البث المباشر

برنامج خاص في ذكرى ولادة الإمام الباقر عليه السلام

الجمعة 8 مارس 2019 - 14:59 بتوقيت طهران

عنوان البرنامج : ذكرى ولادة الإمام الباقر عليه السلام مقدم البرنامج : أمير فوزي ضيف البرنامج : سماحة الشيخ هادي العقيلي الباحث الإسلامي من العراق

السلام عليكم أخوة الإيمان و رحمة الله و بركاته

من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ؛ نقدم لكم ازكى التهاني وأصدق التبريكات بمناسبة الذكرى العطرة لميلاد الإمام محمدالباقر ابن الإمام السجاد ابن الإمام الحسين سبط سيد الأنبياء محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه و على آله الطيبين الطاهرين و صحبه المنتجبين مع باقات معطرة من الزهور المحمدية الحمراء بهذه المناسبة الجميلة الغراء. مستمعينا الأعزاء! نلتقيكم في هذاالبرنامج البهيج تحت عنوان :

[عطاءات باقرالعلوم] عليه السلام

لنسلط الضوء على جانب من سيرة و عطاءات الإمام الهمام وهو الخامس من أئمة أهل بيت العصمة والطهارة. فتابعونا حتى نهاية البرنامج وشاركونا بآرائكم المفيدة وافكاركم السديدة وطروحاتكم الرشيدة على أرقام هواتفنا :

☎22013848 – 22013768 – 22013762 ---- مفتاح البلد 009821

الـــــــواتـــــــســــــاب : 00989388784050

موقعنا علي الانترنت : arabicradio.net

ايـــمـــيــل الاذاعـــة : [email protected]

=====فاصل=====

مستمعينا الأعزاء!

لقد بلغ من حب نبينا العظيم محمد صلى الله عليه و آله وسلم واعتزازه بحفيده المبجل المولود في هذا اليوم الإمام الباقر عليه السلام حتى قبل مولده المبارك بعشرات السنين ، بحيث أن النبي (ص) قال للصحابي الكبير جابر بن عبدالله الأنصاري [يوشك أن تبقى حتى تلقى وليدا لي من الحسين يقال له "محمد" يبقر العلم بقرا، فإذا لقيته فأقرئه مني السلام].

وفعلا أدرك جابر أمامه الباقر عليه السلام واستقى من علومه ، حتى ان ابن شهراشوب قال : (وكان جابر والله يأتيه ويتعلم منه.)" ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب: 3/328"

فأبلغه جابر سلام جده رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم فشكره الإمام ودعا له ولم يلبث الصحابي الجليل جابر الأنصاري أن فارق الحياة بعد أيام من ذلك اللقاء.

■السؤال هو:

هل أراد النبي الكريم ان يعبر عن حبه الشخصي فقط لرجل من ذريته؟؟ وهل اراد رسول الله ان يدلل على احترامه لامام من سلالة سبطه الحسين (ع) فحسب؟؟

الجواب: قطعا (لا).

لأن النبي صلى الله عليه و آله وسلم انسان مبدئي وشخص رسالي ولاتهمه هذه الروابط النسبية فقط . إن الشريعة الإسلامية حينما أسست مبادئ العقيدة، وأمرت المسلمين بسلوك الطريق الموصل إلى رضوان الله تعالى، بالتزام الطاعات، واجتناب المحرمات، فإنها -في الوقت ذاته- قدمت من يجسد هذه المهام والمسؤوليات على أرض الواقع، وهم رسول الله وأهل بيته (صلوات الله عليهم). والإمام محمد بن علي الباقر(ع) هو أحد هؤلاء القادة والمجسدين للشريعة المقدسة ، وخامس أئمة أهل بيت العصمة والطهارة الذين خصهم الله تعالى بالعلم والفضل ، ووهبهم الدرجات العلى من الكمال الإنساني.

ولأنه أحيا علوم دين جده ونشر أصول وفقه شريعة سيدالمرسلين فقد استحق هذا الوسام وهذا التكريم من النبي العظيم حتى وصفه أهل زمانه وأهل البيت ع بأنه (قد بقر العلم بقرا`` أي شقه شقا وأظهر كنوزه ومعادنه).

=====فاصل ثم نواصل========

مستمعينا الاكارم !

لقد ولد الإمام الباقر عليه السلام منذ القرن الأول الهجري ولكن عطاءات فكره وانوار علومه مازالت تتلاءلاء حتى اليوم لتخترق حجب الزمان والمكان . وكانت الفترة التي عاشها الإمام الباقر(ع) في ظل حكم بني أمية قد تفشى فيها التخلف الاجتماعي في البلاد الإسلامية ، وكان الولاة ينتهبون الأموال ويظلمون العباد، وكانت البلاد الإسلامية تعيش حياة الجاهلية ، مبتعدة عن روح الإسلام ، وفي ظل هذه الأوضاع كان الإمام الباقر(ع) الملجأ والملاذ الآمن لأمة جده المصطفى(ص) بما يحمله من خلق وسيرة عظيمين، تحكي خلق وسيرة جده(ص) ، ليكون المثل الأعلى لمصلحي المجتمع الإسلامي وقيادة الأمة نحو التكامل الإنساني.

وورث الإمام الباقر (ع) العلم والخلق السامي والكمال والمعنويات من آبائه(ع)، وتأثر بشخصية أبيه زين العابدين . سيرة وسلوكا وعبادة وانقطاعا عن الدنيا وتوجها إلى الله تعالى. يقول الإمام الصادق(ع) متحدثا عن أبيه الباقر (ع):

[كان أبي كثير الذكر، لقد كنت أمشي معه وهو يذكر الله، وآكل معه الطعام وهو يذكر الله، ويحدث القوم وما يشغله عن ذكر الله. وقد أبطأ ذات ليلة فأتيت المسجد أطلبه، فإذا هو ساجد في المسجد، وليس في المسجد غيره، فسمعت حنينه وهو يقول: "سبحانك اللهم أنت ربي حقا حقا سجدت لك يا رب تعبدا ورقا، اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي"].

ويعد الإمام الباقر ع من مؤسسي جامعة الفقه والحديث وبقية العلوم في مسجد جده (ص)، مستفيدا من هدوء الأوضاع السياسية، وضعف حكام بني أمية، فقد كانت الدولة الأموية في نهايتها واهية البنيان، وانشغل حكامها بألوان الترف واللهو والمجون، فضلا عن الخلافات السياسية العميقة بينهم والتي أدت إلى تصفية بعضهم بعضا.

فقد استكمل الإمام الباقر(ع) ما بدأه أبوه زين العابدين(ع) من بناء الأمة فكريا وعقائديا وأخلاقيا. فقصده رجال الفكر من المذاهب الإسلامية كافة، للاستفادة من علومه والانتهال من فيض معارفه ، فكان من تلاميذه الافذاذ أمثال: (أبان بن تغلب) و(زرارة بن أعين) و(محمد بن مسلم الثقفي) و(محمد بن عيسى بن النعمان)، المعروف بـ(مؤمن الطاق) و(الفضيل بن يسار) و(جابر الجعفي)رضوان الله عليهم.

يقول عبد الله بن عطاء المكي (ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، ولقد رأيت الحكم بن عيينة، مع جلالته في القوم، بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه) "ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق: 54/278"

وأما السلطة الأموية ، والمتمثلة بهشام بن عبد الملك في حينه ، فلم يكن ليهدأ له بال وهو يرى الآلاف من علماء المسلمين وهم ينهلون من علومه ، وقد ملك قلوب الناس بأخلاقه وحسن سيرته ، وارتقى منصب المدافع عن شريعة المسلمين ، وهو يبين للناس ما اشتبه عليهم من أمور دينهم ، ويناظر أهل الأديان والملل على اختلافهم حتى صرح كبير النصارى بقوله (جئتموني بأعلم مني وأقعدتموه معكم حتى يهتكني ويفضحني، وهو أعلم المسلمين بل و من أحاط بعلومنا وعنده ما ليس عندنا). "محمد بن جرير الطبري، دلائل الإمامة: 239"

ومع نهوضه بأعباء الإمامة فإنه أسس أكبر جامعة لنشر علوم أهل البيت ومعارف أبيه وجده ولم يترك الأمة غارقة في ظلمات الجهل.

وما أحرى بعلماء الأمة وفقهائها اليوم أن لا يكتفوا بالتفرج على أصحاب البدع والأهواء ومدعي نيابة المهدي الكاذبين وناشري الرذائل في أوساط المجتمع بل ينبغي للعلماء التصدي لهذه الامورالخطيرة، والرواية المشهورة تقول (اذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه)

=====فاصل ثم نواصل========

مستمعيناالافاضل!

لاشك بأن سيرة أهل البيت تكتنز تاريخاً غنياً بالعطاء وبالجهود التي بذلوها من أجل نشر معارف الدين السامية ، وإشاعة نور الإصلاح والحقّ والعلم في دياجير الانحراف والظلم والباطل ، سيّما وهم : الركيزة الراسخة التي يقوم عليها صرح الإسلام بعد رسول اللّه ، فصاروا قبلة يهوي إليها طالبو الحقّ والعدل والعلم ، وقدوة حسنة يصبو إليها أهل التقى والمكارم .

بل حتى حكام عصرهم كانوا يعترفون باعلميتهم وعمق تضلعهم في علوم الحياة الدينية والدنيوية ويحرصون على استشارتهم عند النوائب والأزمات.

فقد كان للإمام الباقر(عليه السلام) الفضل في استقلالية الاقتصاد والنقد الإسلامي في الدولة الاسلامية من تبعية الدول المعادية للإسلام ، وذلك حينما أشار على حاكم زمانه عبد الملك بن مروان بسك العملة الإسلامية ، على الرغم من العداء الذي كان يبطنه عبد الملك بن مروان لأهل البيت(ع)،إلا أنه كان يلجأ إلى الإمام(ع) حينما تَدلَهِمُّ عليه الأمور، فيجود عليه الإمام الباقر ع بالنصح والتوجيه، ويحل لسلطات الحكم ما أشكل عليهم من الأمور.

إنّ التفوّق العلمي، هو أحد الظواهر البارزة في حياة إمامنا الباقر ( عليه السلام)، فقد كان كما قال الصادق الأمين قد بقر العلم وعرف أصله واستنبط فرعه ، من هنا تربّع على عرش العلم في زمانه بكل ما حوى من حقول المعرفة، حتى اعترف معاصروه بتفوّقه وسمّوه في منار العلم.

وأما عن مدرسة الإمام الباقر ، فقد تنوّعت مسارب العلم فيها، وتعدّدت آفاقها المعرفية ، واتّسعت اتّساعاً هائلاً ، فكانت ضروباً وألواناً شتّى ، ناهيك عن علوم الشريعة فيها من فقه وتفسير وحديث وكلام ، حيث بلغت ذروتها في تلك المدرسة الشريفة.

وما زالت عطاءات هذاالامام الهمام حتى يومنا هذا تشق غياهب الظلام وتنير لامةالاسلام

مسيرتها عبر السنين والأيام .

لقدترك الإمام الباقر تراثاً ضخماً يغطي معظم أبواب الفقه والتشريع ، حفلت بها موسوعات فقه وحديث الإمامية ، وكانت ولا تزال رافداً ومعيناً للفقهاء.

من احاديث الإمام الباقر عليه السلام :

- عَالِمٌ يُنْتَفَعُ بِعِلْمِهِ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفَ عَابِدٍ . الكافي : 2 / 18 .

- إنَّ حَديثَنا يُحْيي القُلوبَ . ج2 ميزان الحكمة

- الخَيرُ والشَرُّ يُضاعَفُ يَومَ الجُمُعةِ . ج2 ميزان الحكمة

- لا يكونُ المؤمنُ جَباناً ولا حَريصاً ولا شَحيحاً . ج2 ميزان الحكمة

- إنَّ اللهَ يُحِبُّ إفْشَاءَ السَّلامِ . تحف العقول

- إيَّاكَ وَ الكَسَلَ وَ الضَّجَرَ ، فَإنَّهُمَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرِّ ، مَنْ كَسَلَ لَمْ يُؤَدِّ حَقَّاً ، وَ مَنْ ضَجَرَ لَمْ يَصْبِرْ عَلى حَقٍّ . الكافي : 4 / 254

- الْكَمَالُ كُلُّ الْكَمَالِ التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ ، وَ الصَّبْرُ عَلَى النَّائِبَةِ ، وَ تَقْدِيرُ الْمَعِيشَةِ .

الكافي : 1 / 33

قال الشاعر في الإمام الباقر ع :

ناشر آثار النبي الهادي بالعلم والحكمة والارشاد

به استبانت لأولي الأفهام معالم الحلال والحرام

به صفت شريعة المختار عن كدر الأهواء والأفكار

كأنها الكوثر في الصفاء طاب ورودها لطيب الماء

به نمت وأورقت أشجارها به زكت وأينعت أثمارها

به تدلّت لذوى المعالي أغصانها في غاية الكمال

شعر عن ولادة الامام الباقر عليه السلام

صلوا اذا وصل المقام لذكره = صلوا جميعا في قدوم الباقر ِ

صوتُ اذا نطق البيان َ عرفته = مسترسلا من خير خلق البشر

طهر ُ امام ُ الساجدين اباً له ُ = من نسل ِ خير العالمين بناظري

يروي الحديث عن النبي طلاقة ً = وكـانه ُ ذاك َ الهمام ُ الحيدري

أرايت َ جابر َ كيف يجلس ُ عنده = مستانسا ً وممجـدا ً بالباقـر ِ

اعـد ِ الصلاة َ وذكرها بالمولـدِ = حيث ُ الصلاة على الرسول ِ الطاهر ِ

وبالـه ِ الغر ِ الكرام ِ توجهـي = خيرُ الآنام ِ شفاعـة في المحشر ِ

اني اوالي الطاهرين مشايعا = في هل اتى فاحفظها عند الصغر ِ

الأسئلة الموجهة لخبيرالبرنامج

1/هل لكم أن تصفوا لنا المنهج العلمي لمدرسة الامام الباقر عليه السلام؟

2/كيف نفسر اهتمام الإمام الباقر بالاستقلال الاقتصادي للدولة الاسلامية ونصيحته للحاكم بسك النقود رغم أنه كان حاكما ظالما؟

3/كيف تنظر إلى إرسال النبي سلامه إلى الأمام الباقر قبل مولده وتكليفه للصحابي جابر الأنصاري بذلك ؟ هل هو مجرد تصرف عاطفي وشخصي ؟

4/ ماهو اهم ما نتعلمه من حياة الامام الباقر (ع) و سيرته في التعامل مع طغاة زماننا ؟

5/ كيف نجح الامام الباقر(ع) بمنهجه العلمي احياء المعارف الاسلامية الاصيلة في عصر حكومة الطغاة ؟

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة