سائح إلى إنكلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية.

وتنتظر الزوار المغامرات مع السباحة وركوب الأمواج والمشي لمسافات طويلة في ريف سنودونيا ومنطقة البحيرة.

وصحيح أنه لا يمكن التنبؤ بالطقس في المملكة المتحدة، لكن بين مايو/ أيار وسبتمبر/ أيلول، يتمتع زوار الجزر البريطانية بأفضل فرصة للترحيب بهم في الأيام الدافئة والجافة وأحياناً أواخر العشرينيات مئوية.

ويُعد يوليو/ تموز وأغسطس/ آب شهرَي الذروة للسياحة والطقس والمهرجانات.

أما التكاليف اليومية لقضاء إجازة سعيدة في المملكة المتحدة، فتراوح بين 120 و150 يورو، شاملة الإقامة في الفنادق المتوسطة، ويمكن للزوار الاختيار بين عدد كبير من أماكن الإقامة التي تناسب ميزانياتهم. في المقابل، فإن أسعار الطعام لا تقل عن 20 يورو تقريباً، ناهيك عن تكاليف النقل.