البث المباشر

هل الذكاء الاصطناعي سيغير أكثر التطبيقات شعبية؟

الأربعاء 14 يونيو 2023 - 19:24 بتوقيت طهران
هل الذكاء الاصطناعي سيغير أكثر التطبيقات شعبية؟

شهد العالم سباقاً من نوع جديد، تتنافس فيه الشركات على جعل منتجاتها داعمة للذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي تزايد كثيرا الحديث عنه في الأشهر الأخيرة، حيث ستؤدي هذه التكنولوجيا إلى تغيير طريقة العمل والتواصل والتفاعل من حولنا.

ومع تحوّل ملف الذكاء الاصطناعي التوليدي أو Generative AI، إلى أولوية بالنسبة للشركات، يبدو أن التغييرات التي ستدخلها هذه التكنولوجيا إلى طريقة التواصل والتفاعل فيما بيننا، لن تطول ليلمسها المستخدمين، وذلك مع إعلان شركة ميتا وهي مالكة أكبر وأكثر تطبيقات الدردشة والتواصل استخداماً في العالم، أن أدواتها الأولية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي ستصل في الأشهر القليلة المقبلة إلى فيسبوك وانستغرام وواتساب.
 

ميتا في منتصف السباق

وبحسب ما أعلنه الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ، خلال اجتماع مع الموظفين منذ أيام، فإن شركته باتت في منتصف سباق الذكاء الاصطناعي، محققة اختراقات مذهلة في هذا المجال، ما سيمنحها الفرصة للاستفادة من هذه التكنولوجيا عبر دمجها في كل منتج من منتجاتها، لافتاً إلى أن ذلك سيؤدي إلى استفادة مليارات الأشخاص من الذكاء الاصطناعي التوليدي، بطرق لن يتمكن من فعلها منافسو الشركة.

وألمح زوكربيرغ إلى أن التغييرات الأولية ستشمل عائلة تطبيقات ميتا، إذ ستبدأ في واتساب وماسنجر من خلال روبوتات الدردشة، في حين أنها ستكون على هيئة أدوات لتعديل الصور على فيسبوك وانستغرام.
 

كيف سيغير الذكاء الاصطناعي فايسبوك وانستغرام وواتساب؟

وبحسب مهندس تكنولوجيا المعلومات، محمد شامي، في حديثه ، فإن دخول أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لتطبيقات واتساب وفيسبوك وماسنجر وانستغرام، سيكون على مراحل وابتداءً من نهاية عام 2023، ليتطور الوضع في الأعوام اللاحقة عبر تقنيات أكثر حداثة.

وأشار إلى أن تطبيقات انستغرام وفيسبوك، ستشهد في الأشهر القليلة المقبلة، طرح أدوات تتيح تعديل الصور بطريقة مبتكرة، حيث سيتعين على المستخدم فقط شرح ما يريد تعديله في الصورة، عبر بضع كلمات، ليقوم الذكاء الاصطناعي التوليدي بإجراء هذه التعديلات، إذ أن هذا التغيير هو عينة بسيطة من التغييرات التي ستحصل لاحقاً في التطبيقين المذكورين.

أما بالنسبة لتطبيق واتساب فيرى شامي أن التغيير الذي سيشهده هذا التطبيق مرتبط بما بات يعرف بـ "المساعد الذكي"، الذي سيصل إلى مرحلة يكون فيها قادراً على الرد، نيابة عن المستخدم في حال تم تكليفه بذلك.
استنساخ صوت المستخدم

ويشرح شامي أن المساعد الذكي على واتساب، هو كناية عن برمجية ذكية لها القدرة على التحدث مع المستخدمين، وتقديم المشورة لهم والرد على استفساراتهم، حيث يمكن للمستخدمين سؤال المساعد الذكي عما يمكن فعله من مشاريع ترفيهية في منطقة ما، أو غيرها من الأمور، متوقعاً أن نصل إلى مرحلة تتيح فيها أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لواتساب، باستنساخ صوت مستخدميه وذلك للرد على الرسائل التي تصل اليهم، عند انشغالهم خلال القيادة أو غير ذلك من الامور.

ويرى شامي أن موعد وصول المساعد الذكي إلى واتساب، مرتبط بمدى التقدم الذي ستحرزه ميتا في تطوير هذا البرنامج وقدرته على تلبية طلباتهم، مستبعداً أن يتم ذلك في وقت قريب من 2023، على أن يصل هذا المساعد الذكي أيضاً إلى تطبيق ماسنجر وانستغرام.
 

تعديل احترافي في الصور والفيديوهات

من جهته يقول المطور التكنولوجي فادي حيمور، في حديثه حول هذا الموضوع: إن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيطال كل تطبيقات ميتا، مشيرا إلى أن مستخدمي انستغرام قد يحصلون في مرحلة قريبة جداً، على قدرات كبيرة لناحية تعديل الصور والفيديوهات بتقنيات احترافية كانت تحتاج سابقاً لمتخصصين، حيث أن كل ما سيكون عليهم فعله، هو إعطاء التعليمات لإنستغرام ليقوم هو بمهمة تعديل الصور، مثل إزالة بعض المكونات أو الأفراد من الصورة أو حتى إضافة بعض المشاهد عليها، في حين أن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي ستصل في المرحلة الأولى لمستخدمي واتساب، ستكون مهمتها مساعدتهم على كتابة الرسائل.

وأكد حيمور أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، سيلعب أيضاً دوراً رئيسياً في مجال الإعلان عبر التطبيقات التابعة لميتا، إذ تريد الشركة تحسين فعالية الحملات الإعلانية، ومساعدة المعلنين في إنشاء المحتوى المناسب لعملائها بدعم من الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن تجربة الاستخدام في واتساب وفيسبوك وانستغرام، ستختلف كثيراً في الأشهر والسنوات المقبلة، بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي، والقدرات التي يتمتع بها لناحية مساعدة المستخدمين على القيام بأمور، كان يحتاج تنفيذها في السابق لوقت طويل وخبرة كبيرة.
 

منتجات ذكاء اصطناعي من ميتا

ويكشف حيمور أن شركة ميتا كانت تروّج منذ فترة طويلة، لاستثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن هذه الاستثمارات لم تكن مرتبطة بتطبيقات المستخدمين بل بمنتجات أخرى، إلا أن ظهور برامج مثل ChatGPT وBard واستحواذها على اهتمام المستخدمين، بدّل الأولويات ودفع بميتا للتفكير بكيفية جعل منتجات ذكاء اصطناعي جديدة من ابتكارها، تشق طريقها إلى المستخدمين عبر واتساب وفايسبوك وماسنجر وانستغرام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة